المرأة العمانية.. دور بارز في بناء المجتمع وخدمته ومواكبة النهضة

تبوأت مناصب مرموقة وتساهم في مسيرة التقدم -

العمانية: حظيت المرأة العمانية في العهد الزاهر للنهضة المباركة التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – بالاهتمام والرعاية من لدن حكومة جلالته وأصبحت تتبوأ مكانة مرموقة في المجتمع العماني جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل.

وقد كان للمرأة العمانية خلال المسيرة المباركة دور بارز في خدمة الوطن في مختلف المجالات فساهمت بكل جد في تحقيق ما وصلت إليه البلاد من تقدم ورفعة متخذة من العلم شعارا لها.

تقول إيمان بنت سعيد الغافرية، رئيسة جمعية المرأة العمانية بمسقط، لوكالة الأنباء العمانية: الجمعية تفخر بالمشاركة في ذكرى الثالث والعشرين من يوليو المجيدة وقد أقامت الجمعية هذا العام احتفالا بهذه المناسبة العزيزة في إطار تفعيل دور المرأة العمانية وتعزيز مشاركتها في المجتمع.

وأوضحت أن الجمعية أقامت خلال أيام عيد الفطر المبارك ملتقى «عيد غلا الرابع» تحت شعار «فرحة الجميع في ملتقى العيد» الذي هدف الى تعزيز روح التكافل بين أبناء المجتمع وتسليط الضوء على دور الجمعية في المجتمع المحلي من خلال تقديم صورة ملموسة لمهارات وقدرات الشباب في المجالات الفنية والعلمية وبث الرسالة التثقيفية للمجتمع عن حقوق المرأة والطفل من خلال الفعاليات المصاحبة.

وبينت أن الفعاليات المصاحبة للملتقى شملت عددا من الألعاب الشعبية للأطفال والأسئلة الثقافية وفقرات اكتشاف المواهب على خشبة المسرح إضافة إلى تقديم عرض مسرحي عن حقوق الطفل ومسرحية هادفة عن حقوق المرأة وتقديم الابتكارات العلمية ومعرض للتصوير الضوئي، كما تم إلقاء القصائد الشعرية وغيرها من الفعاليات المتنوعة التي تسعى الى تقديم توعية إيجابية عن عالم المرأة والطفل.

وذكرت أن الجمعية تعمل من خلال رؤيتها المتمثلة في أن المرأة هي عماد المجتمع وشريكة الرجل في مختلف نواحي الحياة ومجالاتها وهي حاضنة للمبادرات المجتمعية من قبل المرأة حيث تقوم على مساعدة المرأة في تنفيذ المبادرات في مجتمعها من خلال بناء فرق عمل منتسبة الى الجمعية تقوم بتدريب المرأة في مبادراتها ومساعدتها في إدارة مواردها المهنية والبشرية عن طريق برامج توعوية وهادفة تسعى الى تأسيس جيل ريادي في المجتمع وفي الوقت نفسه تسعى إلى استدامة العمل التطوعي من قبل مجلس إدارة الجمعية الذي يستمر تلقائيا ولا ينتهي بانتهاء مدة المجلس وعضويته الأمر الذي يساعد أيضا على تحويل العمل التطوعي في الجمعية من المركزية الى اللامركزية.

وأوضحت رئيسة جمعية المرأة العمانية بمسقط أنه إضافة إلى اللجان الموجودة في الجمعية كاللجنة الثقافية واللجنة الاجتماعية واللجنة الإعلامية تم استحداث لجنتين هما لجنة التعاون والعلاقات الخارجية ولجنة إدارة المشاريع، فعلاوة على دورها الذي تقوم به اللجان الإعلامية والثقافية من توعية وتثقيف وتعزيز أهمية وقيمة العمل التطوعي والنهوض بالمرأة العمانية على مختلف الأصعدة والاهتمام بتثقيفها وتوعيتها تقوم لجنة إدارة المشاريع بدور بارز في الاهتمام بعطاء المرأة العمانية وما تقدمه من نتاج ملموس في أرض الواقع من خلال تعزيز عطائها بمختلف اشكاله عن طريق اقامة الدورات والندوات والبرامج التوعوية والانتقال إلى متابعة التنفيذ في أرض الواقع من خلال تطوير وتحسين جودة ما تقدمه بإضفاء المهارات اللازمة لها حسب المجال والاختصاص.

وأضافت أن لجنة التعاون والعلاقات الخارجية تقوم بالتواصل مع جمعيات المرأة داخل وخارج السلطنة حيث لا يمكن العمل بمعزل عن العالم الخارجي لتحقيق الهدف الأسمى لتطوير المرأة العمانية وذلك من خلال قراءة دور ونشاطات الجمعيات والاستفادة من النجاحات التي تحققها وتقييم مبادرات جمعية المرأة العمانية التي بدورها تعكس الجانب الايجابي المشرق لجمعيات المرأة العمانية في السلطنة.

وفي سياق متصل تقول الإعلامية منى بنت محفوظ المنذرية « إن ما تحقق للمرأة العمانية يعد مفخرة لها باعتبار أن المرأة العمانية بطبعها إنسانة تعمل بهدوء وبصبر وأن حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- منذ بداية النهضة توليها اهتماما من خلال النطق السامي بكلماته التي تشيد بدورها وأن المرأة والرجل كجناحين لطائر واحد وبالتالي فإن المرأة العمانية جعلت من هذه المقولة قبساً من النور تمشي عليه في تنمية مجتمعها وبذل كل ما تستطيع لرفعة هذا البلد».وأردفت المنذرية تقول « هناك قوانين لحفظ حقوق المرأة وهناك أيضاً اهتماما خاصا بها من خلال وجود مؤسسات تخدم المرأة والطفل والأسرة بشكل عام » مشيرة إلى دور جمعيات المرأة بالسلطنة ومتطلبات الحياة العصرية والانفتاح على كافة الميادين مؤكدة ان الفترة الحالية حاسمة لها ويجب أن يكون وجودها أكثر ثباتا فيما يخدم احتياجات المرأة والأسرة وتلبية هذه الاحتياجات وفق متطلبات المجتمع.

وقالت ساجدة بنت عبد الأمير اللواتية مستشارة وزير الخدمة المدنية لموظفي الخدمة المدنية في تصريح لوكالة الانباء العمانية « أتمنى أن يكون للمرأة العمانية ظهور أكثر في مجالات القيادة»مؤكدة انها فخورة بما وصلت إليه المرأة العمانية من مناصب مقارنة بما كانت عليه سابقا.

وعبرت الدكتورة الشاعرة سعيدة بنت خاطر الفارسية عن سعادتها بيوم النهضة العمانية وقالت « إنها مناسبة عزيزة على نفس كل عماني عاش على هذه الأرض الطيبة وهي مناسبة لاستعادة الذاكرة والعزة والطمأنينة حيث تحقق في هذا اليوم (23 يوليو المجيد)، للمرأة ما وعد به جلالة السلطان المعظم، حفظه الله ورعاه، من أمن واستقرار وتقدير لعطائها عبر التاريخ » موضحة أن المرأة العمانية بطبيعتها معطاءة ومنذ فجر النهضة وحتى الآن حققت الكثير من الطموحات التي تسعى إليها والتي وضعت ثقة القائد فيها وواصلت مسيرتها بنجاح كما يريد الأب والقائد أن تكون امرأة مشاركة وفاعلة في مسيرة التنمية.

وأضافت ان المرأة العمانية كانت على قدر هذه الثقة التي حظيت بها ونالت أعلى المستويات في المجالات العلمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. مشيرة إلى أن جمعيات المرأة قامت بدور كبير في مجتمعها (ولكن ما نطمح إليه هو دور أكبر ومختلف عن دورها السابق وذلك نتيجة لاختلاف الحياة العصرية) موضحة أن هناك الكثير من المعوقات الاجتماعية التي طرأت في مجتمعنا ونحن نأمل من الجمعيات تنشيط دورها باعتبارها نواة المجتمع بالنسبة لدعم وتطوير المرأة العمانية موضحة أن المجتمع بحاجة الى طاقات نسائية وجهود فكرية مطلعة على قضايا المرأة وهناك الكثير من هذه الطاقات المتخصصة والعاملة في هذا الجانب متمنية أن يكون لها دور من خلال جمعيات المرأة العمانية التي ترى أن دورها أكبر وأصعب من السابق وعليها أن تكون أكثر التصاقا بقضايا مجتمعها.

وتسعى جمعية المرأة العمانية إلى تفعيل هوية المرأة العمانية الحضارية والعصرية وتمكينها معرفيا وعلميا من خلال مشاركتها في الأعمال التطوعية. كما تهدف إلى إبراز دور المرأة العمانية وتعزيز مكانتها ومشاركتها في المحافل المحلية والدولية وتفعيل دورها في المؤسسات الحكومية والأهلية إضافة إلى تمكينها في مختلف المجالات ورفع مستواها الفكري والاقتصادي والثقافي.

جدير بالذكر أن أنشطة جمعية المرأة العمانية تتنوع بحسب متطلبات وأولوية كل مرحلة حيث يضع مجلس إدارتها البرامج والخطط والاستراتيجيات التي تتناسب ومستجدات الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في عدد من المجالات من أهمها التنمية البشرية.

وتقيم الجمعية برامج خاصة بإدارة العمل التطوعي علاوة على ذلك تقوم الجمعية بدور بارز في توعية المرأة العمانية في مجال الشؤون الأسرية فيما يتعلق بتربية الأبناء والتوعية الصحية وبرامج محو الأمية التعليمية والمعرفية والقانونية ودعم مكاسبها الشرعية وتعزيز التزاماتها الإنسانية وثقافتها البيئية وإبراز هويتها التراثية وتقدير أمومتها التربوية وتحفيز وتطوير قدراتها القيادية ومعارفها الذاتية ومهاراتها اليدوية.

وقد سجلت جمعية المرأة العمانية حضوراً في المؤتمرات والندوات وحلقات العمل التي أقيمت في مختلف محافظات السلطنة وفي المحافل الدولية جنباً إلى جنب مع المنظمات والمؤسسات المعنية بقضايا المرأة والمجتمع والعمل التطوعي وتتنوع مشاركاتها في مجالات تخصصية وعامة منها مؤتمرات معنية بحقوق الانسان والمرأة والبيئة وحماية المستهلك وحقوق الطفل وغيرها من الفعاليات التي تخدم أهداف التنمية.

وتعتبر جمعية المرأة العمانية معلما ثقافيا واجتماعيا يكشف لزواره والآخرين مدى تطور المرأة العمانية والتعرف على العادات والتقاليد العمانية والإنجازات التي تحققت للمرأة العمانية خلال الفترات السابقة وما يتحقق الآن بواقع ملموس.

وتعتز الجمعية بمشاركاتها في عضوية اللجان الوطنية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والصحية والأسرية والتنموية وغيرها من اللجان التي تمهد وتناقش وتوصي بإصدار قرارات وقوانين ولوائح تخدم المرأة والمجتمع ضمن معاهدات واتفاقيات محلية ودولية أثمرت عن نتائج إيجابية.