تنظيم «الدولة الإسلامية» يحارب على جبهتي الأكراد والعشائر بسوريا

المرصد: مقتل حوالي 50 جهاديا -

دمشق- (أ ف ب): يواجه تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي شهد نفوذه تصاعدا سريعا منذ يونيو الماضي، انتفاضة سنية في شرق سوريا، بينما تستعر المعارك بينه وبين المقاتلين الأكراد في شمال سوريا في مواجهات تضفي تعقيدات جديدة على النزاع السوري المتعدد الجبهات.

في محافظة حلب (شمال)، استعاد مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية الذين يتمسكون باستقلالية مناطقهم بعض مواقع تنظيم «الدولة الاسلامية» في ريف مدينة كوباني (عين العرب) الحدودية مع تركيا بعد معارك عنيفة مستمرة منذ يوم أمس الأول بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقتل في المواجهات 14 مقاتلا كرديا و35 عنصراً على الأقل من تنظيم «الدولة الإسلامية».

ويسيطر تنظيم «الدولة الإسلامية» على مساحات واسعة في شمال سوريا وشرقها محاذية لمناطق أخرى تحت سيطرته في شمال العراق وغربه.

وتشكل كوباني جيبا داخل هذه المنطقة على الحدود السورية التركية.

ويسعى تنظيم «داعش» الى الاستيلاء عليها.

وكان تمكن خلال الاسابيع الاخيرة من السيطرة على قرى عدة في ريف المدينة.

كذلك، يسعى تنظيم «الدولة الإسلامية» الى التوسع في محافظة الحسكة (شمال شرق) التي يتقاسم السيطرة عليها مع الاكراد وبعض الكتائب المقاتلة ضد النظام السوري وقوات النظام التي تتواجد خصوصا في مدينة الحسكة، مركز المحافظة.

وتعرضت المدينة الخميس لسقوط عدد من قذائف الهاون أطلقها عناصر الدولة الإسلامية المتمركزين في محيط المدينة، بحسب المرصد السوري، ما تسبب بمقتل ثلاثة اشخاص.

ويقطن المدينة حوالى مائتا الف شخص غالبيتهم من الاكراد، مع اقليات مسيحية وسنية وغيرها.

وذكر مصدر امني رسمي في دمشق لوكالة فرانس برس ان تنظيم «الدولة الاسلامية» يقوم «منذ اسبوع بمحاولات مستمرة للتمدد في الحسكة ولدخول مناطق جديدة، لكن هذه المحاولات تواجه بمقاومة من وحدات الجيش ومجموعات الدفاع الشعبية (المسلحون الموالون للجيش)».

واشار الى ان التنظيم «قام بمحاولات فاشلة» الاسبوع الماضي للسيطرة على مقر لحزب البعث وشركة كهرباء في ريف الحسكة، و»قد تم صدهم».

الا ان «الدولة الاسلامية» استولت الاسبوع الماضي على مقر الفوج 121 جنوب الحسكة بعد ان قتلت خلال المعارك او ذبحت 85 جنديا سوريا.

ولم يأت الاعلام الرسمي السوري على ذكر هذه الحادثة.

في شرق البلاد، افاد المرصد عن اشتباكات عنيفة بين تنظيم «الدولة الاسلامية» ومسلحين عشائريين سنة.

وبدات المعارك الثلاثاء الماضي بعد ان اقدم التنظيم اعلى اعتقال ثلاثة من أبناء عشيرة الشعيطات في بلدة الكشكية في ريف دير الزور، «متجاوزين الاتفاق الذي تم بين التنظيم وأبناء عشيرة الشعيطات والذي نص على تسليم الأسلحة للدولة الإسلامية والتبرؤ من قتال «الدولة» مقابل عدم التعرض لأبناء هذه البلدات»، بحسب ما اورد المرصد.

وردا على ذلك، شن مسلحون عشائريون من بلدات الكشكية وأبو حمام وغرانيج التي يقطنها مواطنون من أبناء عشيرة الشعيطات فجر الاربعاء هجوما على دورية لتنظيم الدولة الإسلامية في بلدة أبو حمام، وعلى مقر لتنظيم الدولة في بلدة الكشكية.

واندلعت اشتباكات على الاثر بين الطرفين قتل فيها خمسة مقاتلين من «الدولة الإسلامية» على الاقل، احدهم بلجيكي.

على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت، أطلق اعضاء في عشيرة الشعيطات التي تشتبك مع التنظيم المتطرف حملة تحت عنوان «الشعيطات تنتفض على داعش». وبث اعضاء في عشيرة الشعيطات وناشطون صورا لجثث مقاتلين ولاسرى من تنظيم «الدولة الاسلامية».

كما تسبب القصف بإصابة العشرات بجروح.

وتحاصر قوات النظام دوما الواقعة شمال شرق دمشق منذ اكثر من سنة.

ويعيش في المدينة عشرات آلاف السكان والنازحين من مناطق أخرى.

واوضح مصور وكالة فرانس برس في المنطقة ان القصف طال «سوقا شعبيا، وحصل فجأة…

بعد لحظات، كانت اشلاء القتلى تتناثر والجرحى يئنون من كل مكان». واشار الى ان «الجرحى تلقوا العلاج في المستشفى الذي نقل إليه وهم على الأرض» بسبب نقص الأسرة والامكانات.

وتعاني دوما وغيرها العديد من القرى والبلدات في ريف دمشق من نقص فادح في الادوية والمواد الغذائية.

في نيويورك، عبرت مسؤولة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس عن املها في أن تواصل الوكالات الانسانية «في الأيام المقبلة» ايصال مساعدات للمدنيين السوريين من طريق تركيا او الاردن، وذلك بعد عبور قافلة مساعدات اولى في 24 يوليو الماضي الى سوريا عبر معبر باب السلامة مع تركيا.

وكانت آموس تتكلم خلال اجتماع لمجلس الامن الدولي لتقييم قرار حول سوريا صدر في فبراير ويدعو كل الاطراف الى تسهيل دخول المساعدات الى الذين يحتاجون اليها في سوريا، والى وقف استخدام السلاح الذي لا يميز بين مدنيين ومقاتلين في النزاع.

واجاز قرار آخر تبناه مجلس الامن في 14 يوليو الماضي عبور القوافل الانسانية من تركيا والاردن والعراق الى سوريا من دون موافقة النظام السوري المسبقة.

واتاحت قافلة المساعدات الاولى تقديم مساعدات الى نحو 26 الف شخص في محافظتي حلب وادلب (شمال).

ميدانيا قتل 49 مقاتلا كرديا ومن تنظيم «الدولة الاسلامية» في معارك في ريف حلب في شمال سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أمس.

وقال المرصد في بريد الكتروني «وقعت اشتباكات عنيفة استمرت ساعات أمس الأول بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية في الريف الغربي لمدينة كوباني (عين العرب)» في محافظة حلب، ما تسبب بمقتل 14 مقاتلا كرديا و35 عنصراً على الأقل من تنظيم «الدولة الإسلامية».

واشار المرصد الى ان الاكراد تمكنوا خلال هذه المعارك من السيطرة على عدد من مواقع وحواجز «الدولة الاسلامية».