الرئيس التنفيذي لأوربك: الاتفاقية تعكس متانة أساس الشركة ووضوح رؤيتها المستقبلية -
الرمحي: مشروع تحسين مصفاة صحار خطوة إلى الأمام لزيادة القيمة المضافة للنفط الخام -
عقدت شركة النفط العمانية للمصافي والصناعات البترولية (أوربك) وائتلاف مكون من 21 مؤسسة مالية أمس حفلا للتوقيع على اتفاقيات تمويل مشروعات الشركة بقيمة 2.8 مليار دولار أمريكي ومن ضمنها مشروع تحسين مصفاة صحار. حيث تم الاتفاق على تمويل 65% من إجمالي تكلفة مشروع تحسين مصفاة صحار من عدة بنوك محلية وعالمية. وقد وقع الاتفاقيات من جانب أوربك كل من معالي الدكتور محمد بن حمد الرمحي وزير النفط والغاز رئيس مجلس إدارة أوربك ومصعب بن عبدالله المحروقي الرئيس التنفيذي للشركة. كما وقع الاتفاقيات بالنيابة عن مساهمي الشركة سعادة ناصر بن خميس الجشمي وكيل وزارة المالية وملهم بن بشير الجرف نائب الرئيس التنفيذي لشركة النفط العمانية.
شهد حفل التوقيع عدد من المسؤولين في السلطنة وعدد من أعضاء مجلس إدارة أوربك وكبار التنفيذيين من كلا الجانبين.
أكد معالي الدكتور محمد بن حمد الرمحي على أهمية تمويل مشروع تحسين مصفاة صحار بقوله: يعد تمويل المشروع حدثا مهما على مستوى شركة أوربك وعلى المستوى الوطني، إذ يعكس رغبة البنوك المحلية والعالمية للاستثمار في قطاع النفط والغاز بالسلطنة، ويمثل في الوقت نفسه خطوة إلى الأمام لزيادة القيمة المضافة للنفط الخام العماني.
وفي تعقيب له على إبرام هذه الاتفاقيات، قال مصعب بن عبدالله المحروقي الرئيس التنفيذي لشركة أوربك: إن هذه الاتفاقيات تعكس حيوية ومتانة الأسس التي ترتكز عليها أعمال وأنشطة الشركة ووضوح رؤيتها المستقبلية والتي تمثل مجتمعة عوامل شجعت مجموعة البنوك والمؤسسات المالية الرائدة على الدخول في ائتلاف لتمويل مشروع تحسين مصفاة صحار الطموح، وقد أثبت قطاع تكرير النفط أهميته في تعزيز القيمة المحلية المضافة وإمكانياته في جذب هذه الاستثمارات الكبيرة، وفي هذا السياق نود التأكيد أيضا على مواصلة جهودنا الرامية إلى تحقيق مزيد من التطور والنجاح لأوربك خلال السنوات الخمس القادمة.
كما صرح رئيس الشؤون المالية بشركة أوربك نزار اللواتي، والذي كان له دور بارز في المفاوضات التي سبقت عقد الاتفاقيات، قائلا: تعد اتفاقيات التمويل الموقعة من بين الأضخم من نوعها في السلطنة، والتي ستسهم بدورها في تحقيق العديد من أهداف أوربك المالية.
وأضاف اللواتي: يعزز هذا الائتلاف الذي اتبعت فيه أوربك هيكلا تمويليا متعدد الأطراف، ثقة وكالات ائتمان الصادرات والمقرضين باستراتيجية النمو بالشركة، كما يظهر حيوية السوق العماني والفرص الموجودة به والمكانة الرفيعة والسمعة الجيدة التي تتمتع بها أوربك في الأسواق المحلية والإقليمية والدولية على حد سواء.
ويتمتع مشروع التحسين بعوامل جذب عدة شجعت المؤسسات الممولة على الدخول فيه، إذ أنه سيعمل على إضافة مزيد من التحسينات الفنية للمصفاة الحالية ستعزز من قدرتها على التعامل التغير في خصائص النفط العماني والوصول بجوانب التحسين البيئي إلى مستويات عالية، وإلى زيادة تنافسية الشركة وإنتاجيتها وبالتالي ارتفاع أرباحها.
ائتلاف الممولين
يتكون ائتلاف التمويل من عدة بنوك محلية وهي بنك مسقط، البنك الوطني العماني، البنك الأهلي، وبنك ظفار، وبنك صحار وبنك عمان العربي.
كما يشمل الائتلاف وكالات ائتمان عالمية ومنها وكالات الائتمان الكورية كي شور وكي إكسيم بالإضافة إلى وكالة الائتمان الإيطالية ساشي. وكذلك شمل الائتلاف عدة بنوك عالمية وهي وبنك اتش اس بي سي البريطاني، سوميتومو ميتسوي، كي إف دبليو آيبكس الألمانية، بنك أبوظبي التجاري، بنك قطر الوطني، البنك الأهلي التجاري، بنك أبوظبي الوطني، بنك ستاندارد شارترد، المؤسسة العربية المصرفية، الشركة العربية للاستثمارات البترولية، البنك الأهلي المتحد والبنك العربي.
رفع كفاءة المصفاة
سيسهم مشروع تحسين مصفاة صحار في رفع الكفاءة الحالية للمصفاة للتغلب على التحديات الفنية التي تواجهها حاليا والناجمة عن تغير خصائص النفط الخام العماني، كما سيعمل المشروع على تلبية الطلب المتزايد على المنتجات النفطية المكررة ودعم مبادرات تطوير قطاع الصناعة التي تنفذها حكومة السلطنة، إلى جانب رفع مستوى التكامل بين مصانع أوربك في صحار بتلبية كامل متطلباتها واحتياجاتها التشغيلية.
وسيعزز مشروع تحسين مصفاة صحار جودة المدخلات النفطية الخاصة بوحدة التكسير المُحفّْز للنفط المترسب من عمليات التقطير الأولية القائمة في المصفاة الحالية، كما سيعمل المشروع على ضمان الإيفاء بمتطلبات مصنع البولي بروبلين، بالإضافة إلى زيادة إنتاج الجازولين والديزل، وضمان مطابقة منتجات مصفاة صحار من الوقود للمستوى الرابع من المواصفات والمعايير الأوروبية، وكذلك إنتاج مادة النافثا بالجودة المطلوبة لمصنع العطريات، وفي الوقت نفسه سيوفر المشروع المعدات والتقنيات التي ستمكن المصفاة من إنتاج البيتومين (الأسفلت) والفحم البترولي لأول مرة.
وبتشغيل مشروع تحسين مصفاة صحار، ستصبح المصفاة واحدة من المصافي ذات القدرة التحويلية العالية بتشغيلها لوحدات التكسير المُحفّْز (الحالية)، (خمس وحدات جديدة) والتكسير الهيدروجيني (جديدة)، والتفحيم (جديدة)، لتصبح نسبة ما يفقد في عمليات التصفية صفرا، إذ ستتمكن المصفاة من تصفية جميع الكميات الأولية التي تدخلها من النفط الخام إلى وحداتها المختلفة وستتحول بالتالي معظم منتجات عمليات التصفية إلى منتجات وقود عالية القيمة أو إلى مواد بتروكيميائية.
وفي ظل وجود مشروع التحسين الجديد ستكون قدرة المصفاة أكبر على التعامل مع التغيرات المستقبلية غير المتوقعة في جودة الخام العماني.
تلبية الطلب المحلي
سيمكن مشروع تحسين مصفاة صحار أوربك من تلبية الطلب المحلي المتزايد على الجازولين في المستقبل القريب والبعيد. وتبلغ الطاقة الاستيعابية الحالية لتصفية النفط الخام العماني بمصفاة صحار والتي بدأت عمليات التشغيل في عام 2006م 116.400 برميل يوميا. وسيتم بناء الوحدات الجديدة كجزء من مشروع تحسين مصفاة صحار لإضافة 82.000 برميل أخرى يوميا للطاقة الاستيعابية الحالية مما سيسهم في رفع الطاقة الاستيعابية الكلية للمصفاة إلى 198.000 برميل في اليوم. كما ستزيد قدرة المصفاة على معالجة النفط الخام بنسبة 70% مع زيادة الإنتاج بنسبة 90% للديزل و37% لبنزين السيارات و93% لوقود الطائرات و91% لغاز البترول المسال و175% للنافثا و44% للبروبيلين.
سيتم تنفيذ مشروع التحسين على أرض ميناء صحار الصناعي ليكون مكملا لمصفاة صحار الحالية التي بدأت عملياتها التشغيلية في عام 2006م. وتشير تقديرات أوربك إلى أن المشروع سيوفر أكثر من 500 وظيفة جديدة في عمليات التشغيل والصيانة، وستتبع الشركة نهجا مزدوجا في توفير الكوادر البشرية الضرورية لشغل الوظائف المطلوبة وذلك من خلال رفد المشروع بكوادر جديدة من خريجي حملة البكالوريوس والدبلوم، وتعين عددا من أصحاب الخبرة والكفاءة من طاقمها الحالي العامل في مصفاتي صحار وميناء الفحل.
وقد بدأت الشركة استعداداتها لهذا الأمر من خلال تنفيذ برنامج تدريب الخريجين الجدد والذي يضم 100 متدرب لفترة تصل إلى 18 شهرا لإكسابهم مختلف الخبرات والمعارف الأساسية.
الأهمية البيئية
يعد تحسين الجوانب البيئية من الأمور الرئيسية التي حرصت شركة أوربك على تنفيذها لدى تخطيطها لمشروع تطوير مصفاة صحار وذلك بإجراء العديد من التحسينات التي تساهم في تعزيز التزام الشركة بالتشريعات العمانية المتعلقة بحماية البيئة ومنع التلوث، كما سيتم تطبيق الأنظمة البيئية الدولية كتلك المطبقة في دول الاتحاد الأوروبي، والمعايير البيئية التي تطبقها وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة كلما لزم الأمر للتأكد من أن التقنية والمعدات والعمليات المستخدمة في مشروع تحسين مصفاة صحار مطابقة للمعايير البيئية المحلية والدولية. علاوة على ذلك، فإن مشروع تحسين مصفاة صحار يضع في الاعتبار القواعد الإرشادية الصادرة عن وحدة البيئة بصحار في إدارة المواد والمخلفات الصناعية والسلامة في العمليات ودراسة تقدير الأثر البيئي للصناعات الموجودة في منطقة ميناء صحار الصناعي. وتجدر الإشارة إلى قيام أوربك بوضع المعايير الدولية البيئة الآتية بعين الاعتبار في مشروع التحسين الجديد: معايير الأداء من قبل مؤسسة التمويل الدولية الخاصة بالاستدامة البيئية والاجتماعية، بالإضافة إلى قواعد الصحة والسلامة والبيئة الصادرة عن مجموعة البنك الدولي.
القيمة المحلية المضافة
وقد حرصت أوربك على وضع الأطر والرؤى الخاصة بالقيمة المحلية المضافة في مشروع تحسين مصفاة صحار وذلك لضمان توجيه الاستفادة من القيمة الاقتصادية الناجمة عن عمليات المشروع المختلفة نحو المجتمعات المحلية وأبنائها. وقد تم في هذا الصدد عقد العديد من اللقاءات مع مقاولين وموردين محليين من محافظة شمال الباطنة وعلى مستوى السلطنة بشكل عام، وهناك خطط لتنظيم لقاءات أخرى مماثلة مع مقاولين فرعيين في المستقبل القريب لتسليط الضوء على الفرص المتاحة لهم في المشروع للاستفادة منها، كما حثت الشركة في الوقت نفسه المقاولين الرئيسيين على التعاون معها لتحقيق الأهداف المرجوة في هذا الجانب.
أوربك وأعمالها المستقبلية
تأسست أوربك كأكبر مجمع متكامل لتكرير النفط وصناعة البتروكيماويات في سلطنة عمان، وهي مزود المنتجات النفطية المكررة الوحيد في السلطنة من خلال إعادة هيكلة ثلاث شركات هي الشركة العمانية للمصافي والبتروكيماويات ومشروع العطريات وشركة عمان للبولي بروبيلين.
وتعتبر أوربك الشركة المسؤولة عن بيع المنتجات النفطية المكررة إلى شركات التسويق التي تعمل في مجال توزيع المنتجات النفطية بالسوق المحلي ولقطاعات المقاولات والصيانة والتشغيل والمستودعات الخاصة بتوزيع المنتجات النفطية في السلطنة. وعلاوة على ذلك تعمل أوربك في مجال إنتاج وبيع منتجات العطريات والبولي بروبيلين من خلال مجمع الصناعات البتروكيماوية. ولذا تعتبر أوربك الشركة العمانية المتخصصة في عمليات تكرير النفط والبتروكيماويات وتلعب الشركة دورا محوريا في تحقيق استراتيجية الحكومة الرامية إلى تعزيز وتحديث صناعة النفط والبتروكيماويات في البلاد.
تعمل أوربك على تطوير مشروعين إضافيين مهمين وهما في مرحلة التصاميم الأولية هما مشروع لوى للبلاستيك وخط أنابيب مسقط/صحار لنقل المنتجات النفطية بطول 280 كلم. ويعد مشروع لوى للبلاستيك محطة معالجة تعتمد تقنية التكسير بالبخار لتحسين القيمة المضافة التي تتحقق بمعالجة المنتجات النفطية الخفيفة التي يتم إنتاجها في مصفاة صحار وفي مشروع العطريات، هذا إلى جانب تعظيم الفائدة من الغازات الطبيعية المسألة التي يتم استخراجها من الغاز الطبيعي. وسيسهم هذا المشروع في توفير فرص عمل جديدة في السلطنة، كما أنه سيعزز مكانة أوربك كواحدة من بين الشركات الرئيسية في منطقة الخليج العربية وعلى المستوى الدولي أيضا. ومن المقرر أن يتم انتهاء العمل من المشروع وتسليمه في عام 2018.
وستتمكن السلطنة للمرة الأولى من خلال هذا المشروع من إنتاج البولي إيثلين على شكل بلاستيك تتوفر فيه أعلى معايير الجودة المطلوبة عالميا. وباكتمال المشروع فإن من المتوقع أن يزيد إنتاج البلاستيك بحوالي مليون طن وهو ما سيرفع الطاقة الإنتاجية لأوربك إلى 1.4 مليون طن من البولي إيثلين والبولي بروبيلين بحلول عام 2018م كما سيؤدي المشروع إلى زيادة عائدات أوربك ومضاعفة أرباحها.
وبالنسبة لمشروع خط أنابيب مسقط – صحار الذي سيمتد طوله لـ280 كلم، فإنه مخصص لنقل المنتجات النفطية المكررة وسيضم مرفق تخزين في الجفنين بالقرب من مسقط. وسيرتبط هذا الخط مباشرة بمطار مسقط الدولي لتوفير احتياجات المطار من وقود الطائرات، وسيؤدي هذا المشروع إلى تحقيق العديد من المكاسب أهمها تحسين فعالية وأمان نقل المنتجات النفطية المكررة من خلال خط الأنابيب وهو الأمر الذي سيحد من الحاجة إلى نقل هذه المنتجات عبر الشاحنات باستخدام طريق مسقط صحار، ومن المقرر إنجاز المشروع في عام 2016/2017م.