الشتاء .. موسم سياحي لاكتشاف المواقع وممارسة مختلف الهوايات والمغامرات

204608


تقنيات حديثة لاستكشاف عجائب الجيولوجيا في السلطنة –

حياة فطرية في المحميات الطبيعية وموروث تاريخي عريق -

كتب – سعود بن جميل الغنبوصي –

يتمتع القطاع السياحي بالسلطنة خلال هذه الفترة من العام وهو موسم الشتاء بحركة نشطة تستمر إلى شهر أبريل القادم والذي بدوره يستقطب العديد من السياح والزوار من داخل وخارج السلطنة وذلك لما تمتاز به من المواقع السياحية العديدة في مختلف محافظات السلطنة.

وقد أنهت الجهات المعنية بالقطاع السياحي من المؤسسات العاملة في صناعة السياحة والضيافة من إعداد الفعاليات والبرامج المختلفة لجذب السياح وتنشيط السياحة الداخلية.


التخييم فرمال الشرقية


وتعتبر رمال الشرقية (وهي بحر من الرمال تمتد من محافظة شمال الشرقية مروراً بمحافظة جنوب الشرقية وصولاً إلى محافظة الوسطى) من أجمل مناطق التخييم في السلطنة وتتسع مساحتها لتصل إلى حوالي 10 آلاف كم مربع تحتضن على رمالها حوالي 200 نوع تعتبر رمال الشرقية من أجمل مناطق التخييم في السلطنة وتتسع مساحتها لتصل إلى حوالي 10 آلاف كم مربع.

وتتدرج ألوان الرمال من الأحمر إلى البني على امتداد البصر وتعد الموطن الأصلي للبدو، وتجذب هذه المنطقة الكثير من محبي مغامرات الصحراء، ويفضل الزوار هذه المنطقة نظراً لسهولة الوصول إليها ولتوفر الخدمات القريبة منها، لتشكل موقعاً سياحياً متميزاً، كما أن وجود المخيمات السياحية التي افترشت الرمال لتكون جزراً تقدم الخدمات السياحية في بحر الرمال الذهبية ولعبت دوراً مهماً في ذلك.

وتعتبر ولاية بدية من الواحات الجميلة القابعة على مدخل رمال الشرقية، وتعد نقطة انطلاقة لسبر أغوار الرمال والدخول في عالم مليء بالإثارة والحيوية، بعيداً عن صخب المدينة وتغييرا للبرامج الروتينية اليومية. ويوجد في هذه الرمال العديد من الواحات منها على سبيل المثال لا الحصر واحة الراكة التي تحيط بها التلال الرملية في ثلاث جهات وتشكل منظرا بديعا إلى جانب واحة شاحك وكذلك الحال بالنسبة لواحة الحوية وهي أكبر الواحات وتحوي العديد من الأشجار وتحيط بها الكثبان الرملية في مشهد بديع، وتعتبر هذه الواحة نموذجاً حياً لهذا التمازج الفريد، حيث احتضنتها الرمال الذهبية لتشكل شبه جزيرة خضراء في مشهد فريد تتميز به عن غيرها من الواحات على مستوى السلطنة، كما أن الانحدار الحاد للرمال في الجزء الجنوبي لهذه الواحة يعد من المواقع المتميزة لممارسة رياضة التزلج على الرمال.

ومن الواحات أيضاً واحة العيدان والتي يرجع سبب تسميتها لوجود الأشجار بظلالها الوارفة ووجود بئر ماء بهذا الموقع، ويتطلب الوصول إليها الاستعانة بدليل.

وتقام في هذه الرمال العديد من الأنشطة والفعاليات السياحية ومنها تحدي صعود الرمال بسيارات الدفع الرباعي، إضافة إلى سباقات الخيول والهجن.


حياة طبيعية بالوسطى


وتقع محافظة الوسطى في جنوب محافظتي الداخلية والظاهرة وتتصل من جهة الشرق ببحر العرب ومن الغرب بصحراء الربع الخالي، ومن الجنوب بمحافظة ظفار وتحتل مساحة كبيرة من وسط السلطنة.وتمتد شواطئها على بحر العرب لمسافات طويلة وتتميز هذه الشواطئ بنظافتها ونقاء مياهها، مما أدى إلى تكاثر العديد من النباتات البحرية وهو سبب الاخضرار الدائم في مياه البحار الضحلة إضافة إلى أنواع أخرى تخوض في المياه الضحلة في بر الحكمان، وتمر على هذه المنطقة العديد من الطيور أثناء هجرتها السنوية، أما على اليابسة فيساعد مناخها المعتدل والذي يتأثر سنوياً بموسم الخريف في ظفار، على تكاثر العديد من النباتات والثدييات النادرة كالمها العربي والوعل النوبي.


محميات طبيعية


وتعتبر الشواطئ الممتدة من رأس الحد إلى جزيرة مصيرة بمحافظة جنوب الشرقية بمثابة محمية للسلاحف ومنها السلحفاة الخضراء التي تعتبر من السلاحف النادرة والتي تعود كل سنة لتضع بيضها على الشواطئ التي أبصرت فيها نور الفجر لأول مرة قبل عشرات السنين، وتتخذ من منطقة رأس الجينز ملاذاً هادئاً تضع فيه بيضها ليؤمن استمرار وبقاء هذا النوع وحمايتها من الانقراض وخارج موسم تكاثر السلاحف (وإن كان الموسم طوال العام حيث يكثر في أحيان ويقل في أحيان أخرى) ويمكن التمتع بجمال الشاطئ ومشاهدة الآثار البديعة التي تركتها السلاحف خلفها. كما تم إنشاء مركز علمي يحتوي على معرض يعرض صوراً للسلاحف وهي تضع بيضها وتبعد المحمية مسافة 65 كم شرقي مدينة صور ويمكن الوصول إليها عبر قرية العيجة.


قمه جبل شمس


يعتبر جبل شمس أعلى قمة في شبه الجزيرة العربية يصل ارتفاعه إلى 3.004 أمتار فوق سطح البحر سفوحه كثيرة وقممه عديدة وكلما زار السائح سفحاً يأخذه إلى سفح آخر إلى أن يصل إلى الأعلى البعيد حيث الارتفاع الشاهق. والحياة في هذه القمة هي الأخرى تختلف عن التي تعهدها فالطقس معتدل في الصيف وبارد في الشتاء وعلى مقربة من قمته العالية تقع هوة عميقة تسمى “شرفة النخر” تعتبر من الأماكن الجميلة التي يقصدها السياح، وهي مقطع عميق في قلب الصخر، ويمكن الإطلال عليها من أعلى المنطقة التي تشرف رأسيا على موقع الهوة وتظهر أسفلها مقاطع من الصخور التي صاغتها عوامل التعرية في أشكال مختلفة وعلى عمق سحيق جداً.

وقد شيدت بعض الاستراحات السياحية والتي يمكن للزائر أن يقضي أوقاتاً جميلة يستمتع فيها بلحظات مشاهدة الطبيعة الخلابة بهذا الجبل.


سياحة جيولوجية


ويتميز موقع السلطنة في الجزء الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة بتنوّع جيولوجي فريد وسلاسل جبلية شاهقة تربو على 3000 متر في شمال السلطنة، وواحات خضراء في الجنوب، وسهول منبسطة في وسط السلطنة. وباستخدام نظام المرشد الآلي للمسارات الجيولوجية يمكن زيارة هذه المواقع والتعرف على مواقع هامة للتاريخ الجيولوجي للسلطنة، كما يمكن إيجاد لوحة إرشادية بالمعلومات الجيولوجية والرسومات التوضيحية حول كل موقع. كما يمكن تحميل التطبيق المجاني الذي تم تطويره خصيصا ليلائم الهواتف الذكية عن طريق رمز الشفرة في أسفل الخريطة، ليمكن من الملاحة وإيجاد المواقع، وعرض المعلومات بعدة لغات عن كل موقع وذلك باستخدام نظام الملاحة العالمي. ولاستكشاف جماليات التراث الجيولوجي الغني لمحافظة مسقط والتفاعل مع عجائبها الجيولوجية باستخدام أحدث التقنيات في هذا المجال لتعزيز المعلومات في استكشاف التراث الجيولوجي في تجربة تجمع بين المتعة والمعرفة.


متعة الغوص في مسندم


تقع شبه جزيرة مسندم على الحدود الشمالية للسلطنة وترتفع الجبال في هذه المنطقة إلى أكثر من ألفي متر عن سطح البحر الذي يحيط بها وتنتشر الجبال بصورة هندسية مرتبة طبيعياً، وتحتوي هذه المنطقة على أهم المعابر المائية وهو مضيق هرمز.ويعتبر تمازج البحر والجبل من المعالم التي تنفرد بها هذه المنطقة، ويضفي ركوب القوارب والسفن التقليدية متعة لا توصف، فيما يمكن لهواة الغوص في الشواطئ المرجانية الجميلة الاستمتاع بهواياتهم بالإضافة إلى المواقع الأثرية.

وتعتبر خصب مركزا إقليميا لمحافظة مسندم وتبعد عن مسقط العاصمة نحو 570 كم. وتقع خصب في أقصى شمال المحافظة وتستمد اسمها من خصوبة تربتها ويوجد فيها ميناء خصب، كما تتميز ولاية خصب بروعة قراها وطرقها المثيرة المؤدية إلى قمم الجبال وهناك رحلات جوية يومية من مسقط، كما توجد رحلات بحرية بالعبارات السريعة.


الأودية .. وجهات سياحية


وتمثل الأودية المنتشرة في ربوع السلطنة وجهات سياحية هامة تسهم في تنشيط حركة السياحة الداخلية، حيث توفر هذه الأودية مساحات كبيرة من الظلال الواسعة ومواقع ترفيه وتخييم بين ربوعها الخضراء ومياهها الجارية حيث نجد الكثير من الأسر والمجموعات السياحية تقوم بزيارة هذه الأودية لقضاء أوقات الفراغ وسط مجاري هذه الأودية، وذلك للاستمتاع بما أوجدته الطبيعة من مناظر خلابة ومياه جارية وظلال واسعة تعيد لذهن السائح نشاطه المتأمل في جمالية التنوع الطبيعي، حيث يمثل التداخل بين الخضرة والتكوينات الصخرية ومن حولها المياه الجارية التي تسهم في تلطيف الموقع السياحي أبرز سمات الأودية العمانية، لذا فإن انتشار هذه الأودية في مختلف مناطق السلطنة يسهم في تشجيع حركة السياحة من أجل الاطلاع وحب المغامرة وسط معالم سياحية فريدة.ومن أشهر هذه الأودية وادي بني خالد ووادي شاب ووادي طيوي ووادي الأبيض ووادي الحوقين ووادي ضيقة وادي فدى ووادي العربيين ووادي الطائيين ووادي دما وادي حيبي وادي عندام.


جبل السيفة


يقع مشروع جبل السيفة الذي تبلغ مساحته 6.2 مليون متر مربع، على بعد 45 كيلومتراً من مسقط، ويضم 2.700 منزل، وخمسة فنادق، وملعب للجولف مكون من 18 حفرة ومطابق لمعايير ملاعب المحترفين، ومحلات تجارية، ومرسى يستوعب 200 قارب. وستتم إدارة هذه الفنادق من قبل شركات عالمية مثل فور سيسونز وميسوني وبنيان تري.


قلاع عريقة


كما تشهد محافظة الداخلية خلال الموسم الشتوي أعداداً كبيرة من السياح. وتعتبر ولاية نزوى واحدة من أهم مقاصد الجذب السياحي الشهيرة في السلطنة اليوم، بفضل مبانيها التاريخية وقلاعها العريقة. كما تعتبر شلالات تنوف الرائعة وقلعة نزوى العريقة، التي بنيت في منتصف القرن السابع عشر وقلعة بهلا من أهم عوامل الجذب السياحي.


الجبل الأخضر

ويعتبر الجبل الأخضر خياراً آخر للزوار خلال الموسم الشتوي ويوفر جبل شمس، أعلى قمة جبلية في السلطنة بارتفاع 3.075 متراً وكهف الهوتة تجارب قيمة ورائعة للسياح بفضل ما تحويه هذه الأماكن السياحية من كنوز تراثية ومواقع جيولوجية متنوعة.