استقرار اليمن ضرورة لصالح كل الأطراف

ليس من المبالغة في شيء القول بأن التطورات والأحداث التي شهدتها الجمهورية اليمنية الشقيقة خلال الآونة الاخيرة ، قد حظيت بالكثير من الاهتمام على مختلف الأصعدة، محلية واقليمية ودولية ايضا، خاصة وأن اليمن الشقيق يتمتع بموقع استراتيجي بالغ الأهمية، فضلا عما يربط بينها وبين كل دول المنطقة من وشائج وصلات ومصالح عديدة وعميقة، وممتدة ايضا في عمق الزمن.

وفي الوقت الذي التقت فيه الأطراف اليمنية المختلفة على التوقيع على اتفاق السلم والشراكة، وهو الاتفاق الذي وقعته كل القوى والأطراف اليمنية ، برعاية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وبحضور جمال بن عمر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في اليمن، فان التوقيع ايضا على الملحق الأمني للاتفاق، في الأيام الاخيرة، يعبر في الواقع عن حرص مختلف الأطراف اليمنية، على العمل والتعاون والتنسيق من أجل إعادة الاوضاع في اليمن الى حالتها الطبيعية، من خلال السير لتطبيق بنود اتفاق السلم والشراكة، والالتزام بما جاء فيها.

جدير بالذكر أن مما له دلالة عميقة أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، قد أعربت على لسان الأمين العام لها الدكتور عبد اللطيف الزياني عن تأييد دول المجلس لاتفاق السلم والشراكة، وللعمل على تطبيقه ، تحقيقا وتعزيزا لاستقرار اليمن، مع التأكيد على حرص مجلس التعاون على استقرار اليمن وازدهاره والتعاون معه في كل ما يحقق الخير للشعب اليمني ولكل دول وشعوب المنطقة.

وفي ظل ما تشهده المنطقة العربية من أحداث وتطورات، تؤثر إلى حد كبير على حاضر دول وشهوب المنطقة، وعلى استقرارها وأمنها وسلامتها ايضا، خاصة مع اتساع نطاق المواجهات المسلحة في عدد من دول المنطقة، فانه من الاهمية بمكان أن تسعى كل الاطراف اليمنية إلى العمل بجد واهتمام من أجل تحقيق استقرار اليمن الشقيقة، وإغلاق الطريق أمام اية ثغرات، أومحاولات للدفع بالاوضاع في اليمن إلى ما لا يحقق مصلحة الدولة والشعب اليمني الشقيق. ومع التقاء كل الاطراف اليمنية على الالتزام باتفاق السلم والشراكة وملحقه الأمني، والمساندة الاقليمية والدولية لذلك، فإنه من المؤكد أن الاشقاء في اليمن الشقيقة قادرون على النجاح في تحقيق استقرار اليمن وسلامته، والحفاظ على مصالحه في الحاضر والمستقبل، خاصة وأن الاطراف اليمنية قد قدمت نموذجا طيبا في القدرة على التفاهم والاتفاق في إطار المبادرة الخليجية، وعلى قاعدة ما تمخض عنه الحوار الوطني في اليمن، الذي يوفر أسسا وعناصر، تحظى بالتوافق العام اليمني بشأنها لحل مختلف المشكلات واستجماع كل الطاقات اليمنية، وهي كبيرة ومتنوعة في الواقع من أجل بناء حاضر ومستقبل زاهر لليمن دولة وشعبا. وفي الوقت ذاته فان الدعم والمساندة الخليجية والاقليمية والدولية للجهود اليمنية يشكل إضافة اخرى في هذا المجال، لأن استقرار الجمهورية اليمنية وسلامتها وأمنها يحقق مصلحة كل الأطراف، وهو ما ينبغي الحفاظ عليه.