مسقط - الرُّؤية
رَعَتْ صاحبة السُّمو السيِّدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي، حفلَ ختام بطولة العالم النسائية لقوارب الليزر (راديال للعام 2015)، وتوِّجتْ فيه الدنماركية آني ماري ريندوم بلقب بطلة العالم للعام 2015؛ إذ انتزعتْ اللقب من غريمتها الهولندية ماريت بوميستر العام الماضي.
وحَضَر الحفل سعادة ميثاء بنت سيف المحروقية وكيلة السياحة ورئيسة مجلس إدارة عمان للإبحار المنظم لهذه البطولة، إضافة إلى ديفيد جراهام الرئيس التنفيذي لعمان للإبحار، وعدد من كبار الشخصيات والضيوف من داخل السلطنة وخارجها.
وتأتي استضافة السلطنة لبطولة العالم النسائية لقوارب الليزر راديال في أعقاب الاستضافة الناجحة لبطولة العالم آر.إس.إكس التي أسدلت ستارها الشهر الماضي، والتي شهدت كذلك منافسات حامية للفوز بمقاعد أولمبية طوال ستة أيام من السباقات، ويسعى مشروع عمان للإبحار بالتعاون مع الجهات المختصة محلياً ودولياً من أجل تعزيز سجل الاستضافات الدولية للسلطنة؛ وذلك نظراً للعوائد الاقتصادية والاجتماعية المؤملة من وراء هذه الاستضافات. وقال ديفيد جراهام -في كلمته التي ألقاها في حفل الختام: "شهدت هذه البطولة والبطولات السابقة منافسات حامية في كل يوم من السباقات، وستبقى لها بصمة في سجل السلطنة على شكل عوائد اقتصادية واجتماعية مباشرة وغير مباشرة. كان لنا الشرف أن نستضيف أشهر وألمع البحّارات العالميات في فئة الليرز راديال، منهن من كان بطل العالم في بطولات سابقة، ومنهن حاملات ميداليات أولمبية ذهبية وفضية، ومنهن من تأهل للمشاركة في الأولمبياد المقبل في البرازيل العام المقبل. هذا الزخم الكبير من الخبرات، إضافة إلى التغطيات الإعلامية الواسعة في شتى أنحاء العالم ستسهم بشكل كبير في خدمة الأهداف المرسومة للقطاعات السياحية والرياضية والاجتماعية في السلطنة".
وشهد اليوم الختامي ظروفاً متوترة ومشحونة بالحماس بعض الشيء نتيجة للرياح الخفيفة والمتقلبة، وتحمس البحّارات للانطلاق والظفر بمركز متقدم من خط الانطلاق؛ مما أدى لإلغاء انطلاق السباق لعدة مرات وإرجاع جميع البحّارات إلى خط الانطلاق أكثر من مرة، ولذلك خاضت المجموعة الذهبية سباقاً واحداً فقط من أصل اثنين، أما المجموعة الفضية فلم تحظى بأي سباق؛ لأنَّ لوائح السباق تقضى بعدم القيام بأي سباقات بعد الساعة الثالثة عصراً.
واستطاعتْ الدنماركية آني ماري ريندوم (24 سنة) الظفر بلقب بطولة العالم بفضل أدائها الثابت طوال أيام البطولة على حساب بطلة العالم السابقة الهولندية ماريت بوميستر التي أخذت مقعد المركز الثاني. وبالرغم من تعادلهما في مجموع النقاط النهائي، إلا أن عدد مرات الفوز التي سجلتها ريندوم رجحت كفة الموازين لصالحها.
ولم يكن الفوز بهذه البطولة وليد الحظ أو المصادفة، فقد كانت ريندوم مشغولة طوال الفترة السابقة بعدد من البطولات الاخرى التي سطعت فيها بكل جدارة، حيث فازت بالأسبوع الأولمبي الفرنسي الشهر الماضي، وفازت بكأس أوربا لفئة الليزر الذي أقيمت فعالياته في الصيف الماضي في الدنمارك، وهي دائماً في تدريب متواصل من أجل صقل مهاراتها استعداداً للبطولات الأكبر والأولمبياد المقبل. بدأت ريندوم مسيرتها في الإبحار الشراعي منذ أن كان عمرها خمس سنوات، وهي الآن من ألمع البحّارات على مستوى العالم في فئة الليزر.
وحافظتْ ريندوم على هدوئها في السباق اليتيم خلال اليوم الختامي من البطولة، ولكنها اضطرت إلى استخدام حق إلغاء النتيجة في هذا السباق الذي جاءت فيه في المركز التاسع عشر. لم تكن نشوة الفوز بهذه البطولة عادية بالنسبة لها، وعبرت ريندوم عن ذلك بقولها: "إنه شعور لا يوصف، ولا أكاد أصدق أنني وصلت إلى هذه المرحلة، ولحسن الحظ كان بإمكاني استخدام حق إلغاء نتيجتي الضعيفة في اليوم الختامي".
ومن الآن فصاعداً سيكون جدول السباقات والتدريبات مزدحماً للدنماركية ريندوم حتى الأولمبياد المقبل، وعن ذلك قالت: "لدي أسبوع واحد فقط للراحة في المنزل وبعدها سأسافر إلى ريو دي جانيرو للتدريب، ثم إلى ميامي للمشاركة في منافسات كأس العالم للاتحاد الدولي للإبحار الشراعي في شهر يناير القادم، ولذلك ساكون مشغولة دائماً بالتدريبات والمنافسات حتى الأولمبياد المقبل".
ومع توديعها للسلطنة، عبَّرت ريندوم عن إعجابها بالمصنعة كمحطة مثالية لاستضافة البطولات العالمية وقالت: "هذا المكان مثالي لهذه البطولة، ففيها كل المرافق المطلوبة، مثل منزلق انطلاق القوارب الواسع، والمساحة الكافية لكل المتسابقات، وأهم من ذلك الظروف الجوية المثالية لممارسة الإبحار الشراعي".
وكانت بطلة العالم السابقة ماريت بوميستر تحتل المركز الثالث في اليوم قبل الختامي، واستطاعت في اليوم الختامي أن تحرز المركز الرابع وترفع من رصيد نقاطها لتكون معادلة لنقاط الدنماركية ريندوم ولكن ذلك لم يشفع لها للحفاظ على اللقب للعام الثاني، حيث إن عدد مرات الفوز التي حققتها ريندوم رجحت الكفة إلى صالحها، وبذلك استقرت بوميستر في المركز الثاني من البطولة. الهولندية بوميستر هي صاحبة لقب بطولة العالم للعام 2014م التي أقيمت في سانتاندر بأسبانيا، وهي كذلك صاحبة الميدالية الفضية في الألعاب الأولمبية التي أقيمت في لندن 2012.
ولم يكن اليوم الختامي مرضياً لعدد من البحّارات، ومن بينهن البلجيكية إيفي فان آكر المصنفة الأولى عالمياً، حيث كانت تحتل المركز الأول قبل يوم الختام ولكن نتيجتها الضعيفة في اليوم الختامي -والتي ألغتها باستخدام حق الإلغاء- أدت إلى تراجعها إلى المركز الثالث في الترتيب العام للبطولة.