نهاية النزاع في كولومبيا تبدو قريبة

مع انضمام قادة «فارك» للمفاوضات –


بوجوتا- (أ ف ب) : يرى محللون ان مشاركة قادة كبار من المتمردين في مفاوضات السلام بين القوات المسلحة الثورية (فارك) والحكومة الكولومبية في هافانا تظهر تحقيق تقدم في الحوار، من شأنها تسريع التوصل الى انهاء النزاع، واكد ادواردو سيليس الذي يحقق بشأن النزاع المسلح الذي يمزق كولومبيا منذ نحو نصف قرن «لقد دخلنا مرحلة جديدة من المفاوضات وقد بدأنا الخط النهائي».

واعتبر هذا الاخصائي من مركز الابحاث نويفو اركويريس ان «هذه المرحلة النهائية قد تستمر سنتين اضافيتين، لأنها شديدة التعقيد لكن من المحتمل ان تشهد تراجعا في اعمال العنف»، فيما تجري المحادثات بدون ابرام وقف لإطلاق النار.

وقد قدمت القوات الكولومبية المسلحة الثورية المعروفة اختصارا بفارك (ماركسية) الاسبوع الماضي في هافانا فريقا جديدا من المفاوضين، يضم العديد من كبار القادة السياسيين والعسكريين في اقدم حركة تمرد في امريكا اللاتينية بدأت عام 1964.

ومع فيليكس انطونيو مونوز المعروف ايضا باسم «باستور الابي»، ولويس انطونيو لوسادا المعروف بـ «كارلوس انطونيو لوزادا» المدعوين للانضمام الى اللجنة الفرعية المعنية بالتخلي عن السلاح، يشارك اربعة من سبعة اعضاء من امانة فارك في كوبا حيث بدأت المفاوضات في نوفمبر 2012.

وحتى الان يشارك مسؤولان كبيران فقط من الثوار في الاجتماعات وهما لوسيانو مارين المعروف ايضا باسم ايفان ماركيز كبير المفاوضين وخورخي توريس المعروف ببابلو كاتاتومبو»، اضافة الى ريكاردو جونزاليس تيليز المعروف بـ «رودريجو جراند».

كما انتقل اربعة اعضاء من هيئة الاركان المركزية في فارك الى هافانا تحت رعاية اللجنة الدولية للصليب الاحمر بين 4 و22 اكتوبر بحسب المتمردين.

وقال «رومانيا» وهو من مسؤولي الحركة في موقعها الالكتروني: «ان عددا كبيرا من كوادر التمرد وصلوا الى هافانا للانضمام الى القيادة الثورية للتطبيع التي ستدرس النقطة الثالثة المدرجة على اجندة (المفاوضات) وهي انهاء النزاع»، واضاف القيادي المدرج على قائمة ابرز المطلوبين لدى الجيش الكولومبي: «ان وصولنا يكشف ثقة فارك في السلام».

وقال ارييل افيلا من مؤسسة السلام والمصالحة «ان قيادة فارك تتولى المفاوضات ما يعني ان عملية السلام تقدمت بشكل واف»، ويعتبر هذا الخبير: «ان فارك بحاجة لأفضل كوادرها السياسيين» لخوض الموضوع الحساس وهو التخلي عن السلاح، بعد التوصل الى اتفاقات جزئية حول التنمية الريفية ومشاركة الثوار السابقين السياسية والمعركة ضد تهريب المخدرات، ويناقش المفاوضون حاليا تعويضات لضحايا هذا النزاع الذي تسبب بنزوح خمسة ملايين شخص وخلف اكثر من مائتي الف قتيل.

وعبرت المحللة السياسية مارسيلا بريتو عن ابتهاجها قائلة:«بكل وضوح ان حضور (هؤلاء القادة) يدل على الالتزام من اجل السلام ويبعث على امل كبير بإنهاء النزاع»، لكنها انتقدت التعتيم على تنقلات الثوار الذين تلاحقهم قوات الامن ما اثار «الكثير من الضجة» وغضب المعارضين للمحادثات في كولومبيا.

ولفتت الى ان الرؤى ليست متشابهة في كل ارجاء كولومبيا، موضحة ان هناك الكثير «من الريبة» و«المقاومة» في المدن، في حين ان الرؤية في الارياف حيث يدور النزاع عادة، تبدو «اكثر ايجابية» ازاء العملية وتطوراتها.

اما بالنسبة للمعارضين الاكثر تشددا بقيادة الرئيس السابق والسناتور الحالي الفارو اوريبي فان، الذي لا يمكن التساهل حياله في هافانا هو وجود القائد «رومانيا» المسؤول عن عمليات خطف مقابل فدية جرت عشوائيا على طرقات ضواحي بوجوتا، واقر الرئيس خوان مانويل سانتوس عبر التلفزيون «إن هناك تجرعا كبيرا للاهانات لكنه السبيل الوحيد للتوصل الى السلام».