إضاءات : خطوة إيجابية.. ولكن؟

ناصر بن سلطان العموري –

abusultan73@gmail.com –


طالعتنا الصحف المحلية بخبر جميل يحمل خطوة إيجابية كان من المفترض اتخاذها منذ زمن وهي انشاء جهة تعنى بخدمات المستهلكين تابعة الهيئة العامة للطيران المدني وذلك بعد التنسيق مع هيئة حماية المستهلك والتي لها جهود جبارة لا تخفى على لبيب في هذا المجال وهذه الخطوة من شأنها حماية المستهلكين وحل اشكالياتهم إن وجدت مع جميع خطوط الطيران التي لها افرع او وكلاء في السلطنة وليس الطيران العماني فحسب.. كما لا يجب ان نغفل هنا دور هيئة الطيران المدني في مبادرتها بالاهتمام بالمستهلك فنجاح اي مؤسسة حكومية كانت ام خاصة يأتي من خلال رضا الزبون عن الخدمات المقدمة له والمميزات المتعلقة به.وظهرت على السطح مؤخرا من خلال وسائل الإعلام المقروء منها والمسموع العديد من الشكاوى والملاحظات على الطيران العماني بصفة خاصة وغيره من خطوط الطيران بصفة عامة فيما يتعلق بالخدمات المقدمة له والحقوق الخاصة بالمسافر بل وكان المسافر عند مواجهته لمشكلة مثل هذا النوع يتوه وكأنه يدور في حلقة مفرغة فلا يعرف اين يتوجه او يتجه.. بل وكانت اقصر الطرق لدى المستهلك الالتجاء لهيئة حماية المستهلك التي كانت سابقا هي التي تبحث في الأمر وتستقبل الشكاوى بالتنسيق مع هيئة الطيران المدني والطيران العماني وحتى يكون المعنيون بالأمر على اطلاع ولأنهم المختصون في كل ما يتعلق بأمور الطيران من جوانب فنية وإدارية وغيرها فقد تحول الموضوع برمته لهيئة الطيران بالمدني باستحداث دائرة خاصة تعنى بالمستهلكين .. ولكن هذا ليس كل شيء !!!.

فبعد الخطوة التي قد يراها البعض إيجابية إلا أن هناك تخوفا دفينا لدى المستهلك وعدم ارتياح من أداء الدائرة المزمع انشاؤها ومقدرتها على حل قضاياهم والإشكاليات التي قد تواجههم في ظل دورها المتواضع الذي ينحصر في إطار مبدأ التوافق فقط وعدم منح صفة الضبطية القضائية لدى موظفيها بل والأغرب هو عدم وجود لائحة صريحة وواضحة جاهز لديهم تنصف المستهلك وتحميهم والمطلوب هنا تعزيز دور الدائرة الوليدة بموظفين يحملون صفة الضبطية القضائية . والأهم أن يكون هناك تشريع ينظم عمل هذه الدائره الوليدة ليحفظ حقوق المستهلكين وإلا سيعودون للهيئة لإنصافهم كما بدأوا أول مرة.

وبالله عليكم كيف تعلن هيئة الطيران المدني عبر الملأ عن إنشاء هذه الدائرة دون الإعداد المسبق لها واعطائها جميع الصلاحيات التي تخولها لاداء دورها الفعال والحيوي على أكمل وجه.. أم أن انشاءها جاء على سبيل ذر الرماد على العيون فقط.. نتمنى أجمل التمني ان تكون المرحلة القادمة مرحلة تصحيح مسار بالنسبة لدائرة خدمات المستهلكين بهيئة الطيران المدني.