حوار صحافة المرأة العمانية يختتم جلساته بحزمة من التوصيات

مؤكدا على تشريع قوانين تكفل تساوي الفرص وتحترم معايير الكفاءة –

كتبت: خلود الفزارية –

أكد حوار صحافة المرأة العمانية الثاني على ضرورة تنفيذ المسوحات والتقارير الفنية المتعلقة بعمل المرأة الصحفية ومتابعة التطورات التي تتحقق في هذا المجال مع إيجاد نظام انتخابي يعزز تمثيل المرأة في المجالس البرلمانية بما يتماشى مع النظام السياسي والاجتماعي العماني، وتشريع الأطر القانونية التي تؤكد على تساوي الفرص وتحترم معايير الكفاءة بغض النظر عن النوع البشري ، علاوة على إنشاء قناة رسمية على الإنترنت تعنى بتوثيق العمل الإعلامي للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، ومتابعة تنفيذ توصية دراسة استراتيجية عمل المرأة في الصحافة التي خرج بها حوار صحافة المرأة الاول 2010.

جاء ذلك أمس في حفل الختام الذي رعاه معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي، رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وحضره رئيس جمعية الصحفيين العمانية وأعضاء مجلس الإدارة وعدد من الصحفيين.

وأكد رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون أن المرأة قامت منذ بزوغ فجر النهضة المباركة بأدوار كبيرة ومشهودة في مجال الصحافة، فمع تطور الإعلام العماني ساهمت في مراحل متقدمة منذ السبعينات، وكانت حاضرة في كل مجالات الإعلام. كما ساهمت مع أخيها الرجل جنبا إلى جنب في إيصال الرسالة الإعلامية في الداخل والخارج. مما يجعلها محل فخر لنا كعمانيين.

وأشاد معاليه بالتوصيات التي خرج بها الحوار مبينا أنها في غاية الأهمية فهي تكشف دور والثغرات التي يمكن معالجتها ومراجعتها، مما يسهم في جميع مناحي الحياة حيث من الأهمية أن تؤخذ بعين الاعتبار وسوف نحاول بقدر الامكان تطبيقها.

واشتملت التوصيات في جانب محور المرأة الصحفية «تحديات وصعوبات المهنة» على تعزيز مستوى وعي المجتمع للدور القيادي للمرأة ودعم مشاركتها الإعلامية والسياسية، وكذلك ضرورة مراجعة برامج التعليم الجامعي في مجال الصحافة والإعلام لتوجيه الصحفيات والإعلاميات في المستقبل نحو العمل الصحفي، إلى جانب التأكيد على برامج التدريب والتأهيل المستمر في كل مجالات العمل الإعلامي والصحفي، وتشريع الأطر القانونية التي تؤكد على تساوي الفرص وتحترم معايير الكفاءة بغض النظر عن النوع البشري، مع التأكيد على ضرورة تنفيذ المسوحات والتقارير الفنية المتعلقة بعمل المرأة الصحفية ومتابعة التطورات التي تتحقق في هذا المجال، وأيضا متابعة تنفيذ توصية دراسة استراتيجية عمل المرأة في الصحافة والإعلام المتمخضة عن حوار صحافة المرأة الاول. وتضمنت التوصيات في محور دور الإعلام إنجاح مشاركة المرأة بمجلس الشورى من خلال تحسين وتفعيل آليات العمل الخاصة فيما يتعلق بتنمية المهارات القيادية والبرلمانية، وكذلك إيجاد رؤية متكاملة لدى وسائل الإعلام لنشر الثقافة البرلمانية في المجتمع، إلى جانب تمكين المرأة من الوصول إلى مقاعد مجلس الشورى من خلال نشر ثقافة تنوع التمثيل البرلماني، وتعزيز قناعة المرأة بنفسها لتمثيل المجتمع والمساهمة في صنع القرار، وإيجاد نظام انتخابي يعزز تمثيل المرأة في المجالس البرلمانية ويتماشى مع النظام السياسي والاجتماعي العماني.

ونصت التوصيات في المحور المتعلق بدور الإعلام الإلكتروني في إيصال صوت المجتمع إلى صناع القرار على إنشاء قناة رسمية على الإنترنت تعنى بتوثيق العمل الإعلامي للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، إلى جانب تفعيل استخدام الصحفيات لوسائل التواصل الاجتماعي ونشر أعمالهن الصحفية باستمرار، ورسم استراتيجيات واضحة لحسابات المؤسسات الحكومية وتحديثها.


مواصلة الجهد


من جانبه ألقى عوض باقوير رئيس جمعية الصحفيين العمانية كلمة مع انتهاء حوار صحافة المرأة العمانية الثاني ذكر فيها أن حوار صحافة المرأة العمانية هو الذي تتطلع إليه جمعية الصحفيين العمانية ليقدم الفائدة للزميلات الصحفيات والإعلاميات في السلطنة بمشاركة وسائل الإعلام الخاصة والحكومية والقطاع الخاص والعام ومنظمات المجتمع المدني وكل المؤسسات في السلطنة.

متمنيا أن يكون الحوار أثرى الصحفيات من خلال التوصيات لأنه يصب في خدمة تطور المرأة في الصحافة والإعلام منوها أنها مهنة حساسة وتحتاج إلى الكثير من المثابرة لتطويرها من خلال الأدوات المهنية، واعدا بمواصلة الجهد في هذا الجانب من خلال لجنة شؤون الصحفيات بجمعية الصحفيين العمانية بمثل هذه الفعاليات خاصة بما يتعلق بالمرأة الصحفية في المجال السياسي والتشريعي.

وأكد رئيس جمعية الصحفيين أن المرأة ترغب بالتطور في المواقع القيادية لذلك فهي بحاجة إلى المزيد من الوعي السياسي والفكر لكي تستطيع أن تدخل إلى معمعة الانتخابات العام المقبل، لتستعد للمعركة الانتخابية، وهنا يجب التكريس على المزيد من حلقات العمل والمحاضرات حتى تستطيع المرأة أن تتسلح بالمزيد من الأدوات لتخوض التجربة بكل كفاءة وثقة.


الجلسات النقاشية


وأقيمت الجلسة الثالثة التي انطلقت تحت عنوان دور الإعلام الإلكتروني في إيصال صوت المجتمع إلى صناع القرار، وأدار الجلسة موسى الفرعي معد ومقدم برامج إذاعية ورئيس تحرير صحيفة أثير الإلكترونية، وكانت مقررة الجلسة الإعلامية انتصار الشبلية، وتحدث في بداية الجلسة المهندس سعيد بن مسلم البرعمي مشرف على عدة مواقع ومنتديات عمانية فقال: يعد الإعلام الإلكتروني من الوسائل التي تسهم لإيصال المعلومة بطريقة سريعة لكل الفئات لذا أطلق عليه إعلام المواطن أو إعلام الشعب وإعلام الوسائط المتعددة، وقد زاد نمو عدد المستخدمين فوصل عددهم بالملايين نظرا للسبل المتاحة لاستخدامه لجميع الفئات بالدول.

وأشار البرعمي إلى أن الإعلام الإلكتروني يمتاز بالحرية والمرونة، وأنه يمكن من الاتصال في أي وقت ومتطور مع الوضع العام كما أنه يتميز بالأرشفة والتخزين، وأوضح أن وجود الصحفي في الإعلام الإلكتروني مهم وضروري لكي يبدد كافة الإشاعات من قبل بعض المستخدمين من عامة الناس المتلقين فهو يمتلك المعلومة الأكيدة فيصحح المعلومة، ويغير بعض المفاهيم فيكون أكثر ثقة لخدمة المتلقي، وبين المهندس سعيد أن هناك تحديات تواجه الإعلام الإلكتروني أهمها المنافسة الشديدة والمتغيرات في مفاهيم جديدة.

وعرضت مريم بنت غالب العلوية الرئيسة التنفيذية لشركة وسم في الإعلام الاجتماعي تجربتها في الإعلام الإلكتروني من خلالها رئاستها للشركة وأهمية التواصل الإلكتروني في شبكات التواصل الاجتماعي فمن خلال الإعلام الإلكتروني يمكن تطبيق جملة من الأفكار لشريحة كبيرة من الناس في زمن قياسي، وهناك دول استفادت من هذا الإعلام في تنمية الإبداع والابتكار وتم تطبيقه على أرض الواقع.

واختتم عبدالله عيسى عبدالله مسؤول العلاقات الخارجية بسبلة عمان عن دور السبلة وما تقدمه للملتقى، حيث ترصد السبلة كل الأحداث سواء المحلية أو الخارجية أولا بأول للمتلقي مشيرا أن للسبلة عدة أقسام في كل قسم يسهم في طرح قضايا وأفكار تخدم المتلقي ويوجد لدينا فريق عمل يتابع كل الأمور وهم ممثلون في عدد من المؤسسات الحكومية، وأكد مسؤول العلاقات الخارجية بالسبلة أن حرية الرأي مكفولة للجميع وفقا للأنظمة والقوانين بالدولة. وأقيم على هامش الملتقى جلسة نقاشية قدمتها الأستاذة أكتافيا نصر إعلامية ورئيسة تحرير في محطة سي ان ان لشؤون الشرق الأوسط حضرها نخبة من الإعلاميات العمانيات بعنوان تواصل الصحفيات من مهارات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي حيث قدمت الطرق المثلى للتواصل مع شبكات التواصل وكيفية إدارة الصفحات وتخلل الحلقة جانب عملي حيث تم تقسيم الحاضرات إلى مجموعات عمل.

وبعد قراءة التوصيات تفضل معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي بتكريم وسائل الإعلام المختلفة المسموعة والمرئية والمقروءة والإلكترونية ورعاة الحوار والشركات المشاركة في رعاية الحوار، كما تم تقديم هدية تذكارية لمعالي الدكتور راعي الحفل الختامي.