إدخال مساعدات إلى أحياء في حلب -
عواصم – (وكالات) – قالت مصادر عسكرية والتلفزيون السوري ان قوات الرئيس السوري بشار الأسد سيطرت أمس على بلدة رنكوس الحدودية التي كانت تسيطر عليها قوات المعارضة وعززت بذلك سيطرتها على خط إمداد سابق من لبنان كان يستخدمه مقاتلو المعارضة.
والهجوم على رنكوس هو المرحلة الأخيرة من عملية يقوم بها الجيش السوري ومقاتلو حزب الله اللبناني لإغلاق منطقة الحدود وتأمين طريق سريع رئيسي متجه شمالا من العاصمة دمشق إلى وسط سوريا وحمص إلى الساحل المطل على البحر المتوسط.
وقال التلفزيون السوري ان وحدات من الجيش النظامي السوري أكملت عملياتها في رنكوس وأعادت الامن والاستقرار الى البلدة بعد ان قتلت عددا كبيرا من المسلحين.
وقال تلفزيون المنار التابع لحزب الله ان رنكوس تحت السيطرة الكاملة لقوات الاسد.
وجاءت السيطرة على رنكوس بعد أقل من شهر من سيطرة قوات الاسد ومقاتلي حزب الله على يبرود وهو ما خنق خط الامداد الرئيسي لوسط سوريا.
واشار المرصد السوري لحقوق الانسان الى ان مناطق اخرى في ريف دمشق، لا سيما في الغوطة الشرقية تتعرض لقصف من قوات النظام.
وقتل ستة مقاتلين معارضين بحسب المرصد “احدهم قائد لواء اسلامي مقاتل”، وذلك غداة مقتل 22 مقاتلا آخرين “في قصف على مناطق تواجدهم واشتباكات مع حزب الله اللبناني والقوات النظامية والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، في القلمون والمليحة ومناطق أخرى من الغوطة الشرقية”.
من جهة اخرى، افاد المرصد عن قصف ليلي على حي جوبر في شرق العاصمة ومخيم اليرموك في جنوب دمشق ترافق “بعد منتصف ليل – أمس الأول – مع اشتباكات بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة الموالية للنظام من جهة ومقاتلي جبهة النصرة وكتائب اخرى معارضة من جهة ثانية على مدخل مخيم اليرموك”.
الى ذلك ، دعا البابا فرنسيس أمس الى “اسكات صوت السلاح ووقف الحرب والدمار” في سوريا معبرا عن “ألمه العميق” بعد اغتيال الاب اليسوعي فرانز فان در لوغت الثلاثاء الماضي في حمص.
وبعد ان ذكر بان الاب اليسوعي الهولندي البالغ من العمر 75 عاما والذي قتل برصاصتين في الرأس في المدينة القديمة في حمص “كان محبوبا ويحظى بتقدير المسيحيين والمسلمين” ندد “بقتله الفظيع”.
وقال “لقد اصابني بالم عميق وجعلني افكر بعدد كبير من الاشخاص يعانون ويموتون في هذا البلد الشهيد، سوريا العزيزة التي تشهد منذ فترة طويلة نزاعا داميا لا يزال يزرع الموت والدمار”.
واضاف البابا “افكر ايضا بالعديد من من الاشخاص الذين خطفوا، مسيحيون ومسلمون، سوريون ومن دول اخرى بينهم اساقفة وكهنة”.
ووجه البابا الارجنتيني “نداء ملحا الى المسؤولين السوريين والمجموعة الدولية”. وقال “اناشدكم ان يسكت صوت السلاح وان يتوقف العنف، ووقف الحرب والدمار وليتم احترام القانون الانساني، وان يتمكن الاشخاص الذين هم بحاجة الى مساعدة انسانية من تلقي العلاج وان نصل الى السلام المرغوب عبر الحوار والمصالحة”.
فيما أعلنت منظمة الهلال الأحمر السوري أمس انها تمكنت بالتعاون مع المفوضية العليا التابعة للامم المتحدة من ادخال مساعدات للمرة الأولى منذ عشرة أشهر الى الأحياء الشرقية لمدينة حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وقال مدير العمليات في المنظمة خالد عرقسوسي لوكالة فرانس برس “تمكنا ، بالتعاون مع فريق من مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة من ادخال مساعدات من معبر جسر الحج” الواصل بين الاحياء الغربية والاحياء الشرقية من مدينة حلب (شمال).
واضاف عرقسوسي ان العملية “تمت بعد اتفاق بوقف اطلاق النار بين جميع الأطراف تم احترامه خلال المهمة”.
واشار المسؤول الى انها “المرة الأولى التي تدخل فيها مساعدات الى هذه المنطقة عبر هذا المعبر”، موضحا ان “المساعدات السابقة التي تعود الى الشهر السادس من العام الماضي، كانت تمر عبر طريق يؤدي الى السجن المركزي” على المدخل الشمالي الشرقي لكبرى مدن شمال سوريا.
واوضح عرقسوسي انه تم نقل شحنة المساعدات “عبر 270 رحلة على عربات صغيرة قام بجرها متطوعون وفريق من الامم المتحدة نظرا لكون المعبر صغيرا ومخصصا للمشاة”.
وتتالف المساعدات من مواد غذائية واغطية ومستلزمات صحية وادوات مطبخية “حفظت في مستودعات المنظمة وسيتم توزيعها على مراحل على المستفيدين”، بحسب عرقسوسي.
وتتعرض الأحياء الشرقية من حلب باستمرار لقصف جوي ومدفعي عنيف، وتشهد معارك على أطرافها بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية.
ووصفت المفوضية العليا للاجئين العملية في بيان بانها “نادرة وخطرة”، مشيرة الى مشاركة 75 عاملا اغاثيا فيها.
ولفتت على موقعها الالكتروني الى “تردي الوضع الإنساني في شرق مدينة حلب”، والى “نقص حاد في الغذاء والماء والأدوية والإمدادات الأساسية”. وكانت حلب بمثابة العاصمة الاقتصادية لسوريا قبل اندلاع النزاع في منتصف مارس 2011، وتشهد منذ صيف العام 2012 معارك يومية. ويتقاسم النظام والمعارضة السيطرة على أحيائها.
وحققت القوات النظامية في الأسابيع الماضية تقدما طفيفا على أطراف المدينة، لا سيما من جهة المطار الدولي الواقع الى الجنوب الشرقي. بينما تمكن مقاتلو المعارضة من تعزيز مواقعهم عند الأطراف الغربية للمدينة وسيطروا على تلة قريبة منها.