«الأوروبي» يفرض حزمة عقوبات على روسيا واستمرار القتال في شرق أوكرانيا

رئيس وزراء هولندا يطالب بوروشنكو بوقف المعارك قرب موقع تحطم الطائرة الماليزية -

دونيتسك (أوكرانيا) – (أ ف ب): فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات ضد روسيا بسبب دورها في الازمة الاوكرانية فيما حال القتال في شرق اوكرانيا مجددا دون وصول خبراء دوليين الى موقع تحطم الطائرة الماليزية.

ولليوم الثالث على التوالي عدل فريق من الشرطة الهولنديين والاستراليين عن خطط التوجه الى موقع كارثة تحطم الطائرة الماليزية بسبب «احتدام القتال على طريق الوصول الى المكان» كما اعلنت وزارة العدل الهولندية.

واكد الجيش الاوكراني فجر أمس ان اعمال العنف مستمرة.

وقال الجيش ان «جيوبا من المتمردين لا تزال تطلق النار على مواقع اوكرانية من بلدات سنيزني وتوريز وشختارسك في اشارة الى بلدات تقع على بعد حوالى 30 كم من موقع تحطم الطائرة.

ويأتي تجدد القتال بعدما اقر متمردون بان كييف استعادت السيطرة على قسم من الموقع الشاسع حيث لا يزال هناك اشلاء من ضحايا تحطم الطائرة الماليزية الـ298 بعد 12 يوما على وقوع الكارثة.

ولم تؤكد كييف ما اعلنه المتمردون قائلة فقط ان قواتها دخلت الى بلدات في محيط الموقع.

واتصل رئيس الوزراء الهولندي مارك روتي بالرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو ليطلب منه وقف المعارك قرب موقع تحطم الطائرة الماليزية كما اعلن ناطق باسم الحكومة أمس.

وقال جان فرانسمان لوكالة فرانس برس ان «رئيس الوزراء اتصل هذا الصباح(أمس) بالرئيس الاوكراني لكي يطلب منه وقف المعارك في محيط موقع تحطم» الطائرة.

واضاف ان الرئيس الاوكراني ابلغ رئيس الوزراء الهولندي انه سيبذل اقصى الجهود الممكنة للسماح بوصول المحققين الى المكان.

وقال مايكل بوسيوركيف المتحدث باسم منظمة الامن والتعاون في اوروبا في دونيتسك التي يسيطر عليها المتمردون ان «الامور غامضة حتى الان.

قد تتغير السيطرة على بعض المواقع في غضون ساعات». وندد المتحدث ايضا باستمرار وجود اشلاء لضحايا الطائرة في الموقع معتبرا ذلك «امرا غير معقول».

وتقول السلطات الهولندية ان بعض اشلاء ضحايا الطائرة قد لا تنتشل ابدا.

وقال قائد الشرطة الهولندية جيرار بومان امام البرلمان في لاهاي «اعتقد ان الفرص ليست كبيرة» لانتشال كل الاشلاء.

ويتوقع ان يصل مراقبون من منظمة الامن والتعاون في اوروبا الى جنوب روسيا لبدء مهمة مراقبة لنقطتي تفتيش على الحدود الروسية-الاوكرانية كما اعلنت المنظمة.

واعلنت كييف أمس الأول ان معطيات الصندوقين الاسودين للطائرة المنكوبة تشير الى «تعطل الضغط» بسبب «قوة الانفجار» الذي نجم من صاروخ انشطاري.

وتم كشف معطيات الصندوقين الاسودين في بريطانيا بعدما سلمهما المتمردون الموالون لروسيا الى مسؤولين ماليزيين.

ونددت مفوضة الامم المتحدة العليا لحقوق الانسان أمس الأول باسقاط الطائرة الماليزية معتبرة انها قد تعتبر جريمة حرب وطالبت بتحقيق «فعال ومستقل ومعمق وحيادي».

وقالت «هذا الانتهاك للقانون الدولي ونظرا للظروف الحالية، قد يعتبر جريمة حرب».

وكانت طائرة البوينغ 777 التابعة لشركة الخطوط الماليزية تقوم برحلة بين امستردام وكوالالمبور وعلى متنها 298 شخصا عندما اصابها صاروخ في 17 يوليو وهي على علو نحو عشرة الاف متر فوق اراض في شرق اوكرانيا خاضعة لسلطة الانفصاليين.

وبعد اكثر من ثلاثة اشهر على «عملية مكافحة الارهاب» في شرق اوكرانيا التي اوقعت بحسب الامم المتحدة اكثر من 1110 قتلى، يحقق الجيش الاوكراني المزيد من التقدم في الايام الاخيرة.

واعلنت السلطات المحلية في لوغانسك التي يسيطر عليها المتمردون أمس ان خمسة اشخاص قتلوا واصيب ثمانية اخرون بسبب «اطلاق النار المستمر» على البلدة في الساعات الـ24 الماضية.

وفي هذا الوقت تستعد قوى غربية لتشديد العقوبات على روسيا التي يحملونها مسؤولية دعم المتمردين وتزويدهم باسلحة.

ويتوقع ان يقر سفراء الدول الـ28 الاعضاء في الاتحاد في بروكسل عقوبات مشددة على روسيا في اربع قطاعات اساسية: دخول الاسواق المالية ومبيعات الاسلحة والتقنيات الحساسة في مجال الطاقة والسلع ذات الاستخدام المزدوج العسكري والمدني.

وهدف العقوبات اكده أمس الأول رئيسا فرنسا فرنسوا هولاند والولايات المتحدة باراك اوباما والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيسا وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون وايطاليا ماتيو رنزي، وهو اغلاق الحدود الروسية-الاوكرانية لمنع مرور الاسلحة للانفصاليين في اوكرانيا وحملهم على التفاوض مع السلطة الاوكرانية.

والعقوبات قد تغرق روسيا في انكماش، بعدما لم تسجل اي نمو في الفصل الثاني من العام.

وقامت واشنطن التي تعتقد ان روسيا زودت المتمردين بالصاروخ الذي استخدم ضد الطائرة الماليزية، بنشر صور لتعزيز تاكيداتها بان موسكو تلعب دورا مباشرا في النزاع.

ونفت روسيا الاتهامات الغربية واكد زعيم المتمردين ايجور ستريلكوف ان الانفصاليين لا علاقة لهم بكارثة الطائرة الماليزية.

وقال «لا اعلم كيف اسقطت الطائرة وباي وسيلة.

ما اعرفه هو انها اسقطت، والشيء الوحيد الذي يمكنني قوله هو ان رجالي لم يقوموا بذلك» مشيرا الى انه لا يملك اي انظمة صواريخ من نوع «بي يو كي».

من جانب اخر نددت روسيا باعلان اليابان عن عقوبات جديدة ضد موسكو التي تحملها طوكيو مسؤولية زعزعة الاستقرار في اوكرانيا.

وقالت الخارجية الروسية في بيان أمس ان «اعلان اليابان عن عقوبات اضافية على روسيا عمل غير ودي وغير مدروس يستند على اساس افكار مغلوطة بخصوص الاسباب الفعلية لما يحصل في اوكرانيا».

وكانت اليابان اعلنت انها ستفرض عقوبات جديدة على اشخاص ومؤسسات روسية ضالعة في «ضم القرم وزعزعة الاستقرار في اوكرانيا» اثر سقوط الطائرة الماليزية على الحدود الروسية-الاوكرانية.