نصائح مهمة للتعامل مع الأطفال المعوقين

لا يحتاج إلى الشفقة بقدر ما يحتاج إلى الحنان –


الأطفال ذوو الإعاقة جزء من المجتمع لكن كثيرين لا يتقنون فن التعامل معهم فمنا من ينظر اليهم نظرة شفقة ومنا من يخاف ان يتعامل معهم، وينسى ان المعوق طفل وقبل ذلك انسانا.

ويقوم التفاعل الاجتماعي على تزويد الطفل بخبرات تعليمية تساعده على تعلم المهارات الاجتماعية والمهارات اللغوية والحركية وطرق التعبير عن المشاعر والعواطف وتعرفه بالقيم الأخلاقية.

ويلعب هذا التفاعل دوراً كبيراً في عملية النمو الاجتماعي لدى الأطفال العاديين والأطفال ذوي الاعاقة . فمن منا لا يحتاج إلى تواصل وتفاعل اجتماعي مهما اختلف مستواه التعليمي أو الاجتماعي أو حتى قدراته العقلية والجسدية النفسية؟

وكأي فرد من أفراد المجتمع يحتاج الأطفال ذوو الاعاقة إلى التفاعل الاجتماعي الذي يكسبهم ثقة وأمانا. وهذا لا يعني أن هذه الفئة من الأطفال تحتاج إلى حنان خاص لأنها تشعر بكل شيء من حولها رغم أن الله قدر أن تتوقف وظيفة أحد أعضائهم لحكمة يعلمها وحده سبحانه وتعالى.

وقد يخطئ بعض الناس بإحساسهم بالشفقة على هذه الفئة فلا يفرقون بين شفقة وعطف. فالطفل المعوق لا يحتاج إلى شفقة بقدر ما يحتاج إلى عطف وحنان.

والقاعدة الأهم والأعم في التعامل مع ذوي الاعاقة هي التعامل الفردي أي أن تعامله باستقلالية وتشعره باهتمام وانتباه خاص حيث أن إحساس الطفل المعوق بنفسه يأتي من خلال معاملتك له.

فإن أحسسته أنه شخص طيب وأحسسته بمحبتك فإنه سيكون فكرة عن نفسه بأنه كذلك، وأنه ذو شأن في هذه الحياة.

أما إن أحسسته بأنه ليس محببا وأنه شيء غريب فإنه سينشأ على ذلك ويكون فكرة سلبية عن نفسه.

وهنا يبرز سؤال مهم هو : ما أصول التعامل مع الأطفال في المواقف والمناسبات الاجتماعية؟

إن أول ما يتوجب عمله عند التقائك أو استقبالك لطفل من ذوي الاعاقة هو أن تبادر إلى التعارف وخاصة اذا كان الطفل يستجيب للمس الجسمي بحيث تعانقه بدفء او كمد يديك لطمأنته واكسابه شعورا بالأمن. ثم اسأل الطفل عن اسمه بنبرة هادئة محافظاً على ابتسامتك. فإن كان لا يعرف اسمه انتظر الرد من المرافق له. وبعد أن تعرف اسمه حييه باسمه بصوت هادئ.وإن كان لديك اطفال اطلب منهم ان يبادروا كما فعلت وذلك لكسر الخوف والغربة في نفس المعوق وأعماقه. وعليك تشجيع الأطفال الموجودين على اللعب معه كي لا يضجر الطفل.

إن الصوت والكلمات المستخدمة جزء لا يتجزأ من عملية التواصل فنبرة الصوت الهادئة وسرعة الكلام البطيئة من شأنها ان تزرع الأمن والثقة وتزيد من تفاعل الطفل ذوي الاعاقة. ولا تنسى التواصل الجسدي مع هذه الفئة فانحناء الجسم للأمام والذي يرافقه التواصل البصري يعبر عن الاهتمام، ويوحي للطفل بأن ما يقوله مهم مما يدعم ويعزز مشاركة الطفل في عملية التواصل. وقد يسيئ هؤلاء الأطفال تفسير المواقف الاجتماعية وقد يستجيبون لها بطريقة غير ملائمة حيث يكون النمو الاجتماعي لتلك الفئة ضعيفاً، ويظهر ذلك في المواقف الاجتماعية، فعلى من يتعامل معهم ان يحاول تفهم ذلك وتداركه بشدهم للمشاركة، وخاصة ان كانوا يحاولون التنحي والانسحاب، فهم بحاجة ماسة إلى التشجيع على الدمج. ومن المهم أيضا مكافأة أو تعزيز هؤلاء الأطفال لتشجيع التواصل والاتصال لديهم.

وعند محاولة الحديث والمشاركة مع هذه الفئات في المواقف الاجتماعية المختلفة، وعند محاولة الطفل التعبير عن ذاته يجب الأخذ بعين الاعتبار عددا من النقاط:

* إذا أتاك طفل معوق محدثاً فعليك الاستماع إليه وعدم استعجاله بالكلام. فقد يتأفف البعض ويحاول الاستعجال بحجة عدم فهمهم لما يتكلم الطفل. فمن اللائق في هذا الحال إعطاء الطفل فرصة للتعبير عما يجول في قرارته والتنفيس عما في داخله حتى لو كان بالأصوات. فعندما يتواصل الطفل ذو الاعاقة مع أي كان فهو يحاول جاهداً أن يقول لك ما يشعر به، بل ربما يريد أن يعبر لك عن مدى سعادته.

لذلك علينا محاولة فهم ما يقول ومساعدته في التعبير عن نفسه حتى لو استدعى الأمر الاستعانة بمن يساعدنا على فهم أقواله في ذاك الموقف.

* أعط الطفل اهتمامك وأصغ اليه حتى لو لم تفهم كل ما يخبرك به. وإياك أن تشعره باللامبالاة فيما يقول أو أنك غير مكترث. فإن حسن استماعك للطفل وعدم مقاطعتك لتعبيراته تشجعه على تطوير مهارة التعبير عن الذات والإنتاج اللفظي.

* تعديل السلوك إن أخطأ الطفل ذو الاعاقة إياك أن تعاقبه بقسوة جارحة ولا أن تفرط في دلالة بتجاوزك لأخطائه. فالقسوة الجارحة ستتبعها نظرات شفقة تشعره بالحزن والانتقاص وخاصة إن حصل هذا أمام الناس.

كما يجب عدم تجاوز الأخطاء إن صدرت في مواقف معينة، بل كأي طفل سوي علينا تعديل سلوكه بالعقاب إن أخطأ وتعزيزه بالثواب إن أصاب.

* لا يكون العقاب أمام جمع من الناس إلا عقاباً لفظياً لا يجرح. فالهدف من العقاب تنبيهه لعدم قبول السلوك الخاطئ. بذلك يتنبه الطفل لأخطائه فيتجنبها ويشعر بالمراقبة المستمرة والتي من شأنها تعويد الطفل على السيطرة على أخطائه وتجنبها.

* ومن جهة أخرى إذا أخطأ الطفل فلا يجب أن نحل مشاكله بعزله عن العالم لإراحة أنفسنا، بل علينا أن ندفعه للتواصل الاجتماعي ودمجه مع الآخرين. فإن من أهم الجوانب التي يجب أن نركز عليها ونأخذها بمحمل الجد هي الجوانب الاجتماعية والتواصلية للطفل المعاق.

ومن هنا يجب أن نتذكر دوماً أن طفلنا يحتاج لعطفنا واهتمامنا. والعطف والاهتمام لا يعني أبداً الإفراط في دلاله وتجاوز أخطائه، بل اهتمامنا ينعكس في تنشئتنا له وتقويته للاندماج في المجتمع وهذه أبسط حقوقه. فعلينا أن نجنب أبناءنا المعوقين الانسحاب اجتماعيا لأن حاجاتهم النفسية بنفس المستوى من الأهمية لحاجات الأفراد الآخرين. ويجب أن نراعي أنه من اقل حقوق الطفل المعوق هو السماح له بالتفاعلات الروتينية لإعطائه الفرصة بالشعور بالأمن والثقة.