المدارس بباكستان تستأنف الدراسة ومقتل 7 من أنصار الجيش في هجوم

كيري في زيارة مفاجئة لإسلام آباد –

إسلام أباد – (أ ف ب) : وصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس إلى باكستان في زيارة مفاجئة لإجراء محادثات مهمة بعد أسابيع على الهجوم الأكثر دموية الذي نفذته حركة طالبان في باكستان وأوقع 150 قتيلاً في مدرسة.وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين: إن «محادثات الوزير ستكون مهمة جداً حول تعزيز معركتنا المشتركة ضد التطرف» مشيراً إلى أن كيري سيترأس الحوار الاستراتيجي السنوي بين البلدين.

والعلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان صعبة وسبق أن اتهم مسؤولون في واشنطن إسلام أباد بانها تقوم «بلعبة مزدوجة» في «الحرب ضد الإرهاب» عبر دعم عناصر من طالبان يقاتلون في أفغانستان مع ضرب عناصر آخرين من الحركة يحاربون السلطات في إسلام أباد.

وقال المسؤول الأمريكي الذي رفض الكشف عن اسمه «سنبحث مسألة القضاء على مجموعات إرهابية دون تفريق بينها» مضيفاً: «ليس خفيا على احد بأن الولايات المتحدة طلبت من باكستان بذل المزيد من الجهود في مجال مكافحة الإرهاب». وأضاف: لكن اعتقد أيضا أن الحكومة الباكستانية تستحق الثناء بسبب رد فعلها الحازم بعد الهجوم في بيشاور وعمليتها في وزيرستان الشمالية».

وبعد سنوات من الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة، اطلق الجيش الباكستاني في يونيو الماضي هجوما واسعا في وزيرستان الشمالية، المنطقة القبلية الواقعة على الحدود مع أفغانستان وباتت منذ عقد ملاذا للحركة الجهادية الإقليمية.

وردا على هذا الهجوم، هاجم متمردو طالبان في 16 ديسمبر الماضي مدرسة في بيشاور (شمال غرب) يرتادها أبناء العسكريين ما أدى إلى مقتل 150 شخصاً بينهم 134 تلميذاً. كما عاد التلاميذ في بيشاور وجميع أنحاء باكستان أمس إلى مدارسهم لأول مرة منذ المجزرة التي ارتكبتها حركة طالبان والتي أوقعت 150 قتيلاً بينهم 134 طفلاً في ديسمبر الماضي في مدرسة تابعة للجيش في هذه المدينة.والهجوم الذي وقع في 16 ديسمبر الماضي واستهدف المدرسة التي تستقبل بشكل أساسي أولاد عسكريين، كان الأكثر دموية في تاريخ هذا البلد، وأثار صدمة كبيرة في باكستان، البلد المسلم البالغ عدد سكانه حوالي 200 مليون نسمة والذي يشهد اعتداءات شبه يومية.

واستقبل حوالي عشرين عسكرياً بينهم قائد الجيش الجنرال راحيل شريف أمس التلاميذ وعائلاتهم في المدرسة العامة التابعة للجيش في بيشاور وسط تعزيز للإجراءات الأمنية في المدينة، بحسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وبات يترتب على كل من يود الدخول إلى المدرسة المرور من بوابة مجهزة بكاشف للمعادن. ودعت السلطات المدارس في باقي باكستان إلى توخي الحذر وإقامة اسوار تعلوها أسلاك شائكة حول مبانيها وتعزيز وجود الحرس قدر الإمكان.

وبالرغم من التدابير الأمنية تبقى العودة إلى المدرسة صعبة جدا وحتى اليمة لشاه روخ خان (16 عاما) الذي أصيب بالرصاص في ساقه في اعتداء بيشاور. وقال: فقدت 30 من رفاقي في هذا الهجوم، كيف سأتمكن من الدخول إلى صف فارغ؟ كيف سأنظر الى كل هذه المقاعد الفارغة بجانبي؟». مضيفاً: قلبي محطم.كل رفاقي في الصف ماتوا، قلبي لم يعد بكل بساطة يود العودة إلى المدرسة». وقال محمد ظاهر أحد ذوي التلاميذ «كان ابني مذعورا لكننا تكلمنا معه، لا يمكننا ان ندعه مسجونا بين أربعة جدران في المنزل، لا بد لنا من الصمود بوجه المتطرفين».

ولا يزال الناجون من الاعتداء الذي اودى بـ134 طفلاً من بين 150 ضحيةً يروون كيف تعقب المهاجمون التلاميذ إلى تحت المقاعد وصفوهم ليعدمونهم أمام انظار رفاقهم.

وزاهد أيوب (16 عاما) الذي أصيب إصابة طفيفة في الهجوم عاد أمس إلى الصف وهو عازم على تحدي حركة طالبان الباكستانية التي تخوض نزاعا مسلحا منذ ثماني سنوات ضد النظام وقد تبنت هذا الهجوم غير المسبوق.وقال «لست خائفا، لا يمكن لأي قوة أن تمنعني من العودة إلى المدرسة. وأنا أقول للمهاجمين نحن لسنا خائفين منكم.

كما ينطوي استئناف الدراسة على مخاوف بالنسبة لأهالي التلاميذ في جميع أنحاء البلاد من كراتشي إلى إسلام اباد اذ يخشون وقوع هجمات جديدة مماثلة. وكتبت سيما جميل اشرف وهي أم من كراتشي على شبكات التواصل الاجتماعي «حين توجهت هذا الصباح الى المدرسة في نور الشمس الخافت كان هناك هدوء مخيم وكان ملايين الوالدات تصلي بصمت وهن يرافقن أولادهن إلى المدرسة».

ميدانيا قتل سبعة من أنصار الجيش الباكستاني أمس في هجوم شنه على موقعهم للمراقبة متمردون انفصاليون من إقليم بلوشستان الغني بالغاز في جنوب غرب باكستان.

ووقع الهجوم على هذه الوحدة من حرس الحدود في وقت مبكر من صباح أمس في قطاع لورالاي النائي الذي يبعد حوالي 200 كم شرق العاصمة الإقليمية كويتا، حسب ما قال منذور احمد المتحدث العسكري.

كما اكد نيراك بالوش، المتحدث باسم جيش تحرير بلوشستان، إحدى المجموعات المتمردة في هذا الإقليم، مسؤولية مجموعته عن الهجوم .

ويشهد إقليم بلوشستان الغني بالغاز، ويناهز حجمه مساحة ايطاليا، والمتاخم للحدود الإيرانية والأفغانية، نزاعا جديدا منذ عشر سنوات بين التمرد المحلي وقوات الجيش.

ويركز متمردو بلوشستان هجماتهم على قوات الأمن ورموز السلطة والمنشآت الاستراتيجية مثل انابيب الغاز والسكك الحديد.