الأقدار مختلفة بعد 28 عاما

عندما أهدر جوليو سيزار ركلة ترجيح أمام حارس فرنسا جويل باتس في ربع نهائي مونديال 1986 كانت المرة الأولى والأخيرة تخسر فيها بلاد السامبا بركلات الحظ في الحدث العالمي، وبعد 28 سنة كانت الأقدار مختلفة لجوليو سيزار آخر حمى عرين بلاده وحملها إلى ربع نهائي مونديال 2014 على أرضها.

كان قلب الدفاع جوليو سيزار دا سيلفا بعمر الثالثة والعشرين عندما انطلق وسدد كرة صاروخية ارتدت من أسفل القائم الأيمن لمرمى بطل الحصة آنذاك باتس، مما منح لويس فرنانديز فرصة تسجيل ركلة الفوز 4-3 بعد تعادل الفريقين 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي.

وفي مباراة الجمعة في بيلو هوريزونتي قدم الحارس جوليو سيزار سواريس دي اسبيندولا، ابن الرابعة والثلاثين، واحدة من مباريات عمره، فصحيح انه بقي هادئا باستثناء القليل من الصدات أمام التشيلي اليكسيس سانشيس ورفاقه، إلا انه خرج من قمقمه وصد ركلة سانشيس وقبلها ركلة ماوريسيو بينيا الذي هز أيضا عارضته في الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي.

بعد خروج البرازيل مع نجومها زيكو وسقراطيس اللذين اهدرا ركلة جزاء وأخرى ترجيحية على التوالي في تلك المباراة، وقعت البرازيل بفخ ركلات الحظ مرة جديدة، لكن القدر ابتسم لها في نهائي 1994 على حساب الطليان 3-2 فأحرزت لقبها الرابع في تاريخها، ثم هولندا 4-2 في نصف نهائي 1998 عندما تأهلت إلى النهائي وسقطت أمام فرنسا زيدان 3-صفر.

وفي الرحلتين الناجحتين، تألق الحارس كلاوديو تافاريل، الاولى في 1994 أمام ديميتيرو البرتيني، دانييلي ماسارو وروبرتو باجيو الذي أهدر ركلة لم ينجح في نسيانها حتى الآن، و1998 أمام فيليب كوكو ورونالدو دي بور.

سار جوليو سيزار على خطى تافاريل ونفض غبار ركلة سيزار «الأول» بصده ركلتين حسمتا مواجهة الدور الثاني أمام الجار التشيلي في أمريكا الجنوبية.

اختار جوليو سيزار مواجهة القدر بحراسة مرمى المنتخب البرازيلي في نهائيات كأس العالم بعد 64 عاما من مواطنه مواسير باربوسا حارس مرمى مباراة ماراكانازو والخسارة امام الأوروجواي التي منحت الأخير اللقب عام 1950.

كان جوليو سيزار صاحب 84 مباراة دولية، على شفير الاعتزال قبل 3 أعوام بسبب عروضه المخيبة وهفواته القاتلة وهو الذي اعتبر فترة طويلة أحد أفضل حراس المرمى في العالم.

اضطر إلى ترك انتر ميلان الإيطالي بعدما أحرز معه كل الألقاب الممكنة وانتقل إلى صفوف كوينز بارك رينجرز الإنجليزي من الدرجة الثانية حيث فشل في فرض نفسه أساسيا في التشكيلة، فقرر في فبراير 2014 الرحيل إلى تورونتو الكندي الذي يشارك في الدوري الأمريكي للمحترفين، وهنا أيضا اهتزت شباك جوليو سيزار اكثر من المباريات التي لعبها (9 أهداف في 7 مباريات).

لحسن حظ جوليو سيزار إنه ينتمي إلى «عائلة سكولاري» حيث قرر المدرب لويز فيليبي سكولاري تجديد الثقة في خدماته منذ استلامه مهمة تدريب السيليساو عام 2012. ومنذ بداية المونديال الحالي وجوليو سيزار يؤكد انه عند حسن ظن مدربه والثقة التي وضعها فيه من خلال عروضه الرائعة خصوصا تصديه الرائع لتسديدة ايفان بيريسيتش في الدقائق الأخيرة امام كرواتيا، ثم تصديين في المباراة أمام المكسيك.

نال المخضرم سيزار (احتياطيا عام 2006 وأساسيا عام 2010) نصيبه من الانتقادات قبل المونديال وكان النقاد والجمهور والمسؤولون يتخوفون من مستوى الحارس المخضرم بيد أنه أصبح الآن أحد نقاط القوة في صفوف السيليساو.

ويرى جوليو سيزار في كاييه (11 عاما) ابنه من سوزانا ويرنر الصديقة السابقة لزميله رونالدو أفضل هداف في تاريخ المونديال بالتساوي مع الألماني ميروسلاف كلوزه، دعما كبيرا، وقال «بعد المباراة أمام المكسيك، قال لي ! أهنئك أبي، قمت بصدتين رائعتين».

شهدت البرازيل على مر التاريخ حراس مرمى رائعين بدءا من جيلمار الذي ساهم بإحراز لقبي مونديالي 1958 و1962 مرورا بتافاريل المتوج باللقب العالمي الرابع عام 1994 في الولايات المتحدة، وصولا إلى ماركوس صاحب اللقب عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان. بيد أن حارس مرمى واحد لا ينساه البرازيليون أبدا لم ينجح في الظفر باللقب العالمي هو مواسير باربوسا والذي يرتبط اسمه بكارثة «ماراكانازو» عندما خسرت البرازيل مباراتها الأخيرة في المونديال الذي استضافته أمام الأوروجواي 1-2 أمام جمهور قياسي 173850 متفرجا. يريد جوليو سيزار الآن الفوز بلقب المونديال لكسب رهان حراسة مرمى السيليساو، والنجاح بما فشل به باربوسا وجوليو سيزار.