المايسترو الروسي فاليري غرغييف في جولة لا تخلو من السياسة

نيويورك – «أ.ف.ب»: يعد المايسترو الروسي فاليري غرغييف من كبار قادة الفرق في عالم الموسيقى الكلاسيكية، لكن قربه من الرئيس فلاديمير بوتين وتأييده لمواقفه السياسية وتوجهاته الاجتماعية يبدو أنه لا يروق للكثيرين من متتبعيه. فمساء الخميس، تعرض فاليري غرغييف لانتقاد لاذع فيما كان يقود الاوركسترا في قاعة ميتروبوليتان في نيويورك، وإلى جانبه مغنية الاوبرا سوبرانو انا نيتريبكو، المعروفة ايضا بمواقفها المؤيدة لبوتين، في عرض لاوبرا «ايولتانا» لتشياكوفسكي،.

فقد رفع أحد الحاضرين علما لأوكرانيا عليه صورة لبوتين تشببه بالزعيم النازي أدولف هتلر، قبل ان يتم توقيفه وسط صيحات الجمهور.

وأراد الرجل من هذه الحركة الاحتجاج على دعم موسكو للانفصاليين في شرق أوكرانيا، وعلى دعم الموسيقي الروسي لسياسة النظام في بلده.

وهذه ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها فاليري غرغييف لمواقف مماثلة بسبب دعمه لبوتين، فقد جرت حوادث مماثلة في الآونة الأخيرة أمام قاعة كارنيغي هول في نيويورك، والأكاديمية الموسيقية في بروكلين، وجامعة ميتشيغان.

وفي كل من هذه المرات، كان المحتجون ينددون باستغلال غرغييف لشهرته وتوظيفها في دعم بوتين وسياسته ولاسيما ضم شبه جزيرة القرم الى روسيا. ووقعت عريضة للمطالبة بمنعه من اعتلاء مسارح العرض في ميتيشغان، ولا سيما بعد مواقفه التي شبهت الأوكرانيين بانهم نازيون يريدون «ذبح» السكان الناطقين بالروسية في شبه جزيرة القرم.

وجاء في العريضة «هذا النوع من الأكاذيب يستخدم عادة لتبرير الحرب، الهدف هو منع أوكرانيا من التحول الى الديمقراطية».

ومن بين ما يندد به المحتجون ايضا توجهات بوتين الاجتماعية، مثل القانون المقر في روسيا في العام 2013 والذي يقضي بمعاقبة من «يروج» للمثلية الجنسية بين القاصرين.

ويركز المايسترو الروسي في عروضه على تراث بلده، ليقدمه للجمهور الاميركي، لكن البعض يرى انه ليس وفيا لارث الموسيقيين الروس الكبار.

في كارنيغي هول، قدم المايسترو السمفونية الخامسة للمؤلف بروكوفييف، مضيفا بعض اللمسات العسكرية على هذا العمل الذي يعود الى الايام الاولى لانتهاء الحرب العالمية الثانية. وكذلك قدم في قاعة ميتروبوليتان ابورا «ايولانتا» التي الفها تشايكوفسكي في العام 1892، وسيكون مع موسيقى المؤلف نفسه في عرض مقبل في كارنيغي هول.

لكن المفارقة ان تشايكوفسكي كان مثليا جنسيا، وان ديمتري شوستاكوفيتش، الذي يتغني المايسترو الروسي باعماله، كان ملاحقا من نظام ستالين.

وقد حاول المايسترو قبل اطلاق جولته الفنية في الولايات المتحدة التقليل من شأن الخلافات بين موسكو وواشنطن في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز نفى فيها ان يكون مواطنوه يكنون مشاعر الكراهية للاميركيين.

وقال إن مواطنيه شغوفون باجهزة آيفون التي تنتجها شركة آبل الكاليفورنية ومولعون بالسينما الهوليوودية.

ولا تخفي زميلته المغنية انا نيتريبكو، التي ادت دور «ايولانتا» في العرض الاوبرالي الاخير، حماستها لمواقف بوتين. وفي تماه مع موقف الكرملين، زارت المغنية دونتيسك مؤخرا حيث التقطت لها صورا وهي ترفع علم الانفصاليين الموالين لموسكو.