متظاهرون يتحدون بكين مطالبين بالديمقراطية –
هونج كونج-(د ب أ-رويترز): قالت بكين إنه ينبغي ألا «تتدخل» الحكومات الأجنبية في سياسات هونج كونج بدعم الاحتجاجات الحالية المؤيدة للديمقراطية والتي تعتبرها الحكومة الصينية غير مشروعة.وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية في بكين، هوا تشونينج، ردا على سؤال حول بيانات التأييد من جانب الولايات المتحدة وساسة من دول أخرى: الحكومة المركزية (الصينية) تعارض بالتأكيد أي أنشطة غير مشروعة تدمر سيادة القانون والمجتمع السلمي في هونج كونج.
وقالت هوا: «نأمل في أن تراقب الدول ذات الصلة أقوالها وأفعالها، ولا تتدخل في الشؤون الداخلية لهونج كونج ولا تدعم (حركة) أوكيوباي سنترال والتحركات غير المشروعة الأخرى عبر أي إجراءات».
ميدانياً تحدى محتجون مطالبون بالديمقراطية في هونج كونج قنابل الغاز المسيل للدموع وهراوات الشرطة في قلب المركز المالي العالمي أمس في واحد من أكبر التحديات السياسية التي تواجه بكين منذ فض المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية في ميدان تيانانمين في قلب العاصمة الصينية قبل 25 عاماً.
وحذرت الصين الطلبة المحتجين بعد أن احتشدوا مجدداً في الأحياء التجارية والسياحية في المدينة.
وهذه الاضطرابات هي الأسوأ منذ عودة هونج كونج المستعمرة البريطانية السابقة إلى سيادة الصين في 1997 وامتلأت الأجواء بسحب من الغاز تسللت إلى أبراج مكتبية ومراكز تجارية من أرقى أبراج العالم قبل أن تنسحب شرطة مكافحة الشغب فجأة ظهر أمس تقريبا بعد ثلاث ليالٍ من المواجهات.
وقالت حكومة هونج كونج أمس: إنها سحبت شرطة مكافحة الشغب من شوارع المدينة بعد أن بدأت الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في الهدوء.
وقالت في بيان «نظراً لعودة الهدوء بدرجة كبيرة إلى الشوارع التي احتشد فيها المواطنون انسحبت شرطة مكافحة الشغب.»
وحث أيضاً متحدث باسم حكومة هونج كونج في بيان المحتجين إلى مغادرة أماكن الاحتجاج بشكل سلمي بقدر المستطاع.
وعادت هونج كونج إلى سيادة الصين بموجب صيغة سميت «دولة واحدة ونظامان» سمحت بقدرٍ كبيرٍ من الحكم الذاتي والحريات لا تتمتع به الصين نفسها.
ويطالب عشرات الآلاف من المحتجين غالبيتهم طلبة بكين بمنحهم ديمقراطية كاملة وحرية اختيار مرشحيهم في الانتخابات.
لكن بكين رفضت الشهر الماضي مطالب أهالي هونج كونج بان يختاروا زعيمهم القادم في جو من الحرية عام 2017. وهو ما فجر تهديدات من جانب النشطاء بإغلاق حي المال الرئيسي.
وتريد الصين أن تقتصر الانتخابات على عدد قليل من المرشحين الموالين لبكين.
وكانت شرطة هونج كونج قد استخدمت مسحوق الفلفل والغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق آلاف من المحتجين المطالبين بالديمقراطية في مطلع الأسبوع.
ولدى انسحاب شرطة مكافحة الشغب رقد المحتجون المنهكون على جانب الطرق أو احتموا من الشمس تحت المظلات التي أصبحت رمزا لما وصفه البعض «بثورة المظلات» فإلى جانب استخدامها كمظلة من أشعة الشمس كانت تستخدم أيضا لدرء مسحوق الفلفل.
وقال منظمون: إن نحو 80 ألفاً احتشدوا في الشوارع منذ اندلاع الاحتجاجات ليل الجمعة الماضية.
ولم يتسن الحصول على تقديرات للأعداد من جهات مستقلة.
واستخدم رجال الشرطة -الذين اصطفوا في خمسة طوابير في بعض المناطق مستخدمين الخوذات وأقنعة الغاز- رذاذ الفلفل لتفرقة النشطاء واطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع في الهواء.
وتراجع المحتجون مئات الأمتار ورشقوا قوات الشرطة بمظلاتهم ووجهوا إليهم السباب ووصفوهم بأنهم «جبناء».
ويساور القلق زعماء الحزب الشيوعي في بكين من انتشار النداءات المطالبة بالديمقراطية إلى مدن صينية مما يهدد قبضتهم على زمام السلطة.
ولا تسمح الصين أبدا بمثل هذه الأحداث في أراضي الوطن الأم بعد أن سحقت في الرابع من يونيو عام 1989 احتجاجات طلابية تطالب بالديمقراطية حول ميدان تيانانمين ببكين ما أسفر عن خسائر بشرية جسيمة. ومن المتوقع ان تتصاعد الاحتجاجات في الأول من أكتوبر خلال عطلة العيد الوطني للصين ومن المتوقع أن ينظم سكان إقليم مكاو القريب احتجاجات أيضاً.
وأصدر القنصل العام الأمريكي في هونج كونج بياناً دعاً كل الأطراف إلى «الامتناع عن أفعال ستذكي التوترات.»
وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الصينية إلى البيانات التي أصدرتها بعض الدول منها الولايات المتحدة وقالت: «نأمل أن تتوخى الدول المعنية الحذر في هذه القضية حتى لا تبعث برسالة خاطئة.»
وأصدرت الخارجية البريطانية بيانا أمس قالت فيه: إن من المهم ان يكون لهونج كونج حق التظاهر وقالت: «الحكومة البريطانية قلقة من الموقف في هونج كونج وتراقبه عن كثب.»
كما دعا رئيس تايوان ما ينغ جيو الصين إلى تبني توجه سلمي حذر في التعامل مع احتجاجات هونج كونج.
وقال في بيان: إن الصين «بحاجة لأن تصغي إلى مطالب شعب هونج كونج.»