محاضرة للداعية الهندي ياور بجامع السلطان قابوس الأكبر

حضور المحاضرةالإسلام والسلام العالمي –

كتب – سالم بن حمدان الحسيني –


ألقى الداعية الهندي ميرزا ​​بيك ياور محاضرة أمس بقاعة المحاضرات بجامع السلطان قابوس الأكبر ببوشر، أكد فيها ان الإسلام اليوم تحت المجهر أكثر من أي وقت مضى والناس يتساءلون : «ماذا يعني الإسلام؟ هل يعتبر الإسلام دين سلم؟ العنف الذي نراه اليوم من قبل الناس الذين يدعون أنهم مسلمون ، هل ذلك هو انعكاس للإسلام ؟ وما سببه؟ هل الفهم الخاطئ لمفهوم الاسلام؟ ام ان هناك اسبابا اخرى؟» . مشيراإلى أن هناك اسئلة كثيرة تدور في خلد الكثيرين: ما هو منهج الاسلام في تأصيل السلام العالمي ؟ وما دور الدولة بصفة عامة والاسرة بصفة خاصة في ايجاد حل ومخرج مما نحن عليه اليوم؟ كما تحدث الداعية بشكل واضح وموضوعي للإجابة عن هذه الأسئلة.

موضحا ان هذه المحاضرة سوف تساعد الكثيرين على معرفة الإسلام على حقيقته من خلال الممارسات والتجارب التي يمثلها النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، والصحابة الذين جسدوا الاسلام على حقيقته. كما تطرق المحاضر إلى دور الدين الإسلامي في قضية السلام العالمي، وماهية السلام في الإسلام وطبيعته وأهدافه، والأسس الإسلامية التي يقوم عليها السلام العالمي والخطوات التي يخطوها الإسلام للوصول إلى السلام العالمي بدءاً من ضرورة تمتع الفرد بسلامة الضمير وسلامة العلاقات الأسرية والاجتماعية.


فصل الأسطورة عن الواقع


وفي المحور الثاني من محاضرته تحدث ياورعن: فصل الأسطورة عن الواقع، مؤكدا ان الإسلام ليس لديه الأساطير التي يتهم البعض الاسلام بأنه يحتوي عليها، وهي في حقيقة الامر من السلبيات التي تعلق بها بعض اتباعه من الذين لا يفقهون شيئا ولا يهتدون، وان هناك الكثير من غير المسلمين ممن يعتقدون في الاسلام اشياء هو بريء منها، بل هي من الاساطير ومعظمها سلبي، ولكن من يبحث في الحقيقة لا شك انه يدركها وبالتالي يستطيع ان يجيب عن تلك التساؤلات. وأوضح ياور انه يجب علينا أن نفرق بين ما يدعو اليه الإسلام وما يعتقده البعض من المسلمين، مضيفا انه من الخطأ الفادح ان يوصم الاسلام بأنه يدعو الى العنف بمجرد فعل اتخذته اقلية طبقوا الاسلام بالطريقة الخاطئة.. واوضح قائلا: وكما نعلم ان الاسلام دين يسر وليس للعسر اي صلة به وما نراه من هذه المجموعة هو عكس ذلك، وهذا ما يجعلنا ندعوهم بلااسلاميين.

وأكد الداعية الاسلامي ان هذه المحاضرة سوف تساعد الكثيرين على رؤية الحقائق والتوصل إلى الاستنتاجات الخاصة بما يدور في اذهان الآخرين.

وفي اطار علاقة الاسلام بما هو دونه اضاف ياور قائلا: نستطيع ان ندرك من خلال الحدس ان كل القضية تكمن في هذه المقولة : «إن الراعي لا يصل الى مكانه إلا عن طريق واحد: رغبة الرعية المطلقة واختيارها الحر.

كذلك هو دين الله لا يصل الانسان الى الرضى الا عن طريق واحد وهو طاعة الله والعمل بشريعته»، موضحا ان معنى ذلك ان المسلم لن يطبق الاسلام بالطريقة الصحيحة الا حين يتعمق في معرفة الكتاب العزيز والسنة على صاحبها افضل الصلاة وازكى التسليم وبالفهم المطلق لتعاليم الاسلام. وان الدليل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي).


لماذا الإسلام؟


وأكد المحاضر في المحور الثالث من هذه المحاضرة أن هناك واحدا من كل أربعة أشخاص من الناس يعتنق الدين الاسلامي. مشيرا الى ان الجميع تقريبا لديهم مسلم صديق او جار، أو زميل معرفة يجب عليه ان يتحاور معه ليذكره بهذا الدين الحنيف لأنه شرع رب العالمين فيجب ان يصل الى الخلق اجمعين ولأن الاسلام هو الطريق الإلهي الذي رسمه الله للبشرية جمعاء منذ ابتداء الخلق في الملأ الأعلى إلى يوم القيامة؛ فالخلائق كلها مستسلمة لله طائعة أو كارهة. مبينا ان الاسلام هو الغاية التي خلق الله الخلق واستخلفهم في الأرض لأجلها كما قال في محكم كتابه العزيز «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون».. ودعا ياور في ختام محاضرته الجمهور الكريم مخاطبا اياه: شاركنا بحضورك معنا واستمع بأذنك. ثم قرر لماذا ليس الإسلام؟.

يذكر ان هذه هي المحاضرة الثانية للداعية ميرزا ياور، الذي يقوم بزيارة للسلطنة حاليا حيث ألقى محاضرته الأولى مساء امس الأول بمسرح المدينة بالقرم وسوف يقوم بإلقاء محاضرة اخرى مساء اليوم، بمسرح المدينة ومن المتوقع ان تشهد حضورا كبيرا لما للمحاضر من سمعة عالمية وشهرة.