توقيع اتفاقية أمنية «طال انتظارها» بين واشنطن وكابول

تجيز بقاء قوة أمريكية بأفغانستان –

كابول- (أ ف ب) : وقعت افغانستان والولايات المتحدة امس اتفاقية امنية ثنائية تجيز بقاء قوات امريكية في افغانستان عام 2015، ما يدل على رغبة الرئيس الجديد اشرف غني في تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، وكان حميد كرزاي الذي سلم مهامه امس الاول للرئيس الافغاني الجديد، رفض توقيع الاتفاقية ما ادى الى توتر في العلاقات الافغانية-الامريكية بعد التقارب الذي حصل عام 2001 اثر اطاحة نظام طالبان.

ووقع الاتفاقية المنتظرة منذ فترة طويلة، السفير الامريكي جيمس كانينغهام ومستشار الامن القومي الافغاني حنيف اتمار خلال حفل نظم في القصر الرئاسي في كابول بحضور الرئيس الافغاني الجديد، ووقع كانينغهام واتمار الوثيقة وفي الوقت نفسه اتفاقية مماثلة مع حلف الاطلسي تلقي اسس وجود الحلف في افغانستان السنة المقبلة.

وكان داود سلطانزاي ابرز مساعدي اشرف غني صرح لوكالة فرانس برس امس الاول ان «التوقيع يحمل رسالة بأن غني يفي بالتزاماته. فقد وعد بأن يتم التوقيع بعد يوم من تنصيبه»، وقال «كما يدل على التزام الرئيس بالقوى الامنية الافغانية والثقة في علاقتنا المستقبلية مع الولايات المتحدة. نحن نستبدل الشك باليقين».

واكدت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية جنيفر بساكي ان الاتفاقية «ستخول افغانستان والولايات المتحدة والمجموعة الدولية الحفاظ على الشراكة التي اقمناها لضمان ان افغانستان ستحافظ وتوسع نطاق الانجازات التي تحققت في العقد الماضي»، ومن المرتقب ان تنسحب القوة التي يقودها حلف شمال الاطلسي بحلول نهاية السنة من افغانستان ما دفع في اتجاه التوصل سريعا الى اتفاقية حول القوة التي ستبقى في افغانستان.

وستنضم قوات من المانيا وايطاليا ودول اخرى من حلف الاطلسي الى قوة من 9800 جندي امريكي ما يرفع عدد القوة التي ستبقى في افغانستان الى 12500 عنصر.

وبعد انتهاء المهمة القتالية لحلف الاطلسي في ديسمبر ستتولى القوة الجديدة تدريب ودعم الجيش الافغاني والشرطة في مواجهة متمردي طالبان، وكانت المفاوضات للتوصل الى الاتفاقية شهدت مماطلة من كرزاي الذي كان يضيف مطالب جديدة ما ادى الى تغير المواقف واثارة غضب الولايات المتحدة، اكبر جهة مانحة لأفغانستان ورفض توقيع الاتفاق رغم ان اللويا جيرغا، مجلس الاعيان التقليدي، الذي دعاه الى اجتماع صوت لصالح توقيع الاتفاقية كما ان الرأي العام الافغاني كان مؤيدا لبقاء قوات امريكية في افغانستان، وخلال الحملة الانتخابية الرئاسية تعهد كل من اشرف غني ومنافسه عبد الله عبد الله بتوقيع الاتفاقية. وكانت واشنطن هددت بسحب كل القوات الامريكية بحلول نهاية السنة، لكنها تريثت بسبب المأزق الانتخابي الطويل الذي ادى الى ازمة سياسية في افغانستان قبل ان تحل اخيرا مع تنصيب رئيس جديد امس الاول. وفيما تتقدم حركة طالبان في عدة ولايات افغانية، يعتبر دعم حلف شمال الاطلسي لأفغانستان السنة المقبلة اساسيا رغم ان القوات الافغانية تحقق انجازات ايضا. وكان عدم توقيع اتفاقية مماثلة مع العراق في 2011 ادى الى انسحاب كامل للقوات الامريكية من افغانستان التي تغرق حاليا في اعمال عنف جديدة مع سيطرة عناصر تنظيم «الدولة» على مناطق واسعة، وهناك حاليا 41 الف عنصر من قوة الاطلسي في افغانستان، فيما كان يبلغ عددهم في 2012 حوالي 130 الف عنصر.

وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما اعلن انه عند توقيع الاتفاقية سيتم خفض عدد القوات الامريكية الى النصف بنهاية 2015، على ان يخفض بنهاية عام 2016 بحيث يقتصر على العاملين في السفارة الامريكية في كابول. وفي خطاب تنصيبه امس الاول دعا اشرف غني حركة طالبان الى الانضمام لمحادثات السلام بعد 13 عاما من الحرب، وامس بدأ غني اول يوم عمل له بزيارة الى المدارس في كابول.