الطقس المعتدل نسبيا يجعل الأشخرة مصيفا سياحيا بجنوب الشرقية

Untitled-145445البحر والرمال الذهبية الناعمة أهم عوامل الجذب -

جعلان بني بو علي ـ صالح الغنبوصي -

حان الوقت لزيارة نيابة الأشخرة خلال هذه الفترة؛ حيث تشهد تدفقا ملحوظا -خلال أيام العيد -من الزوار الذين يستمتعون بالأجواء الجميلة حيث تعد نيابة الأشخرة أحد الأماكن السياحية الشهيرة بالسلطنة بشكل عام وبمحافظة جنوب الشرقية بشكل خاص؛ حيث تقع الأشخرة جنوب شرق مركز ولاية جعلان بني بو علي على بعد 38 ثمانية وثلاثين كيلومترا يجاورها من الجنوب منطقة الغديران( غضينة) ومن الشمال منطقة أصيلة، ومن الغرب منطقة الإرسال ومنطقة الرميلة وجبل صيح.


خصوصية


تنفرد نيابة الأشخرة بخصوصية الموقع على بحر العرب من جهة الشرق مباشرة حيث تتأثر بالرياح الموسمية الخريفية فتتشكل السحب الخفيفة على سمائها خلال فترة الصيف الأمر الذي يجعل الأجواء لطيفة ودرجات الحرارة منخفضة؛ حيث تصل درجة الحرارة مابين 22 درجة مئوية إلى 28 درجة مئوية خلال هذه الفترة، في أوقات تشهد فيها بقية ولايات السلطنة ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة حتى على مستوى مركز ولاية جعلان بني بو علي؛ فتكون درجة الحرارة مرتفعةقدتصل الأربعينيات، لكن في المقابل تنخفض درجة الحرارة في نيابة الأشخرة والقرى الساحلية الممتدة على الشريط الساحلي لبحر العرب في الولاية بدرجات لا تقبل المقارنة من حيث البرودة، فمجردأنك تقترب من نيابة الأشخرة على مسافة اثنين كيلو فتشعر بانخفاض مفاجئ في درجة الحرارة وقتها تستغني عن جهاز التكييف، وتفتح نوافذ المركبةوتستنشق الهواء الطبيعي البارد الذي يؤثرعلى نفسيتك.


طبيعة خلابة


نيابة الأشخرة وجهة سياحية فريدة على مستوى السلطنة لعشق الزائرين للطبيعة الخلابة وجمال البحر والمكان وانتشار الكثبان الرملية، فقد يزورها في اليوم الواحد أيام العطلات والإجازات ما يقارب ستمائة سائح يوميا خلال فترة الصيف فتكتظ بهم الأماكن ويتخذون شاطئ البحرموقعا مثاليا للجلوس والاستجمام ؛ فالبعض يفترش الرمل والبعض يصنع حاجزا لخصوصيتهم بسياراتهم والبعض يحجز في الفنادق والاستراحات الموجودة بالنيابة والولاية بشكل عام، ويتطلع الأهالي من الجهات المختصة إلى تطوير نيابة الأشخرة وتأهيلهاسياحيا لتزداد جذبا أكثر للسياح؛ ولتكون رافدا اقتصاديا مهما للسياحة الداخلية وخاصة أن المقومات الطبيعية بها تشكل أهمية كبيرة للزائرين الذين يزورونها باستمرار، كما أن الزوار عادة يكررون زيارتهم للأشخرة؛ نظرا لقربها من محافظة مسقط إذ تبعد عن مسقط حوالي ثلاثمائة وخمسين كيلو مترا ويمكن الوصول إليها من ثلاثة طرق طريق مركز ولاية جعلان بني بو علي من جهة الغرب، وطريق أصيلة رأس الحد بولاية صور من جهة الشمال، وطريق الأشخرة شنة من جهة الجنوب وكلها طرق مسفلتة توصل السائح إلى النيابة، ويمكن أن يكسب الزائرالاستمتاع بالقرى والمناطق الساحلية الممتدة على الشريط الساحلي لبحر العرب سواء من جهة الشمال أو جهة الجنوب، كما أن للسائح رؤية في اختيار الموقع المناسب فيمكن أن يحط رحاله على البحر، أو الكثبان الرملية الذهبية الناعمة أو بالجوار من ميناء الصيد البحري بالأشخرة الذي شكل مصدر جذب للسياح ويمكن للزائر أن يستغل قوارب بعض الصيادين الذين يأخذون السياح وأسرهم في نزهة قصيرة على البحر أو في محيط الميناء، وخاصة إذا كان البحر هادئا


مطالب


يقول حمد بن راشد السنيدي:أزور نيابة الأشخرة باستمرار ويعجبني الجو فأصطحب الأسرة معي، ونقضي أوقاتا ممتعة على ضفاف البحر، ويستمتع الصغاربالرمال النظيفة على الشاطئ ولكن المشكلة أن الأشخرة تفتقد للمظلات أو الخدمات السياحية التي يحتاجها الزائر، مثل الخصوصية الأسرية فالأماكن مكشوفة، والازدحام الذي يصطنعه بعض الشباب عامل مؤثر سلبا على تحرك الأسر، فلو يتم الإكثار من المظلات لكان الأمر أفضل. صحيح أن الأهالي وبجهود ذاتية طوروا المظلات القديمة، لكن اهتمام وزارة السياحة أو وزارة البلديات الإقليمية وموراد المياه شبه مفقود في نيابة الأشخرة على الرغم من الاكتظاظ السياحي الكبير والسمعة السياحية لها إلا أن مطالب الزوار تتمثل في توفير أماكن أكثر راحة وتوفير المقاهي وبعض الألعاب بجانب تنظيم الحركة المرورية من قبل شرطة عمان السلطانية والجهود الأخرى التي يمكن أن تعززالسياحة .


الأشخرة تنافس


عيسى بن راشد بن حمد الجعفري من أهالي الأشخرة يقول :نحن في نيابة الأشخرة نحمد الله أولا أن من علينا بهذا المكان الطيب، وجعله مزارا للسياح من مختلف الأماكن سواء من مختلف ولايات السلطنة، أو من خارج السلطنة ونفتخر بالزوار الذين يتخذون نيابة الأشخرة خيارهم الاستراتيجي للسياحة الداخلية والخارجية؛ فالطبيعة والجو والبحروميناء الصيد البحري وطريق الأشخرة شنة والكثبان الرملية، وغيرها من المقومات هي عوامل مهمة لراحة السياح لكن نقص الخدمات التي يطالب بها الأهالي منذ فترة طويلة، ولو تحققت لكانت الأشخرة تنافس أشهر المواقع السياحية سواء على مستوى السلطنة أو حتى على مستوى دول الخليج العربية؛ لأنها الآن تمثل نقطة وصول السياح من مختلف الأماكن، ويخرجون بانطباع طيب عنها ويكررون الزيارةلها في مواسم الصيف التي عادة ماتشهد ارتفاعا في درجات الحرارة في بقية الأماكن لكن العكس بالنسبة لنيابة الأشخرة؛ فبرودة الجو والسباحة والتزلج على الأمواج في المناطق القريبة منها مثل شاطئ السويح والاستمتاع بالأجواء الخريفية المناسبة عوامل تجعل من السائح يخرج بانطباع جميل.


الهدوء والاستجمام


سعيد بن محمد الجعفري من سكان الأشخرة يقول: يوجد بالأشخرة عدد من أماكن الإقامة مثل فندق الأشخرة، والشقق الفندقية، وبيوت شباب الأشخرة التابعة لوزارة السياحة بمركز النيابة، كما يوجد بمنطقة السويح فندق شاطئ بحرالعرب وكذلك فندق شاطئ الأشخرة بمنطقة الجفن، والقرى والمناطق الساحلية المجاورة لنيابة الأشخرة تخفف من التكدس والازدحام وربما يختار السياح هذه الأماكن؛ رغبة في الهدوء والاستجمام والابتعاد عن الضجيج والازدحام.لكن تبقى الأشخرة موقعا مهما للزوار ليس في وقت الصيف فحسب، بل في كل أوقات وفصول السنة، ودائما الانطباعات الإيجابية التي نجدها من الزوار تتكرر بصفة مستمرة ونتمنى أن تهتم الجهات الحكومية والخاصة بنيابة الأشخرة، والترويج لها إعلاميا؛ لأن النيابة لم تأخذ حظها من الاهتمام من مختلف النواحي، لكن جمالها الطبيعي وطقسها الجميل وعواملها الطبيعية هي التي أكسبتها هذه الشهرة.

فلو تم الاهتمام بالأشخرة سياحيا وزودت بمرافق تحقق الراحة للزوار وترغبهم في تكرار زيارتهم أكثر لزاد الإقبال عليها.


أصالة وحداثة


أمامحمد بن راشد بن سلطان يفقول: الكل يسمع عن الأشخرة وجوها وشهرتها السياحية، والجميل في الأشخرة أنها تجمع بن أصالة الماضي وحداثة الحاضر؛ فتجذب انتباهك المباني القديمة وآثار مراكب الصيد ومصانع السفن التي ما زالت بين الحين والآخر تمارس فيها هذه الصنعة العتيقة بأيد ماهرة في صناعة سفن أو مراكب الصيد التي تصنع من أخشاب الساج بصبغة عمانية أصيل، ومنهم من يصنع المراكب الصغيرة كمجسمات للهدايا، أومن أجل الاحتفاظ بها كذكرى للزمن.

وفي المجمل فإن نيابة الأشخرة فيها ما يجعل الجميع يعشقها.