نجاح عملية قسطرية لعلاج عيب خلقي في عضلة القلب بمستشفى جامعة السلطان قابوس

تمكن فريق طبي بمستشفى جامعة السلطان قابوس من القيام بنجاح بعملية غلق فتحة في القلب (عيب الحاجز الأذيني) بواسطة القسطرة لمريض يبلغ من العمر 31 سنة، ومريضة تبلغ من العمر 17 سنة، وهما يتمتعان الآن بصحة جيدة، تمكن الفريق الطبي من خلالها من سد الفتحة بأداة خاصة بهذا الغرض وإنهاء معاناة المرضى وإرجاع البسمة على محياهما بعيدا عن الأعراض التي كانا يعانيان منها قبل العملية وبدون أي تشويه لمنطقة العملية.

وقام بالعملية الدكتور حاتم بن علي اللواتي، استشاري أمراض القلب والقسطرة الدقيقة، ومعاونة الدكتور خلفان بن سالم السنيدي، استشاري صحة أطفال، تحت إشراف خبير عالمي من المملكة العربية السعودية وبمعاونة فريق طبي يتكون من أطباء التخدير وممرضين وفنيي أشعة.

وقال الدكتور حاتم بن علي اللواتي، استشاري أمراض القلب والقسطرة الدقيقة: إن هذه العملية متعلقة بإغلاق عيب خلقي في القلب، وهو عبارة عن فتحة في الجدار الحاجز بين الأذين الأيمن والأذين الأيسر تسبب هذه الفتحة مشاكل بالغة عندما يبلغ الشخص الثلاثينيات من العمر عادة، وكان العلاج الجراحي التقليدي يتضمن إحداث فتحة في جدار الصدر وفتح عضلة القلب، ولكن هذه العملية القسطرية تم إجراؤها بطريقة أبسط وذلك من خلال فتحة صغيرة في منطقة الفخذ، وتجرى مثل هذه العمليات في المراكز المتقدمة في دول العالم، أما في مستشفى جامعة السلطان قابوس فهي الأولى من نوعها وكانت النتيجة إيجابية ويعد نجاح العملية نقلة علمية ومواكبة حقيقية للأساليب العلمية الحديثة.

ويعد عيب الحاجز الأذيني في القلب من أكثر العيوب الخلقية التي تؤثر على القلب شيوعا تشكل نسبة 5 إلى 10٪ من التشوهات الخلقية القلبية. ويتم اكتشاف تشخيص هذه الحالات إما صدفة وذلك بأن يزور المريض المستشفى لسبب مختلف تماماً، ويتم اكتشاف الحالة مصاحبا لها تضخم الجانب الأيمن من عضلة القلب، أو عند حدوث الأعراض وزيارة المريض المستشفى من أجل الفحص.

ويضيف اللواتي: تتوفر في المستشفى الفحوصات الدقيقة والأجهزة الحديثة، كل هذا يساعد على تحديد مكان الفتحة وبالتالي إمكانية الوصول مباشرة لها وسدها، وكل ذلك يعمل على بث الطمأنينة لدى المريض وثقته بالطاقم الطبي الذي سيجري له العملية، وكان التجهيز لهذه العملية منذ ما يقارب ستة أشهر وذلك بإلحاق طاقم العملية ببرنامج تدريبي لمثل هذه العمليات والتواصل مع الخبراء ومن لهم الخبرات الكثيرة في مثل هذه العمليات والتواصل مع الشركة المصنعة للأجهزة الجديدة المستخدمة في العملية.

ويضيف اللواتي: إن من أعراض فتحة القلب شعور المريض بصعوبة في التنفس والإجهاد المبكر عند بذل جهد، وتضخم في حجرات عضلة القلب على جانب اليمين واضطرابات في دقات القلب بسبب تضخم الأذين الأيمن، فإذا لم يتم العلاج المبكر لمثل هذه الحالة، فإن ذلك يؤثر على الأوعية الدموية في الرئتين بسبب زيادة نسبة تدفق الدم في الرئتين، وهذا يؤدي إلى تغيرات في الأوعية الدموية والتي بعد فترة تصبح مزمنة وعلاجها صعب.

إضافة إلى ذلك فإن هذه الفتحة الموجودة في القلب تجعل من الشخص عرضة للإصابة بالسكتات الدماغية بسبب جلطات تتكون في الأوردة، هذه الجلطات في العادة تحبسها الأوعية الدموية في الرئتين حتى إن الشخص لا يكاد يشعر بها، ولكن بسبب وجود هذه الفتحة فإن الجلطات يتم ضخها للدماغ ويؤدي ذلك إلى سكتات دماغية، ومن ضمن الحالات التي تعاملنا معها مريضة في مقتبل العمر قد أصيبت بجلطة دماغية قبل أربع سنوات وبحمد الله تعافت منها.

وعن الفوائد التي تعود على المريض عند القيام بمثل هذه العمليات يقول الدكتور حاتم اللواتي: تتميز هذه العمليات التي تقام بالقسطرة عن نظيرتها التي تقام عن طريق الشق الجراحي بالرؤية التكبيرية الواضحة، وتقليل المعاناة وفترة النقاهة بعد العملية، وتقليل مدة مكوث المريض في المستشفى، إضافة إلى عدم وجود أي أثر للعملية التي تجرى عن طريق القسطرة، وتقليل حدوث التهاب للجروح جراء العملية.

الجدير بالذكر أن مستشفى جامعة السلطان قابوس يستقبل جميع الحالات المرضية التي تتعرض لها مختلف فئات الأعمار وبكافة أنواعها، وتحتل عمليات القسطرة الدقيقة لعلاج أمراض تضيق الشرايين التاجية أو تضيق صمامات القلب أو العيوب الخلقية لعضلة القلب مكانة متميزة في قائمة العمليات التي يتم إجراؤها بالمستشفى، حيث تعتبر من أحدث النقلات في المستشفى بجميع تخصصاته، ويحرص المستشفى على استخدام أحدث الأجهزة لتشخيص وعلاج الأمراض تحت إشراف نخبة من الأطباء من أصحاب المهارات والكفاءات العالية وعلى قدر عال من الخبرة والقدرة في التعامل مع مثل هذه العمليات وغيرها.