التكافل الاجتماعي موروث يتمسك به أهالي القابل

المقلي والشواء أبرز الأكلات الرئيسية بالعيد -

القابل / راشد بن محمد الحارثي -

عاشت الأمة الإسلامية خلال الثلاثة أيام الماضية فرحة عيد الفطر المبارك حيث يتميز كل قطر في العادات والتقاليد وفي السلطنة تكاد تكون هذه العادات متشابهة إلى حد بعيد نظرا لخصوصيات المجتمع العماني وقد تتأصل هذه الخصوصيات خلال شهر رمضان المبارك بصفة عامة وفي أيام الأعياد بصفة خاصة .


عادات حسنة


عمان استطلعت آراء بعض الأهالي بالولاية بداية يقول سالم بن عبدالله الحارثي (70) سنة من قرية المضيرب : تعيش ولايات السلطنة خلال هذه الأيام أفراح عيد الفطر المبارك ولليوم الثالث على التوالي تغمرها الفرحة والسعادة بما تحمله هذه الأيام المباركة من معانٍ خاصة فهي تضفي طابعا روحيا ومعنويا على المواطنين مما يجعل الجميع نفسا واحدة يملؤها الحب والصفاء. وحول استعدادات المواطنين لهذا العيد قال : تبدأ نفحات عيد الفطر المبارك مع بداية العشرة أيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك في تجهيز الذبائح وما يتبعها من مستلزمات كالحبوب والخضار والفواكه وكذلك تجهيز الملبوسات المختلفة مؤكدا : أن من ضمن العادات القيمة النبيلة التي تتأصل يوما بعد يوم بهذا المجتمع هو ما تشهده مختلف قرى الولاية خلال الأيام العشر الأخيرة من هذا الشهر المبارك التي تسبق كل عيد من تكافل اجتماعي حيث يقوم عدد كبير من المقتدرين باستقطاع جزء من أموالهم لتوزيعها إلى من هم بحاجة إلى مساعدة .


زكاة الفطر


أما احمد بن هدوب الغنيمي من قرية النبأ بمنطقة وادي نام قال : إن أفراح العيد تبدأ مع نهاية مراسم صلاة العيد حيث يتم خلالها تبادل التهاني والتبريكات بهذه المناسبة السعيدة وتزداد خلالها أواصر المحبة حيث تشكل هذه اللقاءات أهمية كبيرة ليس على مستوى الأسرة فحسب بل على مستوى كافة شرائح المجتمع باعتبارها تجسيدا للترابط الاجتماعي فيما بينهم وقال الغنيمي: إن هناك شريحة كبيرة من المواطنين بولاية القابل تحرص على إخراج زكاة الفطر تحقيقا لقول الله عز وجل ( وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ) يخرجها الأغنياء للفقراء حيث تبدأ بعد الإعلان عن هلال شهر شوال مباشرة حتى إلى ما قبل صلاة العيد .


فرصة للتواصل


ومن العادات الحسنة التي مازال بعض الأهالي يتمسكون بها هي توزيع جزء من لحوم الأضاحي وهذا يتم بطريقتين الأولى أن يقوم المواطنون القادرون باستقطاع أجزاء من هذه اللحوم وتوزيعها على الفقراء والمساكين وذلك كنوع من التكافل الاجتماعي أما الطريقة الأخرى فتتمثل في إعداد وجبة متكاملة من اللحوم ويدعى إليها الأهل والأقارب وهذه تشكل فرصة طيبة للتواصل والترابط الاجتماعي حيث تتواصل هذه اللقاءات لدى أكثر من أسرة على مدى أيام العيد.

اليوم الأول


ويقول أحمد بن عامر الحارثي : إن استعدادات الأهالي للعيد السعيد تبدأ مع بداية الهبطات التي تتوالى على ولايات المحافظة والتي يتوفر بها مختلف السلع التي يتطلبها البيت العماني خلال أيام العيد. وعن اليوم الأول يقول : إن من عادة الأهالي تناول وجبة العرسية باعتبارها الوجبة الرئيسية لأهالي الولاية حيث تلتف الأسر لأكثر من بيت لتناول هذه الوجبة وقد تتجمع حول هذه الموائد مختلف الأسر في بيت واحد دون النظر إلى درجات التقارب الأسري وعادة ما يكون ذلك قبل تأدية صلاة العيد . بعدها تبدأ المراسم الاحتفالية للعيد السعيد بقيام شرائح كبيرة من المواطنين من مختلف مناطق وقرى الولاية بالتوجه إلى مكتب والي الولاية لتقديم التهاني والتبريكات وتجديد العهد والولاء لقائد هذه النهضة المباركة لعماننا الغالية حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بعد ذلك تتواصل هذه اللقاءات بين مشايخ الولاية ومختلف شرائح المجتمع في جو تسوده أواصر الألفة والمحبة بين أبناء الولاية الواحدة .

اليوم الثاني


بعد ذلك يبدأ الأهالي في نحر الأضاحي حتى نهار اليوم الثاني من العيد الذي عادة ما يكون لإعداد مختلف الوجبات من اللحوم منها المقلي والمضبي وغيرها من الوجبات مع استمرار الزيارات الأسرية وفي مساء نفس اليوم يقوم الأهالي بإعداد وتجهيز اللحوم الخاصة بوجبة الشواء التي تمر بعدة مراحل أبرزها عملية وضع التوابل اللازمة ومن ثم حفظها بطرق مختلفة منها ورق القصدير أو ورق الموز تمهيدا لوضعها داخل التنور باعتباره المرحلة النهائية لهذه العملية .


اليوم الثالث


وحول فعاليات اليوم الثالث يقول: يبدأ الأهالي في صباح اليوم الثالث بتناول وجبة لحوم الشواء ليتواصل بعدها تبادل الزيارات الأسرية للأهل والأقارب خاصة تلك التي تكون خارج الولاية ومن ثم تتوجه بعض الأسر إلى بعض المزارات السياحية لقضاء أيام سعيدة سواء أكان ذلك داخلا للولاية أو خارجها .