القرضاوي يتراجع عن انتقاد دول الخليج: كنت أقدِّم النصيحة المخلصة


الدوحة – الوكالات-


تراجع الشيخ يوسف القرضاوي -المقيم في قطر- عن انتقادات لاذعة أطلقها خلال الفترة الماضية ضد السعودية والإمارات. وقال إنَّ كل ما أدلى به من تصريحات كانت "من باب النصيحة المخلصة التي سيتبيَّن صدقها بعد حين".


وتسبَّب القرضاوي -بسبب خطبه النارية- في نشوء توترات بين الدوحة وجيرانها، لكنه بعث اليوم -عبر بيان رسمي- برسالة تصالحية إلى الدول التي كان ينتقدها في خطب سابقة، ويُعد هذا البيان أول رد فعل بعد الإعلان عن توقيع قطر لـ"وثيقة الرياض" ضمن مساعي رأب صدع في العلاقات الخليجية-الخليجية. وعلى الرغم من انتقادت القرضاوي -مصري المولد- للسلطات في السعودية والإمارات في خطب سابقة، قال في البيان إن خطبه تعبر عن آرائه الشخصية وليس رأي قطر.


وأضاف في البيان: "موقفي الشخصي لا يعبر عن موقف الحكومة القطرية؛ حيث إني لا أتولى منصبا رسميا وإنما يعبر عن رأيي الشخصي". واستخدم الشيخ لغة تصالحية غير معتادة عند الحديث عن دول مجاورة لقطر كان قد وجه إليها عددا من الاتهامات؛ من بينها أنها ليست إسلامية بما فيه الكفاية. وقال القرضاوي: "أحب أن أقول إنني أحب كل بلاد الخليج، وكلها تحبني: السعودية والكويت والإمارات وعمان والبحرين، وأعتبر أن هذه البلاد كلها بلد واحد ودار واحدة".


وتوقَّف القرضاوي عن إلقاء خطب الجمعة منذ سحب السعودية والبحرين والإمارات لسفرائهم، في خطوة رأى فيها مراقبون أنها محاولة لتهدئة التوترات. وأشار القرضاوي -في بيانه- إلى أنه فاز بجوائز في السعودية والإمارات، وأنه يقدِّر هذه الجوائز كثيرا. وقال القرضاوي إن آراءه التي عبر عنها في تصريحاته كانت "من باب النصيحة المخلصة التي سيتبين صدقها بعد حين".


وكانت الإمارات قد استدعتْ السفير القطري في فبراير الماضي بسبب ما قالت إنه إهانات وجهها القرضاوي لها على شاشة التليفزيون القطري، ووصفها فيها بأنها معادية للحكم الإسلامي.


وفي خطبة ألقاها القرضاوي بعد ذلك بوقت قصير، وجَّه حديثه فيما يبدو إلى الإمارات، وقال "أغضبكم مني سطران قلتهما عنكم.. ماذا لو أفردت خطبة عن فضائحكم ومظالمكم؟".


ونفى القرضاوي -في بيانه- تقارير إعلامية أفادت بأنه سيترك قطر قريبا، وقال "أنا جزء من قطر وقطر جزء مني.. والآن عمري ثمانية وثمانين وسأبقى في قطر إلى أن أدفن في أرضها". كما نفى ما تردَّد عن مغادرته الدوحة إلى تونس، قائلا إنها "افتراءات" لا أساس لها من الصحة، مؤكدا أنه يعمل في قطر، ويُعبِّر فيها عن "موقف الإسلام" بكل حرية. وقال القرضاوي -في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع تويتر: "ما يُشاع عن نقل مقر إقامتي إلى تونس، أو إلى أي عاصمة أخرى محض افتراء لا أساس له، وهو من تمنيات الفارغين والحالمين ولن يتحقق".