الشيبانية: إبراز ما تمتلكه السلطنة من إرث حضاري وما وصلت إليه من تقدم وازدهار

«الوطنية للتربية والثقافة والعلوم» تحتفل بمرور 40 عاماً على إنشائها –


تحتفل اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم مساء اليوم بمناسبة مرور 40 عاماً على إنشائها وذلك بفندق قصر البستان، برعاية معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم رئيسة اللجنة، وبحضور أصحاب السعادة وكلاء وزارة التربية والتعليم، والأمناء العامين للجان الوطنية بمنطقة الخليج واليمن، وأعضاء اللجنة، وعدد كبير من المدعوين، حيث سيتم تدشين كتاب «أربعين عاما على إنشاء اللجنة الوطنية» والموقع الالكتروني الجديد للجنة الوطنية، كما سيتم تكريم العديد من المؤسسات المتعاونة مع اللجنة.وفي هذا الإطار صرحت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم رئيسة اللجنة الوطنية العمانية قائلة: إن الرؤية الثاقبة والسديدة لمولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- جعلت السلطنة دولة محبة للسلام والأمان والعدالة والحرية والعيش المشترك، ووفقاً لتلك الرؤى الحكيمة لجلالته وسعياً من جلالته لنشر هذه القيم على المستوى العالمي، فقد وطد جلالته -حفظه الله ورعاه- العلاقة بين السلطنة وهذه المنظمات (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) ودعمها بآرائه وأفكاره السديدة، وقدم لها الدعم المادي والمعنوي لكي تقوم برسالتها الإنسانية النبيلة. وقالت معاليها: لقد مثلت الزيارة التأريخية التي قام بها مولاي صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- لمقر منظمة اليونسكو بباريس عام 1989م، نموذجاً يحتذى، ونقطة تحول مهمة في منحى العلاقات الثنائية بين السلطنة واليونسكو وأولى ثمار التعاون والتنسيق مع المنظمة في مختلف مجالات اهتماماتها، حيث أعلن جلالته في خطابه خلال هذه الزيارة بمقر اليونسكو عن العديد من المبادرات والمشاريع مع منظمة اليونسكو كان أبرزها جائزة السلطان قابوس لحماية البيئة لتكون أول جائزة عربية يتم منحها على المستوى العالمي في مجال حماية البيئة، وتعبر عن منظور جلالته لأهمية البيئة وتثمين الجهود التي يقوم بها الأفراد والمؤسسات في صون وحماية البيئة ومكافحة كل ما من شأنه الإضرار بالمكونات البيئية، كما أعلن جلالته تخصيص اليخت السلطاني (فلك السلامة) في تنفيذ مشروع طريق الحرير الذي تبنته اليونسكو، كما كان لباقي المنظمات نصيب كبير هي الأخرى من الاهتمام والدعم والمساندة سواء كانت مادية أو معنوية من لدن جلالته -حفظه الله ورعاه- وأصبحت السلطنة شريكاً استراتيجياً وداعماً مهماً لمسيرة هذه المنظمات.


إبراز الموروث الحضاري


وأضافت معالي رئيسة اللجنة قائلة: في إطار إبراز ما تمتلكه السلطنة من إرث حضاري أصيل، وما وصلت إليه من تقدم وازدهار فقد ساهمت اللجنة في تنظيم العديد من المعارض الثقافية والفنية والفعاليات المختلفة خارج السلطنة، كما أن السلطنة نجحت في تسجيل عدد من مفردات التراث الثقافي المادي وغير المادي في قائمة التراث العالمي لليونسكو. وفيما يخص البرامج التربوية التي نفذتها اللجنة الوطنية بالتعاون والتنسيق مع المنظمات أوضحت معاليها: إن مبادرة التعليم للجميع التي انطلقت منذ عام 1990، والمنتدى العالمي للتربية بداكار عام 2000 الذي تبنّى هذه المبادرة بين اليونسكو وعدة أجهزة عالمية أخرى ذات الصلة قد مثلت التزاماً عالمياً بتوفير التعليم الأساسي الجيد لجميع الأطفال والشباب والكبار، وتم تحديد مجموعة من الأهداف التربوية التي ينبغي على الدول الأعضاء العمل على تحقيقها مع نهاية عام 2015م ضمن رؤية التعليم للجميع.كما استضافت السلطنة الاجتماع العالمي المتعلق بهذه المبادرة خلال شهر مايو الماضي2014م من أجل الوقوف على ما تحقق من إنجازات في إطار هذه المبادرة والاتفاق على رؤية جديدة لأهداف التعليم لما بعد عام 2015م، والتي سوف تقر من خلال المنتدى العالمي الذي سيعقد في كوريا الجنوبية في صيف عام 2015م.


التقارب بين الثقافات


وقالت الشيبانية: أصبحت قضية التقارب بين الثقافات من المواضيع المهمة التي تشغل بال العالم في وقتنا المعاصر، وتقع هذه القضية في صلب اهتمام المنظمات التي تتعامل معها اللجنة، ومن هذا المنطلق ولكون السلطنة من الدول المحبة للسلام وتشجع الحوار والتقارب بين الثقافات بفضل حكمة قائدها المفدى مولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم -حفظه الله ورعاه- فإن السلطنة ممثلة في اللجنة الوطنية العمانية تسهم وتشارك المنظمات في غرس مفاهيم الحوار، وثقافة السلام والتقارب بين الثقافات والحضارات من خلال مشاريع ريادية لعل أبرزها مشروع «تواصل الثقافات» بالتعاون مع مؤسسة «تواصل الثقافات» من خلال تنظيم رحلات للشباب ذكوراً وإناثاً من دول عربية ودول من ثقافات مختلفة، حيث تهدف هذه الرحلات إلى إتاحة الفرصة للشباب للالتقاء وجهاً لوجه والتحاور فيما بينهم، مما يسهم في دعم التنوع الثقافي بين الدول، واكتساب مهارات التواصل والحوار مع الآخر.


المدارس المنتسبة لليونسكو


وقالت معالي رئيسة اللجنة: بهدف تعزيز التربية من أجل التفاهم الدولي وذلك من خلال تشجيع المدارس في مرحلة ما قبل الأساسي والأساسي والتعليم العام والكليات والجامعات على القيام بأنشطة وتجارب تستهدف زيادة المعرفة بالقضايا العالمية وبأهمية تنمية التعاون والتفاهم الدولي من خلال الانفتاح على الشعوب والثقافات الأخرى، وعلى تعزيز التواصل وتبادل المعلومات والخبرات بين المدارس المنتسبة للشبكة، فقد انضمت السلطنة لشبكة المدارس المنتسبة لليونسكو في أغسطس عام 1998م، بتسجيل مدرستين من محافظة مسقط على سبيل التجربة، وبعد أن أثبتت هذه التجربة نجاحها وتحقيق الأهداف المرجوة منها، فقد تم التوسع في أعداد هذه المدارس ليصبح عددها 26 مدرسةً حكوميةً وخاصة بنهاية العام الدراسي 2013/2014م، من مختلف المديريات بالمحافظات.


برامج دعم الشباب


وفيما يتعلق ببرامج دعم الشباب التي تقوم بها اللجنة قالت معاليها: استلهاما من النهج السامي والرؤية الحكيمة في مجال خدمة قطاع الشباب فقد بذلت السلطنة ممثلة في اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم جهوداً حثيثةً لخدمة الشباب العماني عن طريق إقامة العديد من الفعاليات والبرامج والمشاريع التي تلبي متطلبات الشباب وحاجاتهم وميولهم، وتهدف إلى تنميتهم من كافة النواحي، ومن أبرز هذه الفعاليات مشروع «تواصل الثقافات»، وكذلك المشاركة في «ملتقى مسقط للشباب»، وتنظيم ملتقى سنوي لطلبة المدارس ممن ينتمون للصفين الحادي عشر والثاني عشر وهم من فئة الشباب.