آسيا تحت أنظار العالم

يعود التاريخ من جديد ليسجل أحداثا ويحصي أرقام نسخة جديدة من بطولة نهائيات القارة الصفراء لكرة القدم وسط اهتمام كبير وترقب أكبر من جماهير الكرة على امتداد الكرة الأرضية والقارة الآسيوية بصفة خاصة لمشاهدة الجديد الذي تقدمه البطولة على أرض استراليا التي تهيأت وباتت جاهزة لاستقبال تدشين الحدث الآسيوي الكروي الكبير اليوم.تمثل المشاركة في نهائيات كأس آسيا تحديات كبيرة لجميع المنتخبات المشاركة وخاصة تلك التي قدمت إلى استراليا بثقة كبيرة وتحضيرات فنية كاملة المواصفات تدعم طموحات الصعود لمنصة التتويج ومعانقة الكأس الغالية.تتميز نسخة أستراليا هذه المرة بظهور رغبات عديدة تحاصر اللقب ووجود أكثر من مرشح في حسابات وتوقعات الخبراء والمراقبين ويشعر (الكنجارو) صاحب الارض بمسؤولية كبيرة تفرضها عليه إقامة المنافسة على أرضه ووسط جماهيره وتجعل مطلب اللقب ضرويا وملحا عند الشعب الاسترالي.

الجديد في نسخة استراليا وجود تسعة منتخبات عربية وخليجية يجمع بعضها صراع ساخن ومثير بوجود أكثر من منتخب في مجموعة واحدة فرضت عليها القرعة التصادم مبكرا في مواجهات عربية خالصة وهو ما يضاعف من حجم الإثارة عند المشاهد العربي عبر مباريات لها طعم خاص وهوية خاصة.

بين المنتخبات التسعة يوجد المنتخب الوطني الذي يعود للمشاركة في النهائيات هذه المرة بوجه جديد وطموح كبير يدفعه بقوة الى ان يكتب تاريخا جديدا مغايرا عن مشاركاته الماضية التي كانت شرفية وخالية من أي بصمة تذكر.

يطل المنتخب الفلسطيني (الفدائي) للمرة الأولى في نهائيات آسيا حاملا قضيته التاريخية ومستغلا وجوده ليبعث رسالته للعالم عبر اسيا وليدافع عن حقوقه في أرضه المحتلة من الكيان الاسرائلي الذي لم يبعد نفسه عن مشاركة (الفدائي) بمنعه مؤخرا لأحد لاعبي المنتخب من السفر والوجود مع الفريق في استراليا.

يعيش الأحمر ثقة كبيرة ويستند على نتائج ايجابية وتطور ملحوظ في الفترة الأخيرة ويرفع شعار التحدي بوضوح حسب ما ذكر مدربه الفرنسي بول لوجوين الذي اطلق تصريحاته في اجواء البطولة مؤكدا بأن المنتخب العماني لم يأت إلى استراليا من أجل النزهة أو أن يكون جسر عبور للمنتخبات الأخرى.

سيكون على جماهير الأحمر وبداية من يوم الغد معايشة حضور اخوان الحبسي داخل الملعب في أول مواجهة تجمع المنتخب مع منافسه العنيد والقوي الكوري الجنوبي في مباراة الحسابات الواضحة التي تفرض الخسارة وتعد النتيجة الايجابية هدف اللاعبين وجهازهم الفني بغية كسب المعنويات وتعزيز فرصة العبور للدور الثاني بنجاح.

المهمة التي تنتظر الأحمر والمنتخبات العربية لن تكن سهلة ابدا وتتطلب الكفاح والعمل الجاد والتعامل بحسابات واقعية في المباريات التي تنتظرهم في ميدان البطولة الاسيوية وما بين قوة المنافسة وصعوبة المهام يتمدد الحلم العربي وينتظر ان يتحقق في سماء وارض استراليا عبر نجاح احد سفراء العرب التسعة في ان يكون هو البطل المتوج لنسخة استراليا.

ياسر المنا