تصدعات خطيرة في جبل النور.. وأكثر من مليون و200 ألف حاج دخلوا حي الملاوي

ثناء كثير وخدمات متواضعة –

مكة المكرمة – عاصم الشيدي –

على بعد كيلومترين من الحرم المكي الشريف وفي حي الملاوي بالتحديد تتحول الوجوه في الشوارع خلال موسم الحج بالتحديد إلى وجوه عمانية خالصة.

رجال طاعنون في السن ونساء طاعنات، شباب وشابات أتوا من كل المحافظات العمانية تلبية لنداء رب العالمين.

معظم الحملات العمانية تقيم في الملاوي، ويعود ذلك لأسباب كثيرة جدا ليس آخرها بطبيعة الحال أن هذا الحي أحد أرخص الأحياء في مكة وهذا يقابله أنه أقلها من حيث النظافة ومن حيث ملاءمة المساكن مع المتطلبات الحديثة.

الجميع فيما يبدو أتوا متمتعين بالعمرة إلى الحج، فتراهم متحللين.

وعلى ظفتي الطريق الضيق الذي يتوسط حي الملاوي ترى المئات من العمانيين يتسوقون، يشترون الهدايا، فلا وقت لهم بعد أن تبدأ مشاعر الحج إلا للعبادة وانتظار لطواف الوداع لمغادرة بلاد الحرم إلى السلطنة.

وحي الملاوي أحد أقدم أحياء مكة المكرمة، يفصله عن الحرم شعب عامر فقط، أو ما بقي منه، ويعرف قديما أن سكان حي الملاوي هم من الحضارم والبادية وإلى الآن يسكن حي الملاوي بعض القبائل البدوية والحضارم.

وفي هذا الحي كان يقيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مؤسس الدولة السعودية الثالثة، وما زال قصره فيه إلى اليوم.

«عمان» زارت حي الملاوي ووقفت على أوضاع الحجاج العمانيين هناك.

يسير الشايب «ناصر» ويبدو أنه في منتصف عقد الستينات من عمره بهدوء، ولكن بابتسامة أيضا، ممسكا عصاه في يمناه وفي اليسرى يعلق كيسا مليئا بالمكسرات، سألته لمن المكسرات فقال: هذه الهدايا التي تعود الحجاج العودة بها من الديار المقدسة.

سألته عن منطقة الملاوي وعن مقر الإقامة فقال وهو يبتسم: الحمد لله الأمور طيبة «ونشكر المقاول».يدخل الشايب «ناصر» ولا تزال الابتسامة تحلو محياه، ولكن لجنة الإشراف على الحملات في بعثة الحج العمانية رصد أن بعض المساكن متواضعة جدا، ولكن الحجاج يصرون على أنها جيدة، وأنهم سعداء، ويعتقدون أن صاحب الحملة أنصفهم!!.وليس على مقربة من مقر إقامة الشايب ناصر كان الشايب عيد بن أحمد الكيتاني يقف عند مدخل البناية، وبعد أن أخذ منا «العلوم» أبدى ارتياحه على الأوضاع، لكنه طالب «أن تكون هناك حملة طبية متنقلة تزور حي الملاوي، وتدخل مقار الحملات حتى تقدم رعايتها الصحية للجميع»، وعندما قلت له لماذا لا يقوم صاحب الحملة بايصال المرضى إلى المركز الصحي في مقر البعثة العمانية التي لا تبعد كثيرا عنكم رد: لم يوصلونا..

ولكن السيارة المخصصة للطوارئ في البعثة تم منعها من دخول مكة المكرمة.

وليس بعيدا عن فكرة الكيتاني يقول محمد بن شالوت الوهيبي أنه وصل إلى مكة المكرمة وقد أخذت منه الإنفلونزا مأخذا كبيرا، ولم يأخذه صاحب الحملة إلى مقر البعثة العمانية للعلاج، رغم أنها ليست بعيدة، ما اضطره إلى دخول مركز صحي وتحمل تكلفة علاج بلغت 350 ريالا سعوديا.

لكن عندما سألناه عن رأيه في حملته قال: أفضل حملة!!..

لكنه لم يحملك إلى المركز الصحي..

رد: أفضل حملة وهذا المكان الذي نقيمه فيه طيب جدا.

ولا تبدو الآراء متغيرة كثيرا، لكها تكيل المدح إلى الحملات وأصحابها، رغم أننا دخلنا بعض مقار الحملات وبنظرة «تبدو شخصية» رأينا أنها متواضعة والخدمات التي تقدمها للحجاج بسيطة بالمقارنة بالمبالغ المرتفعة التي تقاضوها من الحجاج.

خميس بن سعيد الخليلي من ولاية بهلا يقول: الحملة جيدة، والملاوي حي طيب «نحن قريبون من الحرم والحمد لله». وهو رأي سالم بن خلفان الوهيبي.

والحال نفسه مع النساء فقد زارت «عمان» بعض الحاجات في حملة «الطاعوني» من ولاية الكامل والوافي، واثنين بشكل كبير على الحملة وأن أمورهن جيدة.

في طريقنا للخروج من الملاوي شاهدا أحد أصحاب الحملات سيارة البعثة العمانية فأوقفنا وأصر على أن نزوره في الداخل لنشاهد ماذا أعد للحجاج الذين سيصلون للسكن خلال نصف ساعة.

مع إصراره دخلنا لنرى الاستعدادات فلم نجد إلا دلة شاي وقهوة وبعض الماء والمرطبات.. خابت الظنون فكنا نتوقع أن نجد من كل ما لذ وطاب خاصة وأنه أصر إصرارا غير طبيعي.

ورغم أن هناك حملات توفر لحجاجها أجواء تساعدهم على تأتدية المناسك، وتوفر لهم إقامة متميزة، لكن الحقيقة أن أغلب الثناء الذي يكيله الحجاج لأصحاب الحملات لا تقابله حقيقة علمية بعد عشرات الزيارات، وعشرات المشاهدات الميدانية.

ويبدو أن الأمر عائد إما لمجاملات متكررة وإما لعادة العمانيين في رؤية كل شيء جميل مهما كان صعبا وقاسيا.

الوفود تتواصل وتواصل وفود الحجاج العمانيين الوصول إلى مكة المكرمة بعد أن يمروا زيارة إلى المدينة المنورة سواء بالنسبة للقادمين برا أو جوا، وعلمت «عمان» أن بعض القاصدين الحج من غير أصحاب التصاريح لم يسمح لهم السفر من مطار مسقط ما لم يبرزوا بطاقة «تصريح حج».وتبذل حملة الحج جهودا مكثفة على مدار اليوم لتسهيل أمور الحجاج.

وتقدم البعثة الطبية جهودا متواصلة وعلى مدار الساعة لتقديم العناية الطبية لجميع الحجاج القادمين من السلطنة.

وفي سياق الأخبار المتعلقة بموسم الحج لهذا العام طالبت سلطات الدفاع المدني السعودية هيئة المساحة الجيولوجية بتقديم تقرير سريع حول خطورة تصدعات في قمة «جبل النور» من الناحية الشمالية وبعض الصخور غير المستقرة والمعالجات التي يمكن أن تتخذ حيالها.

ورأت لجنة الدفاع المدني السعودية أن ممرا مؤديا إلى قمة الجبل طوله حوالي 600م يشكل خطورة على مرتاديه.

ويقف مئات الآلاف من الحجاج فوق جبل النور يوم عرفات.

وأعلنت المملكة العربية السعودية أن عدد الحجاج القادمين من خارج المملكة منذ بدء القدوم حتى نهاية يوم السبت (1,263.461) حاجاً.

دخل منهم (1,193,143) حاجا عن طريق الجو و56,710 حجاج عن طريق البر و13,608 عن طريق البحر وذلك بنقص (24,466) حاجاً عن عدد القادمين لنفس الفترة من العام الماضي بنسبة قدرها (2%) تقريبا.