هوليوود تدير ظهرها لأفلام البطلات الخارقات

103366شركات الإنتاج متخوفة من تنفيذها وتسند أدوارًا ثانويةً للنساء –

القاهرة – سالي صلاح –


في الوقت الذي تحصد فيه أفلام الحركة في هوليوود، التي تؤدي فيها النساء أدوار البطولة، إيرادات هائلة، تعرض شركات الإنتاج السينمائي التي تنتج أفلامًا تعتمد على كتب الحكايات المصورة، أدوارًا ثانويةً فقط للنساء، وهو الأمر الذي يحتاج لإعادة نظر من قبل مؤلفي تلك الكتب وشركات الإنتاج السينمائي في الولايات المتحدة الأمريكية.

ووفقًا لصحيفة “الجارديان” البريطانية، مضى وقت طويل على مطالبة معجبي كتب الحكايات المصورة شركات الإنتاج السينمائي بتصوير فيلم جديد يدور حول شخصية بطلة خارقة. ويبدو أن النقاش بشأن تلك القضية قد بدأ بعد فترة من بداية الألفية الثالثة، ففي عام 2007، حاول المخرج الأمريكي جوس ويدون أن يجلب للشاشة الفضية فيلما يعتمد على كتاب شخصية “وندر ومان” أو “المرأة المدهشة Wonder Woman “، أي المرأة التي تمتلك قدرات خارقة، التي ظهرت في كتب الحكايات المصورة، ولكن رفضت شركة ورنر برذرز Warner Bros للإنتاج السينمائي الفكرة، وهو ما دفع المخرج للتخلي عن الفكرة والتوجه لشركة مارفل Marvel للإنتاج السينمائي ليخرج فيلم الأبطال الخارقين “ذا أفينجرزThe Avengers” أو “المنتقمون”، الذي يعد ثالث أكبر فيلم حصدا للإيرادات على الإطلاق.وفي هذه الأثناء، فإن الجيل الجديد من الممثلات اللاتي أدين أدوار البطولة في أفلام حركة مثل أنجلينا جولي في فيلم “سولت Salt”، وسكارليت جوهانسن في فيلم “لوسي Lucy”، وجينفر لورانس في فيلم “ذا هانجر جيمز The Hunger Games” أو “مباريات الجوع”، جعل بعض أفلام الحركة التي يؤدي فيها الرجال دور البطولة مثل فيلم “ذي اكسبيندابلز the Expendables” أو “المستهلكون” تبدو مملة لكون أبطالها كبارًا في السن وتظهر عليهم علامات الإرهاق والتعب وعدم القدرة على التمثيل في هذا النوع من الأفلام.

واستطاعت أفلام الحركة السابقة التي أدت فيها ممثلات شهيرات أدوار البطولة حصد إيرادات عالمية بلغت قيمتها نحو 2 مليار دولار أمريكي، كما أن تلك الأفلام أعادت صياغة أفلام الحركة لتتناسب مع روح العصر الحالي. ومع ذلك، فإن ما يمكن أن تقدمه أفضل شركات الإنتاج السينمائي في الوقت الحالي هو دور ثانوي للنساء في أفلام الأبطال الخارقين، وهو ما حدث بالفعل مع الممثلة الأمريكية الشابة سكارليت جوهانسون في أفلام مارفل، حيث أسند إليها دور “الأرملة السوداء The Black Widow” الثانوي في فيلم “المنتقمون”.

ويخشى المديرون التنفيذيون في شركات الإنتاج السينمائي الأمريكية من العودة إلى الأيام السيئة التي وافقت فيها على إنتاج أفلام بطلات خارقات، التي لم تحقق النجاح المتوقع، مثل فيلم “كات ومان Catwoman “ أو “المرأة القطة” من بطولة هال بيري، وفيلم “إلكترا Elektra “ من بطولة جينفر جارنر. تلك الأفلام كانت تنتمي لفترة كتبت وأخرجت وصورت فيها 75% من أفلام الأبطال الخارقين بصورة ضعيفة وتفتقر إلى الإبداع.

ومنذ ذلك الحين، أدركت شركة مارفل، أنه بالاستعانة بالمخرج المناسب والدعم الخلاق، من الممكن إنتاج فيلمين من نوع الأبطال الخارقين كل عام بدون أن تستنفد الصبر أو تثير الشعور بالملل لدى مرتادي السينما. ومع ذلك، فإن السؤال الذي لا يجب أن تسأله هوليوود هذا العام هو “هل يتعين علينا خوض المجازفة بإنتاج أفلام بطلات خارقات؟”، ولكن يتعين عليها طرح السؤال التالي: “هل يمكننا أن نتحمل أن نكون آخر من يبدأ هذا السباق؟”

وتكشفت الإجابة على السؤال السابق عندما أعلن فرع شركة سوني Sony اليابانية للإنتاج السينمائي عن خطط لإنتاج فيلم يدور حول شخصية بطلة خارقة متعلقة بشخصية “سبايدر مان” أو “الرجل العنكبوت” في عام 2017.

وبالرغم من أن الشركة اليابانية لم تكشف عن كثير من التفاصيل حول الفيلم، إلا أنها تعد المرة الأولى التي يظهر فيها فيلم من هذا النوع، أي فيلم لبطلات خارقات، في هذا العصر الجديد، وهو ما قد يساعد شركة سوني في التفوق على التحالف بين شركات إنتاج سينمائي أمريكية مثل ديزني – مارفل و وورنر برذرز- دي سي DC ، بالرغم من أن الشركتين الأخيرتين كانتا السبب في ظهور عشرات من شخصيات البطلات الخارقات الشهيرة في الأفلام.


فعلى سبيل المثال، فشل شركة ورنر براذرز في الإعلان عن موعد إصدار فيلمها “وندر ومان Wonder Woman “ أو “المرأة المدهشة” من بطولة الممثلة جال جادوت، يكشف خوف الشركة المعتاد من إنتاج هذا النوع من الأفلام.

ويبدو أن شركة مارفل في نفس القارب، فعلى الرغم من أن الشركة التي تمتلكها شركة ديزني قد استعادت مصداقيتها العام الحالي بإصدارها أفلام أبطال خارقين ناجحة مثل “كابتن أميركا: ذا ونتر سولجر Captain America: The Winter Soldier “ أو “كابتن أميركا: جندي الشتاء”، و”جارديانز أوف ذا جالكسي Guardians of the Galaxy” أو “ حراس المجرة”، إلا أن الشركة لم تقترب من الإعلان عن إصدار فيلم أبطال خارقين تؤدي فيه امرأة دور البطولة.

ومع ذلك، إذا كانت شركات الإنتاج السينمائي في هوليوود الرائدة والمبادرة والمشجعة لاتجاه إصدار أفلام بطلات خارقات في هذا العصر، فإنها تمتلك فرصة لجني ثمار تلك الخطوة وتأسيس معيار مرتفع تسعى الشركات الأخرى لبلوغه.