لوس أنجلوس «د.ب.أ»:- ظلت النجمة ميليسا مكارثي طوال مشوارها الفني تحاول تقديم عمل يحقق لها المكانة الفنية التي تستحقها موهبتها وأخيرا تمكنت من تحقيق ذلك، من خلال بطولة فيلم كوميدي رومانسي بعنوان «تامي» وهو من انتاجها كما شاركت زوجها بن فالكوني في كتابة السيناريو له.
يتعلق الأمر بعمل صمم خصيصا ليتلاءم مع موهبتها: نجمة كوميديا معروفة على نطاق محدود، قدمت لسنوات العديد من البرامج التليفزيونية الفكاهية مثل «استعراض ليلة السبت» دون أن تحقق الانطلاقة الكاملة نحو النجومية، ولكن في هذا تحديدا تكمن أهمية السينما.
مما لا شك فيه أن هناك أعمالا سينمائية تعد علامات فارقة في مشوار أي نجم أو نجمة، كما أنه أحيانا يكون النجاح الكبير في دورمعين سجنا يحاصر موهبة الفنان فلا يستطيع الفكاك منه، بالنسبة لنجمة مثل مكارثي، حدث هذا بعد نجاحها الكبير في دور «وصيفات العروس» 2011، والذي لعبت فيه النجمة (43 عاما، بلانفيلد، إيلينوي) دورا ثانويا.
بالرغم من ذلك فإن العمل الذي تنبأت له كل التوقعات أن يكون كوميديا تافهة بلا تأثير يذكر في تاريخ السينما، أصبح علامة فارقة في مشوار الفنانة، وتجربة أسهمت في إكسابها شهرة عالمية أتاحت لها فرصة جديدة لكي تعيد هوليوود اكتشاف مواهبها مجددا.
تجسد مكارثي في الفيلم الجديد دورامرأة ذات شخصية عنيفة، ولكنها تتمتع بقيم نبيلة، ومرحة بصورة مبالغ فيها، ويأتي هذا التناقض في سلوكها نتيجة لافتقارها للعطف من جانب البطلة كريستين ويج، التي حققت شهرة ضخمة بسبب نفس الفيلم «وصيفات العروس». وتجسد في «تامي» دور امرأة فقدت عملها للتو.
مع شعورها بالضياع التام، تقدم على حماقة أكبر، حيث تفكر في ارتكاب جريمة سرقة في مطعم للوجبات السريعة ثم الهرب مع جدتها التي تلعب دورها النجمة المخضرمة، سوزان ساراندون.
جاءت المحصلة عملا كوميديا يتسم بالمبالغة والمفارقات الهزلية التي تتوافق مع شخصية مكارثي.
في تصريحات لها خلال مقابلة مع إيلين دي جينيرز قالت النجمة «كان عملا شيقا ومرحا وحالفنا الحظ بالتعاون مع فريق عمل رائع». فيما أضافت بحس ساخر «راقني جدا أن يكون زوجي هو مخرج العمل، إلا أنه كان يقلقني جدا أن نعتاد على قضاء فترات طويلة معا». بالإضافة إلى زوجها، الذي تعاون معها أيضا في فيلم «وصيفات العروس»، يشارك في الفيلم كلا من ويل فاريل، كاثي بيتس ودان أيكوريد، إلا أن المكسب الحقيقي لفريق العمل كان النجمة المخضرمة سوزان ساراندون، والتي تعاني منذ فترة طويلة من تلقي عروضا لتقديم أدوار بطولة، مقارنة بنجمة مثل ميريل ستريب، مما جعلها تقبل أي أدوار، إلا أنها لم تتخل عن وضع بصمتها الخاصة على العمل مهما كانت مساحته على الشاشة.
ولا تزال ساراندون”67 عاما” موجودة بنشاط وحيوية على الساحة، ولا تزال تقدم أدوارا مهمة كان آخرها «تحكيم» أمام ريتشارد جير، وقد عرض الفيلم في افتتاح مهرجان سان سباستيان منذ ثلاث سنوات وحقق نجاحا كبيرا.
تقدم ساراندون هذه المرة دورا مختلفا عن الأدوار التي قدمتها طوال مسيرتها الفنية: جدة سكيرة تقوم بأعمال وسلوكيات غير مسؤولة، كما لا تكف عن التدخل في حياة حفيدتها التي تتسم بالجنون والمبالغة.
تقول ساراندون إنها استمتعت كثيرا بالمشاركة في هذا العمل، حيث اعتبرت أن الدور يتسم بقدر كبير من التحرر لأنه يركز بالتفصيل على كل السلوكيات السيئة التي تقوم بها شخصية لا تعبأ بأي شيء على الإطلاق.
في الوقت نفسه أكدت أن هذه الشخصية على النقيض تماما من شخصيتها الحقيقية في الواقع، حيث لم يسبق لها أن عانت من أي مشكلات سواء مع الكحول أو المخدرات حيث تقول «عشت حياتي بحيوية ونشاط لأني كنت متوازنة، ولم أرتكب مطلقا أي حماقات أو أعمال شريرة أندم عليها»، على عكس الشخصية التي تجسدها في الفيلم، مشيرة إلى أنها تعي ذلك تماما وهو ما جنبها اختلاط الأدوار بين الخيال والواقع.
في الوقت نفسه اعترفت «اضطررت للسرقة من الكافتيريا أثناء فترة الجامعة، لأن النقود لم تكن تكفي لسداد مصروفات الدراسة» مشيرة «هذا كان أكثر شيء شرير قمت به في حياتي». تقدم كل من مكارثي وساراندون ثنائيا غير تقليدي على الشاشة، ويتوقع النقاد أن يكون أداؤهما ممتعا وأن يحظى الفيلم بمتابعة قطاع كبير من الجمهور.