الاحتلال يغتال 3 فلسطينيين ويقصف 25 هدفا وارتفاع الحصيلة إلى 203 قتلى

إسرائيل تستهدف منزل الزهار مع انهيار هدنة اقترحتها مصر وعباس في القاهرة -

تل أبيب – غزة-القدس (رويترز) -(د ب أ)- قصف الجيش الإسرائيلي 25 «هدفا في قطاع غزة منذ الساعات الأولى لصباح امس، من بينها ثماني منصات تحت الأرض لإطلاق الصواريخ، حسبما أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني صباح امس.

يأتي هذا فيما ذكر المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة أن حصيلة القتلى منذ بدء العملية العسكرية التي تشنها إسرائيل على القطاع بلغت 203 قتلى فضلا عن 1520 مصابا.

من جهتها استأنفت إسرائيل ضرباتها الجوية في قطاع غزة أمس بعد يوم من موافقتها على هدنة اقترحتها مصر لكن أخفقت في حمل مقاتلي حركة حماس على وقف هجماتهم الصاروخية.

وقتلت الغارات الجوية في قطاع غزة ثلاثة فلسطينيين على الأقل في الساعات الأولى امس، ودمرت منزل محمود الزهار الذي يعتقد أنه يختبئ في مكان آخر في أول استهداف على ما يبدو لأحد كبار القادة السياسيين لحركة حماس.

ويبدو أن المواجهة التي مضى عليها أسبوع تمر بنقطة تحول مع تحدي حماس الدعوات العربية والغربية لوقف إطلاق النار بينما تهدد إسرائيل بتصعيد حملتها التي قد تتضمن غزوا للقطاع الذي يعيش فيه 1.8 مليون نسمة.

وبموجب المبادرة التي أعلنتها وزارة الخارجية المصرية كان مقررا أن تبدأ «تفاهمات التهدئة» في الساعة التاسعة صباحا (0600 بتوقيت جرينتش) على أن يتم إيقاف إطلاق النار خلال 12 ساعة من إعلان المبادرة وقبول الطرفين بها.

ورفضت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس محتوى المبادرة المصرية وقالت «معركتنا مع العدو مستمرة وستزداد ضراوة وشدة.» لكن موسى أبو مرزوق القيادي بحركة حماس الموجود بالقاهرة قال إن الحركة لم تتخذ قرارها النهائي بعد.

وقال أبو مرزوق على موقع فيسبوك «ما زلنا نتشاور ولم يصدر موقف الحركة الرسمي بشأن المبادرة المصرية.»

من جهتها كشفت مصادر مقربة من حركة حماس لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية أن هناك مسعى داخل الحركة باتجاه «وساطة أكبر» برعاية قطر وتركيا إلى جانب مصر.

ونقلت الصحيفة امس عن المصادر تأكيدها أن حركة حماس «غاضبة» من عدم التشاور معها بشأن الورقة المصرية، موضحة أن «مصر تشاورت مع السلطة وإسرائيل وأطراف أخرى لكنها لم تتشاور مع حماس». وكشفت عن أن هناك «تيارا في حماس يسعى الآن لوساطة أكبر ودخول أطراف أخرى مثل قطر وتركيا على الخط، وأن تكون التهدئة برعايتهم كذلك إلى جانب مصر».من جانبه، نفى فوزي برهوم الناطق باسم حماس صحة تقارير إسرائيلية قالت إن قطر تقف وراء رفض حماس للمبادرة المصرية، وقال برهوم للصحيفة:»مصر موجودة في قلب المعادلات السابقة ولسنا ضد أن تكون حاضرة اليوم، لكن هناك ثلاث اتفاقيات حصلت سابقا، وهناك بنود طويلة وعريضة، فلماذا لم تلزم مصر إسرائيل بالالتزام بهذه البنود؟»، وتابع:»على الرغم من ذلك ما زلنا نطمح إلى دور مصري يلبي طموحات الشعب الفلسطيني، لكن من أراد أن يساعد مصر فلن نمانع.

نريد من الكل العربي والمسلم أن يتدخل حتى لو كان تدخلا دوليا، المهم في من يتدخل أن يرى الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني»، وتحدث برهوم عن «حالة من عدم رضا» في أوساط حماس من الطريقة التي عرضت بها مصر المبادرة.

وقال:»ليست هكذا تكون المبادرات، تلقى في الإعلام ثم يطلب منا أن نلتزم بها، هناك بروتوكول تواصل رسمي يحكم الدول والكيانات.

كان من باب أولى أن يتواصلوا معنا بشكل رسمي ويتلقوا ردا رسميا وليس عبر وسائل الإعلام»، مؤكدا أنهم لم يتسلموا نسخة من المبادرة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه منذ الموعد المقرر لبدء نفاذ اتفاق وقف إطلاق النار أطلقت حماس 123 صاروخا على إسرائيل. وأضاف الجيش إن مدنيا اسرائيليا قتل يوم الثلاثاء بنيران صاروخ اطلق من غزة وهو أول قتيل اسرائيلي خلال أكثر من اسبوع من القتال.

وقال الجيش الإسرائيلي إن نظام الدفاع الصاروخي المسمى القبة الحديدية اعترض 20 من صواريخ حماس منها صاروخان فوق منطقة تل أبيب ولم يتسبب الباقي في أي أضرار أو إصابات.

واعلنت حماس والجهاد الإسلامي المسؤولية عن الهجوم على العاصمة التجارية لإسرائيل التي كثيرا ما استهدفت منذ بدء الحرب وكذلك الصاروخ الذي قتل الرجل الإسرائيلي على الحدود.

وبعد ست ساعات على الموعد المفترض للبدء في تنفيذ الهدنة استأنفت إسرائيل هجماتها على غزة متذرعة باستمرار إطلاق الصواريخ من القطاع. وقال الجيش إنه استهدف 20 منصة مخبأة لإطلاق الصواريخ وأنفاقا ومخازن للسلاح.

وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من أن إسرائيل سترد بقوة اذا استمر إطلاق الصواريخ من غزة. وكانت الحكومة الإسرائيلية المصغرة المعنية بالشؤون الأمنية وافقت في وقت سابق الثلاثاء على الهدنة بتأييد ستة أعضاء ومعارضة اثنين. وقال نتانياهو إنه يتوقع «التأييد التام من الأعضاء المسؤولين في المجتمع الدولي» لأي تصعيد للهجمات الإسرائيلية ردا على امتناع حماس عن القبول بهدنة.

وتفجر العنف خلال الأسبوع الماضي بعد مقتل ثلاثة طلاب يهود الشهر الماضي في الضفة الغربية المحتلة ومقتل صبي فلسطيني في القدس في رد انتقامي يوم الثاني من يوليو. وقالت إسرائيل يوم الإثنين إن الثلاثة الذين اعتقلوا فيما يتعلق بقتل الصبي الفلسطيني اعترفوا بحرقه حيا.

ودوت صفارات الإنذار يوم الثلاثاء في مناطق تبعد نحو 130 كيلومترا شمالي قطاع غزة. وأعلنت كتائب عز الدين القسام مسؤوليتها عن بعض الصواريخ التي أطلقت.

وفي فيينا أبدى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري دعمه لإسرائيل وقال «لا أجد كلمات قوية بالدرجة الكافية لإدانة تصرفات حماس بعد أن أطلقت عددا كبيرا من الصواريخ بشكل وقح في الوقت الذي تبذل فيه جهود (للتوصل) لوقف لاطلاق النار.»

وفي وقت سابق قال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس في غزة إنه يجب أولا تلبية المطالب التي قدمتها قبل أن توقف إطلاق النار.

وقالت جماعات فلسطينية أخرى كالجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إنها لم توافق بعد على المبادرة المصرية.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أعلن في إبريل عن مصالحة مع حماس أدت لتشكيل حكومة توافق الشهر الماضي دعا إلى القبول بالمبادرة.

وقال متحدث باسم عباس إنه من المتوقع وصول الرئيس الفلسطيني إلى القاهرة امس كي يجري محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ورحبت الجامعة العربية في اجتماعها يوم الاثنين بخطة وقف إطلاق النار.

وقامت إسرائيل بتعبئة آلاف الجنود مع تهديدها بغزو غزة إذا استمرت الهجمات الصاروخية.

وقال عاموس جلعاد المسؤول الكبير بوزارة الدفاع الإسرائيلية ومبعوث إسرائيل للقاهرة «لا تزال هناك إمكانية للدخول وفقا لسلطة مجلس الوزراء وأن نضع نهاية لها (الصواريخ).»

وتتضمن المبادرة المقترحة أن تستقبل مصر وفودا «رفيعة المستوى» من الحكومة الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية خلال 48 ساعة من بدء تنفيذ المبادرة لاستكمال مباحثات تثبيت وقف إطلاق النار واستكمال إجراءات بناء الثقة بين الطرفين.

ويقول قادة حماس إن الهدنة يجب أن تتضمن رفع حصار إسرائيل عن قطاع غزة وإعادة الالتزام باتفاق التهدئة الذي أنهى حرب غزة التي استمرت ثمانية أيام في عام 2012.

وفضلا عن ذلك تريد حماس أن تخفف مصر القيود في معبر رفح التي فرضت بعد أن عزل الجيش الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في يوليو الماضي.

غير أن المبادرة المصرية لم تورد ذكرا لمعبر رفح على الحدود مع غزة ولم تذكر موعدا محتملا لتخفيف القيود.

وتواجه حماس أزمة مالية. وتفاقمت المشاكل الاقتصادية في غزة نتيجة لتدمير الأنفاق الحدودية التي تستخدم في التهريب. وتتهم القاهرة حماس بمساعدة متشددين معارضين للحكومة في شبه جزيرة سيناء. وتنفي حماس هذه الاتهامات. وقالت حماس إن على إسرائيل الإفراج عن مئات الفلسطينيين الذين اعتقلتهم في الضفة الغربية الشهر الماضي أثناء البحث عن الطلاب الثلاثة. ولم تتضمن مبادرة وقف إطلاق النار المقترحة ذكرا للأسرى الفلسطينيين.

في ذات السياق وصل إلى القاهرة بعد ظهر امس الرئيس الفلسطيني محمود عباس قادما من رام الله في زيارة لمصر تستغرق يومين يستقبله خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي لبحث تطورات الوضع في غزة. وقالت مصادر فلسطينية مطلعة إن الرئيس الفلسطيني سيلتقي أيضا خلال زيارته مع الدكتور نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية وسامح شكري وزير الخارجية المصري وعدد من الشخصيات إضافة للقاء القيادي موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية « حماس»

من أجل بحث وقف إطلاق النار وعمليات الإبادة التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة.

وأضافت المصادر أن الرئيس عباس سيتوجه بعد زيارته لمصر إلى تركيا ثم دول الخليج من أجل تنفيذ وتثبيت وقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة. ميدانيا قتل فلسطيني واصيب اثنان آخران في غارة جوية اسرائيلية شرق مدينة غزة، كما اعلنت وزارة الصحة في غزة.

واعلن اشرف القدرة المتحدث باسم الوزارة «استشهاد عبد الرحمن ابراهيم خليل السرخي (37 عاما) في غارة للاحتلال في حي الزيتون (شرق غزة) واصابة اثنين من المواطنين الفلسطينيين بجروح».

وبهذا يرتفع عدد القتلى الفلسطينيين منذ بدء العملية العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة الى 209 اشخاص بينما اصيب 1550 آخرون بجروح.