فيسبوك وتويتر يساهمان في نشر ظاهرة «الإسلاموفوبيا»

باريس (إينا): أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة مرتعا خصبا لنشر خطاب الحقد والكراهية والعداء ضد الإسلام والمسلمين.وعلى الرغم من أن شركتي تويتر وفيسبوك لديهما قوانين صارمة ضد أي تشجيع للعنصرية والعداء تجاه أي فئة من المجتمع، إلا أنهما فشلتا فشلا ذريعا في إزالة كل المحتويات العنصرية التي أبلغت عنها المنظمات المناهضة للعنصرية، أو حتى تضييق الخناق على المغردين بكل الكلام الجارح ضد المسلمين، وهذا ما تسبب في تنامي ظاهر الإسلاموفوبيا على تلك الشبكات.وبينما تكثر التغريدات والتعليقات التي تصف المسلمين بـ« سرطان المجتمع » وتطالب بـ« بإبادة جماعية » لهم إضافة إلى مناداتهم بـ« الإرهابيين »، ترفض شركتي تويتر وفيسبوك حجب المحتويات المعادية للمسلمين.

وعلق رئيس منظمة فايت ماترز البريطانية، فايز موغال، على هذا الشأن قائلا إنه « من غير اللائق أخلاقيا أن تكون شركات مثل الفيسبوك وتويتر هي من تحدد وتقرر الصواب من الخطأ في مجتمعنا، خاصة عندما تترك محتويات متعصبة بها أثر واضح لا لبس فيه للعنصرية والكره للمسلمين ».

من جهتها، أوضحت شركة فيسبوك أن لديها سياسة واضحة بشأن التعامل مع التحريض العنصري والديني ولديها توجيهات واضحة حول كيفية التعامل مع الخطابات التحريضية على شبكتها.

وقالت الشركة إنها ملتزمة بتحقيق التوازن بين حرية التعبير والحفاظ على بيئة آمنة وموثوق بها.

وأضافت فيسبوك في بيان لها حول هذا الشأن « إننا نأخذ الخطابات التحريضية والعنصرية على محمل الجد ونباشر في إزالة كل محتوى يشكل هجوما على أساس ديني، عرقي، إثني، قومي ».

ويواجه تويتر خاصة قضية أكبر مع الحسابات الوهمية التي يصنعها أفراد يتعاونون فيما بينهم لتسريع عملية نشر الخطابات العنصرية والشتائم والتجريح رغم أن شركة تويتر تؤكد في أنها لن تتسامح مع التغريدات التي تهدف إلى التجريح والكراهية والسب والقذف.

وأكد ذلك ناطق باسم الشركة وأفاد بأن تويتر «يراجع كل التغريدات والمحتويات التي يرصدها شخص أو منظمة ويحذفها إذا كانت مخالفة لقواعد استخدام شبكتنا وخاصة إذا تعلق الأمر بنشر العنف وتوجيه التهديدات المباشرة ».

ولكن في الواقع، هناك حسابات عديدة على الفيسبوك والتويتر تروج للتمييز العرقي والتعصب الديني والعنصرية، وقد خصصها أصحابها للتعليق أو الرد على الصفحات ذات المحتويات الدينية.

ولم يعد الاعتداء العنصري يقتصر على عرق أو دين بذاته، بل أصبحت شبكات وسائل التواصل الاجتماعي ساحة معركة واسعة يقصف فيها العنصريون والمتشددون كل عقيدة أو دين دون أدنى تمييز.