مسقط – الرؤية-
تتواصل فعاليات معرض السلامة والصحة المهنية بمركز سيتي سنتر مسقط، الذي اُفتتح أمس الأول، تحت شعار "السلامة والصحة المهنية في استخدام المواد الكيميائية في العمل"، وتنظمه وزارة القوى العاملة، ضمن مشاركة السلطنة في الاحتفال باليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية، الذي يصادف 28 من أبريل من كل عام، لتخليد ذكرى ضحايا الحوادث والأمراض المهنية.
وقال سالم بن سعيد البادي مدير عام الرعاية العمالية: إن احتفال السلطنة -ممثلة بوزارة القوى العاملة- بهذا اليوم يأتي إيماناً منها بأهمية احتضان العاملين فـي كافة القطاعات في بيئة عمل صحية وسليمة، وتأكيدا على اعتبار الإنسان هو الثروة الحقيقية للمجتمع ومحور التنمية وغايتها، وإدراكا منها بأن الاهتمام والاستثمار في مجال الصحة والسلامة المهنية هو خطوة تنموية ضرورية على مستوى كل بلد لأن في ذلك زيادة في الإنتاج واستيعاب تنموي للاستقرار، وتوفير مباشر وغير مباشر في مصاريف وتكلفة باهظة لضحايا إصابات العمل والأمراض، فهي بذلك تستهدف تثبيت الأمان والطمأنينة في قلوب العاملين أثناء قيامهم بأعمالهم والحـد من نوبات القلق والفزع الذي ينتابهم وهم يتعايشون بحكم ضروريات الحياة مع أدوات ومواد وآلات يكمن بين ثناياها الخطر الذي يتهـدد حياتهم وتحت ظروف غير مأمونة تعرض حياتهم بين وقت وآخر لأخطار جسيمة.
وذكر البادي أن احتفالية هذا العام تأتي تحت شعار "السلامة والصحة في استخدام المواد الكيميائية في العمل"؛ لأن المواد الكيميائية هي مفتاح الحياة الحديثة، وسوف تستمر إلـى أن يتم إنتاجها واستخدامها في أماكن العمل، حتى أصبحت رفاهية الشعوب تقاس بما حققته من اكتشافات المواد الكيميائية، ومع تضافر جهود الحكومات وأصحاب العمل والعمال ومنظماتهم يمكن تحقيق الإدارة السليمة للمواد الكيميائية لتحقيق التوازن الملائم بين فوائد استخدام المواد الكيميائية والتدابير الوقائية والسيطرة على التأثيرات السلبية المحتملة على العمال وأماكن العمل والمجتمعات المحلية والبيئة.
وأشار البادي إلى أن بيئة العمل الصحية والآمنة تنعكس آثارها إيجابا على العاملين فيها، ومن هنا تأتـي السلامة والصحة المهنية في مقدمة أولويات السلطنة، لا سيمــا مع تكرار وزيادة حوادث العمل؛ حيث تشـير الإحصائيات إلـى حدوث 308 إصابات عمل في السلطنة خلال العام المنصرم؛ مما دعا وزارة القوى العاملة إلى انتداب المختصين في مجال السلامة والصحة المهنية بغية تكثيف حملات التفتيش على المنشآت للتأكد من التزامها بتطبيق اشتراطات وقواعد السلامة والصحــة المهنيـة والتي تم النص عليها فـي قانون العمل واللائحة التنظيميـة لتدابـير السلامــة والصحة المهنية في المنشآت الخاضعة لقانون العمل العماني والصادرة بالقرار الوزاري رقم 286/2008. وفـي المقابل، يتم إيقــاع العقوبات المختلفة على المنشآت المخالفــة لما تم النص عليه في اللائحة.
وقال المهندس الخطاب بن زهران الهنائي رئيس قسم السلامة المهنية، إنه "في إطار سعي وزارة القوى العاملة -ممثلة بدائرة السلامة والصحة المهنية- للتأكد من مدى التزام منشآت القطاع الخاص في توفير بيئة عمل خاليه من إصابات العمل واﻷمراض المهنية، تحتفل السلطنة مع بقية دول العالم باليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية، ويشمل الحفل إقامة معرض في مركز سيتي سنتر مسقط، بمشاركة عدد من الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة في مجال السلامة الكيميائية، يتضمن إبراز دور الجهات المشاركة والتشريعات ذات العلاقة في مجال السلامة الكيميائية، ويتضمَّن ركن الوزارة التشريعات ذات العلاقة في مجال السلامة الكيميائية، إضافة إلى نشرات توعوية تثقيفية تضمَّنت المخاطر التي تنتج عن أثر التعامل غير الآمن مع المواد الكيميائية، وكذلك عرض عدد من معدات الوقاية الشخصية (خط الدفاع اﻷخير)، إلى جانب عرض مادة إعلامية مرئية تبيِّن العادات السليمة في التعامل مع المواد الكيميائية".
وأوضح الخطاب الهنائي هدف المشاركة في معرضة والسلامة الصحة المهنية، بقوله: إن "زيادة الوعي بأهمية السلامة والصحة المهنية في بيئة العمل، وحماية العمال من التعرض لمخاطر العمل واﻹصابة باﻷمراض المهنية، من أهم أهداف المعرض، إضافة إلى توفير بيئة عمل خالية من المخاطر".
وأشار الهنائي إلى أبرز أعمال وأنشطة الدائرة؛ ومنها: "الزيارات التفتيشية لمنشآت القطاع الخاص، زيارات توعوية، وتلقي الشكاوي العمالية الخاصة بالسلامة والصحة المهنية، بالإضافة إلى تلقي إصابات العمل واتخاذ ما يلزم بشأنها". ووجَّه رسالة شكر إلى الجهات الحكومية وكل شركات ومنشآت القطاع الخاص على تلبيتها الدعوة ومشاركتها الفاعلة في المعرض، حرصا على نشر ثقافة السلامة والصحة المهنية وإظهار وإبراز دورها في هذا المجال".
ومن بين آراء المشاركين في المعرض، تحدث الخليل بن أحمد المصلحي كيميائي من شركة حيا للمياه عن أهمية المعرض، بقوله: "هو فرصة مناسبة لعرض دور شركة حيا في مجال الصحة والسلامة المهنية ودور الشركات الأخرى؛ لتوضيح الدور الذي نقوم به في تحويل مواد ضارة إلى مواد نافعة, مثل مياه الصرف الصحي المعرضة للتسرب إلى المياه الجوفية الصالحة".
وقال مازن بن عبد الحميد الزدجالي مساعد وقاية من الحريق بمستشفى جامعة السلطان قابوس: "هدفنا الأكبر هو توفير بيئة آمنة للمرضى والعاملين بالمستشفى وجميع الزوار؛ من خلال دورات تدريبية للموظفين والمرضى عن كيفية التعامل أثناء الحريق وطريقة استخدام الطفايات اليدوية".