أفغانستان تحتفل بتنصيب أشرف عبدالغني كأول رئيس منتخب منذ 10 سنوات

انفجار قرب مطار كابول قبل دقائق من اليمين الدستورية –

كابول-(رويترز): احتفلت أفغانستان أمس بتنصيب أول رئيس منتخب منذ عشر سنوات وأدى أشرف عبد الغني اليمين ليرأس حكومة اقتسام سلطة في الوقت الذي يمثل فيه انسحاب معظم القوات الأجنبية اختباراً حاسماً.ولم يكن أول انتقال ديمقراطي للسلطة في تاريخ أفغانستان سلساً ولم يتم التوصل لاتفاق على تشكيل حكومة وحدة إلا بعد مأزق استمر شهوراً بشأن انتخابات أعلن كل من عبد الغني ومنافسه عبد الله عبد الله فوزه فيها.

وفي أبرز المشاكل التي تواجه الرئيس الأفغاني الجديد وقع انفجار قرب مطار العاصمة الأفغانية كابول أمس قبل دقائق من أداء عبد الغني اليمين وقال شاهد من رويترز إنه رأى جثثاً في المكان.

ولم يتضح عدد الأشخاص الذين قتلوا وأصيبوا.

وقال أحد أفراد قوات الأمن إن انتحارياً هاجم نقطة تفتيش أمنية قرب المطار. وأعلنت حركة طالبان المسؤولية عن الهجوم.

وجاء الهجوم في الوقت الذي تجمع فيه كبار الشخصيات في كابول لحضور مراسم أداء عبدالغني اليمين الدستورية.

وسيتولى الرئاسة خلفاً لحامد كرزاي في وقت حساس مع استعداد القوات الأجنبية للانسحاب من البلاد ومع اشتداد القتال ضد متشددي حركة طالبان.

وفي كلمته ناشد عبدالغني حركة طالبان ومتشددين آخرين الانضمام إلى محادثات سلام ووضع حد لأكثر من عقد من أعمال العنف.

ويقتل آلاف الأفغان كل عام جراء العنف.

وقال: «الأمن مطلب رئيسي لشعبنا ونحن مللنا هذه الحرب… أدعو حركة طالبان والحزب الإسلامي إلى الاستعداد لإجراء مفاوضات سياسية.»

والحزب الإسلامي فصيل متحالف مع طالبان.

وتعهد عبدالغني أيضاً بكبح الفساد ودعا إلى التعاون داخل الائتلاف الحكومي.

وقال في كلمته التي استمرت نحو ساعة: «حكومة الوحدة الوطنية لا تعني فقط اقتسام السلطة ولكن العمل معاً.»

وظهرت بالفعل بوادر توتر في الائتلاف الهش الذي سيدير أفغانستان.

ونشب خلاف على توزيع الحقائب الوزارية، وما إذا كان عبد الله سيلقي كلمة في حفل تأدية اليمين.

وقال مساعد لعبدالله: إن معسكره هدد بمقاطعة حفل التنصيب لكن النزاع حل بعد اجتماعات في ساعة متأخرة من الليل مع السفير الأمريكي.

وكان عبدالله حاضراً لدى بدء الاحتفال ووقف إلى جوار عبدالغني.

وأولى مهام عبدالغني بعد أداء اليمين كانت التوقيع على مرسوم بتشكيل منصب كبير المسؤولين التنفيذيين للحكومة الجديدة والذي سيشغله عبدالله وهو منصب موسع له سلطات مماثلة لسلطات رئيس وزراء استحدث للخروج من مأزق الانتخابات.

وأدى عبدالله اليمين بعد ذلك بدقائق وألقى كلمة قبل أن يلقي عبدالغني بكلمته.

ويمثل تنصيب الرئيس نهاية عهد برحيل الرئيس كرزاي وهو الزعيم الوحيد الذي عرفه الأفغان منذ أن أطاح غزو قادته الولايات المتحدة عام 2001 بحركة طالبان التي وفرت ملاذاً للقاعدة.

وعززت إجراءات الأمن المشددة بالفعل في العاصمة كابول قبل حفل تنصيب الرئيس خشية أن يحاول مقاتلو طالبان تعطيل الحفل أو مهاجمة الشخصيات الدولية البارزة التي قدمت لأفغانستان لحضور حفل التنصيب.

ويأمل كل من المؤيدين الأجانب والأفغان أن يتمكن عبد الغني وعبدالله من تنحية خلافاتها الانتخابية الحادة والعمل على تحسين الحياة في بلد يعاني من ويلات الحرب والفقر منذ عشرات السنين.

وترث الحكومة الجديدة مشكلات ضخمة من بينها محاربة طالبان التي شنت في الأشهر الأخيرة مزيداً من الهجمات الأكثر جرأة مع انسحاب القوات الأجنبية.

وسيتعين على عبدالغني إعادة ضبط العلاقات مع الولايات المتحدة والتي توترت في السنوات الأخيرة في ظل حكم كرزاي.

ومن المتوقع أن يكون من بين أول أعمال عبدالغني كرئيس التوقيع على اتفاق أمني ثنائي يسمح لقوة صغيرة من القوات الأمريكية بالبقاء في أفغانستان لتدريب ومساعدة الجيش والشرطة.

ورفض كرزاي التوقيع عليه ولكن كلا من عبد الغني وعبدالله يؤيد التوقيع عليه فورا.

وقالت متحدثة باسم السفارة الأمريكية في أفغانستان إن كابول ستوقع على اتفاق أمني مهم يسمح للولايات المتحدة بالإبقاء على مفرزة صغيرة في البلاد بعد نهاية هذا العام.

وأضافت: أن الرئيس الأفغاني الجديد سيوقع على الاتفاق في الصباح بالقصر الرئاسي في العاصمة كابول.

وأقيم حفل التنصيب في مجمع قصر الرئاسة الضخم.

وشمل الحضور شخصيات أجنبية بارزة من بينها الرئيس الباكستاني ممنون حسين ومستشار البيت الأبيض الكبير جون بوديستا.

وستواجه الحكومة سنة مالية جديدة على الفور.

وطلبت كابول التي تعتمد على المساعدات الخارجية من الولايات المتحدة ودول مانحة أخرى 537 مليون دولار لتسديد نفقاتها حتى نهاية العام.