الاحتلال يقتل فلسطينيا يشتبه بمحاولته قتل اليهودي المتشدد جليك

إغلاق الأقصى لأول مرة في تاريخه –


رام الله – القدس- عمان- نظير فالح-العمانية- (رويترز) : قتلت الشرطة الإسرائيلية بالرصاص امس فلسطينيا يشتبه في قيامه بمحاولة اغتيال ناشط إسرائيلي من أقصى اليمين مما أدى إلى حدوث اشتباكات في القدس الشرقية وأثار مخاوف من تفجر انتفاضة فلسطينية جديدة.وسقطت جثة معتز حجازي (32 عاما) وسط بركة من الدماء بين عدد من أطباق الأقمار الصناعية فوق منزل مكون من ثلاثة طوابق في حي الثوري في القدس الشرقية، بينما أغلقت الشرطة الإسرائيلية المنطقة وتصدت لمحتجين فلسطينيين يلقون الحجارة.

ويشتبه ان حجازي هو من فتح النار وأصاب الناشط اليميني الإسرائيلي يهودا جليك امس الاول بينما كان يغادر مؤتمرا للترويج لحملة تطالب بالسماح لليهود بالصلاة في الحرم القدسي.

وذكرت الشرطة أن رجلا اصاب جليك بالرصاص لدى مغادرته المؤتمر الذي عقد الليلة الماضية في مركز مناحيم بيجن في القدس وان المهاجم فر على دراجة نارية.

وقال متحدث باسم المركز ان حجازي كان يعمل في مطعم هناك، وقال أطباء: ان الناشط الاسرائيلي (48 عاما) لا يزال في المستشفى في حالة خطيرة لكنها مستقرة.

وأغلقت الشرطة الحرم القدسي أمام جميع المصلين والزائرين حتى اشعار اخر بعد ان حث نشطاء إسرائيليون من أقصى اليمين انصارهم على التوجه بأعداد كبيرة امس إلى الموقع في اعقاب إطلاق الرصاص على الناشط اليهودي.ووصفت قيادات فلسطينية الخطوة التي اعتبرها الإسرائيليون إجراء أمنيا احترازيا بأنها تصل إلى حد اعلان الحرب.

وحلقت الطائرات المروحية التابعة للشرطة في أجواء القدس الشرقية منذ الساعات الاولى لصباح امس، بينما كانت الوحدات الخاصة تبحث عن المسلح المشتبه به.

ويشهد حيا الثوري وسلوان اشتباكات ليلية شبه يومية خلال الشهور القليلة الماضية مع تصاعد التوترات بسبب قضية الدخول إلى المسجد الاقصى وحرب غزة.

وقال سكان: إن مئات من أفراد الشرطة والوحدات الخاصة شاركت في البحث عن حجازي. وطاردته الشرطة حتى منزل أسرته في الشوارع الخلفية لحي الثوري ثم حاصرته في نهاية الامر في سطح مبنى مجاور. وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد: إن وحدة من شرطة مكافحة الشغب طوقت منزلا في حي الثوري لاعتقال مشتبه به في محاولة اغتيال وفور وصولها تعرضت لإطلاق نار وانها ردت النيران وقتلت المشتبه به.

وقال سكان: إن القتيل هو حجازي وانه قضى 11 عاما في سجون إسرائيل وأفرج عنه عام 2012، واعتقلت الشرطة والد حجازي وشقيقه لاستجوابهما، وأطلقت الشرطة قنابل صوت للتصدي لسكان عبروا عن غضبهم بالكلمات وهم يتابعون العملية من الشرفات القريبة.

ونعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي موت حجازي واشادتا بإطلاق الرصاص على جليك.

وقال داود شهاب المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي إن قرار «سلطات الاحتلال اغلاق المسجد الاقصى المبارك في وجه المصلين عدوان خطير في سياق مخطط تقسيم الاقصى».

وامس سدت تجمعات من الشبان الفلسطينيين والاطفال الشوارع القريبة من المكان الذي قتل فيه حجازي بالاطارات وأشعلوا النيران. واقتلعوا حجارة الارصفة ليرشقوا بها الشرطة الإسرائيلية.

وردت الشرطة بإطلاق قنابل صوت وقنبلة واحدة على الاقل مسيلة للدموع مما أدى إلى تفرق الجمع الذي احتشد مرة أخرى سريعا.

وقال غالب ابو نجمة (65 عاما) الذي كان يسير في الشوارع التي امتلأت بالحجارة: «الموقف ليس جيدا هذا أسوأ موقف الكل غاضب». «هذه انتفاضة أخرى» مقارنا بين ما يجري الآن والمشاهد التي حدثت في القدس الشرقية اواخر الثمانينات حين هب الفلسطينيون في انتفاضتهم الاولى ضد الاحتلال الإسرائيلي. وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اغلاق الاقصى قائلا ان «العدوان الإسرائيلي» بما في ذلك ما يحدث حول الاماكن المقدسة يصل إلى حد اعلان الحرب وقال: إن القدس والمقدسات فيها «خط أحمر».وقال نبيل ابو ردينة، الناطق الرسمي باسم الرئاسة بحسب ما نشرت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية: «إننا نحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التصعيد الخطير في مدينة القدس المحتلة، والذي وصل ذروته بإغلاق المسجد الأقصى المبارك، صباح امس «واعتبر أن هذا القرار الذي اصدرته اسرائيل بإغلاق المسجد الاقصى المبارك لأول مرة، يعتبر تحديا سافرا وتصرفا خطيرا، الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار وإيجاد أجواء سلبية وخطيرة.

وأشار ابو ردينة، إلى أن دولة فلسطين ستتخذ كافة الإجراءات القانونية لمحاسبة إسرائيل، ولوقف هذه الاعتداءات المتكررة.

وطالب الناطق الرسمي باسم الرئاسة، المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات الفورية لوقف هذا العدوان، لأن استمرار هذه الاعتداءات والتصعيد الإسرائيلي الخطير هو بمثابة إعلان حرب على الشعب الفلسطيني ومقدساته وعلى الامتين العربية والاسلامية.

من جهته قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله امس: إن ما يحصل في القدس والمسجد الأقصى هو انتهاك صارخ لقدسيتها ولمكانة القدس لدى الفلسطينيين.

جاء ذلك خلال لقائه في مقر رئاسة الوزراء برام الله امس ، وزير خارجية مالطا جورج فيلا، والوفد المرافق له، بحضور وزير الخارجية رياض المالكي.

وطالب رئيس الوزراء خلال اللقاء، المجتمع الدولي لا سيما مجلس الأمن بالتدخل العاجل والفوري لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة بحق القدس والأقصى والتي تزيد من حدة التوتر والعنف، وقد تؤدي إلى انفجار الأوضاع الأمنية في المنطقة بأكملها.

وأطلع الحمد الله الوفد الضيف على تطورات العملية السياسية، ومستجدات عملية إعادة إعمار قطاع غزة، وآخر الانتهاكات الإسرائيلية بحق القدس والمقدسيين، كما وضعه في صورة اخر المخططات الإسرائيلية الاستيطانية في القدس ومخططات تقسيم الأقصى، وإغلاق حرمه أمام المصلين وحرمانهم من حقهم في العبادة. كما ناقش مع الضيف الإجراءات التي بدأت بها الحكومة من أجل البدء في عملية إعادة الإعمار، والتي كان آخرها توقيع اتفاقية مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والبدء في إزالة الركام في القطاع للتمهيد الى إعادة الإعمار.

وفي هذا السياق أكد الحمد الله التزام الحكومة الفلسطينية بالقيام بجميع واجباتها تجاه قطاع غزة والقدس الشرقية، قائلا: «لا مشروع وطنيا فلسطينيا دون قطاع غزة والقدس».

بدوره عبر وزير الخارجية المالطي عن دعم مالطا حكومة وشعباً لما تقوم به الحكومة الفلسطينية في القطاع والقدس والضفة، كما أطلعه على تطورات أوضاع النازحين الفلسطينيين الذين وصلوا الى مالطا نتيجة غرق السفينة التي كانت تقلهم في يوليو الماضي.

من جهته أكد الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين مستشارالرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية إن المسجد الأقصى المبارك يتعرض لأبشع مخطط إسرائيلي يستهدف تقسيمه مكانيًا وزمانيًا، من خلال فرض السيادة الإسرائيلية عليه، وتشجيع اقتحامه من قبل مستوطنين بحراسة الشرطة الإسرائيلية وبشكل يومي.

وقال الهباش في بيان صحفي وصل»عمان» نسخة منه أمس إن إغلاق المسجد الأقصى بالكامل لأول مرة هو أمر مخطط له من قبل المؤسسة الرسمية لدولة الاحتلال وان ادعاء محاولة اغتيال المتطرف أيهودا جليك مهندس الاقتحامات اليومية لباحات المسجد الأقصى، والداعي لبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد هي الذريعة المطلوبة لتنفيذ هذا المخطط المعد مسبقا لتقسيم الأقصى والسماح لليهود الصلاة فيه أسوة بالمسلمين كخطوة أولى على طريق تهويده بالكامل ومنع المسلمين من الوصول إليه. وأشار الهباش أن هذه الإجراءات الإسرائيلية التي تزايدت وتيرتها في الفترة الأخيرة بشكل لافت ويومي تؤدي إلى انتقال الصراع بشكل متدحرج وخطير إلى حرب دينية لا يمكن السيطرة عليها أوالتكهن بنتائجها والطريق المظلم، الذي سيدخل فيه الجميع وتوسيع دائرة الاشتباك لتشمل أكثر من مليار مسلم موزعين في بقاع الأرض، وان التطرف الإسرائيلي سوف يفتح الباب أمام ردود أفعال سوف تقلب الأمور رأسا على عقب . في ذات السياق حذّر المؤتمر الوطني الشعبي للقدس الاحتلال الإسرائيلي من مغبّة انتهاكاته الخطيرة التي تمسّ قدسية المسجد الأقصى المبارك، والاعتداءات المتكرّرة على المرابطين والمصلين فيه، وحماية المغتصبين في اقتحاماتهم الاستفزازية.

وقال حضورالمؤتمر في بيان صحفي: إنَّ الاحتلال لا يملك أيّ سلطة على الأقصى تخوّله إغلاقه ومنع المصلين من دخوله، فالمسجد الأقصى وقفٌ إسلامي كان وسيبقى كذلك، ولن تفلح المحاولات الصهيونية في تغيير معالمه.

وأضاف: إنَّ جماهير الشعب الفلسطيني لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام هذه الجرائم، بل ستبقى منتفضة في وجه آلة الحرب الإسرائيلية، ومرابطة دفاعاً عن القدس والأقصى، ومعها جماهير أمتنا وأحرار العالم.

ودعا المؤتمر كافة الجهات المسؤولة العربية والدولية الى تحمل مسؤولياتها تجاه هذه الانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها الحرم القدسي الشريف كما دعا المؤسسات الإعلامية والمنظمات الإنسانية إلى إيلاء القدس والأقصى الاهتمام الأكبر، وفي ذات السياق دعا الأمَّة العربية والإسلامية إلى حشد طاقاتها لحماية الأقصى ونصرته.