سيزار يقود «سيليساو» إلى ربع النهائي

احتاجت البرازيل المضيفة الى ركلات الترجيح لكي تحجز مقعدها في الدور ربع النهائي على حساب جارتها تشيلي بالفوز عليها 3-2 بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي على «ستاديو مينيراو» في بيلو هوريزونتي في افتتاح منافسات الدور الثاني.

ويدين «سيليساو» بتأهله الى حارسه المخضرم جوليو سيزار الذي صد ركلتي جزاء فيما تكفل القائم بمنح البطاقة الى أصحاب الضيافة بعد ان صد التسديدة الأخيرة لمنتخب «لا روخا» والتي نفذها غونزالو خارا.

وعانى المنتخب البرازيلي كثيرا بمواجهة اليكسيس سانشيس ورفاقه في «لا روخا» الذي بلغ الدور الثاني على حساب إسبانيا حاملة اللقب بعد ان تغلب عليها 2-صفر في الجولة الثانية من منافسات الدور الأول.

وبغض النظر عن كيفية تحقيق الفوز، كرس المنتخب البرازيلي نفسه عقدة لنظيره وجاره التشيلي وبلغ الدور ربع النهائي للمرة السادسة على التوالي (توج بطلا عام 1994 ووصل الى النهائي عام 1998 وتوج باللقب مرة أخرى عام 2002 وانتهى مشواره في ربع النهائي عامي 2006 و2010)، وواصل زحفه نحو تعويض ما فاته عام 1950 على ارضه وبين جماهيره حين وصل الى النهائي قبل أن يسقط أمام جاره الأوروجوياني على ملعب «ماراكانا» الأسطوري.

وجدد صاحب الضيافة تفوقه على نظيره التشيلي الذي تواجه معه في النهائيات ثلاث مرات سابقا، الأولى كانت عام 1962 في تشيلي بالذات حين تغلب عليه 4-2 في الدور نصف النهائي، أما الثانية والثالثة فكانت في الدور الثاني بالذات عامي 1998 و2010 عندما فاز اكتسحه 4-1 و3-صفر على التوالي.

والمفارقة أن تشيلي اصطدمت بالبرازيل في المناسبات الأربع التي تأهلت فيها الى الأدوار الإقصائية، ليصبح «سيليساو» عقدتها المطلقة، خصوصا انه لم يخسر أمامها على ارضه في المباريات ال28 التي جمعته بها على كافة الأصعدة، بينها تسعة انتصارات وتعادل في المسابقات الرسمية.

وبالمجمل تتفوق البرازيل التي لم تخسر بعد التمديد سوى مرة واحدة في 7 مناسبات (مع مباراة اليوم) وكانت أمام فرنسا بركلات الترجيح عام 1986 في ربع النهائي، تماما على جارتها التي يعود فوزها الأخير على «اوريفيردي» إن كان على الصعيد الرسمي أو الودي الى السابع من أكتوبر 2002 وكانت بنتيجة 3-صفر في تصفيات كأس العالم، إذ خرجت فائزة من 49 مباراة أمامها من اصل 69، مقابل 13 تعادلا و7 هزائم.

كما حافظت البرازيل على تألقها في معقلها حيث لم تخسر في المسابقات الرسمية منذ 39 عاما، وتحديدا منذ عام 1975 حين سقطت في بيلو هوريزونتي بالذات أمام البيرو 1-3 في ذهاب الدور نصف النهائي من كوبا أمريكا (أقيمت البطولة حينها بنظام مسابقات الدوري) قبل أن تفوز إيابا 2-صفر دون أن يجنبها ذلك الخروج من المسابقة، علما بانه خسارتها الأخيرة على ارضها على الصعيد الودي تعود الى عام 2002 ضد الباراجواي في مباراة خاضها المدرب الحالي لويز فيليبي سكولاري بتشكيلة رديفة لان «اوريفيردي» كان قد توج للتو بلقب مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.

ما هو مؤكد أن تشيلي لم تظهر يوما بهذه القوة في العرس الكروي العالمي حتى عندما استضافت نهائيات 1962 بقيادة الهداف ليونيل سانشيز (هداف البطولة بأربعة أهداف مشاركة مع 5 لاعبين آخرين)، او حتى أيام «الرهيب» ايفان زامورانو ومارتشيلو سالاس، لكن البرازيل وقفت مجددا في طريقها وحرمتها من مواصلة المشوار.

ولن يكون المنتخب التشيلي الجار الوحيد الذي سيواجهه أصحاب الضيافة في الأدوار ألإقصائية، إذ سيكون بانتظارهم في الدور ربع النهائي الأوروجواي التي حرمتهم من التتويج على ارضهم عام 1950 بالفوز عليهم في النهائي، أو كولومبيا اللتين تتواجهان في وقت لاحق اليوم.

وخاض سكولاري اللقاء بالتشكيلة نفسها التي اكتسحت الكاميرون 4-1 في الجولة الأخيرة من الدور الأول باستثناء تعديل واحد حيث اشرك فرناندينيو أساسيا على حساب باولينيو.

ولم يختلف الوضع في الجهة التشيلية، إذ أجرى سامباولي تعديلا واحدا على التشكيلة التي خسرت في الجولة الأخيرة أمام هولندا (صفر-2)، حيث عاد نجم يوفنتوس الإيطالي ارتورو فيدال الى التشكيلة الأساسية بعدما ارتاح أمام منتخب «الطواحين» وحل بدلا من فيليبي غوتييريس.

كما شارك المدافع غاري ميديل أساسيا بعد تعافيه من إصابة تعرض لها خلال التمارين، كما حال مدافع البرازيل دافيد لويز الذي كان يعاني من أوجاع في اسفل ظهره.

وجاءت بداية المباراة حماسية من قبل الطرفين وسط اندفاع بدني هائل وكانت الفرصة الأولى لأصحاب الأرض اثر ركلة ركنية وصلت عبرها الكرة الى مارسيلو المتواجد خارج المنطقة، فتخلص من لاعب تشيلي قبل ان يطلقها قوية بجانب القائم الأيمن لمرمى كلاوديو برافو (5).

وردت تشيلي بتسديدة بعيدة من مارسيلو دياز مرت قريبة من القائم الأيسر لمرمى جوليو سيزار (6).

ثم غابت الفرص عن المرميين وسط تواصل الالتحامات والاندفاع البدني الكبير وانتظر «سيليساو» حتى الدقيقة 17 ليهدد مرمى برافو من انفراد لنيمار لكنه تأخر في التسديد ما سمح للدفاع بالعودة وإقفال الطريق عليه، ثم من ركلة حرة لهولك من الجهة اليمنى نفذها هولك وانقذها الحارس التشيلي (18).

ولم ينتظر بعدها رجال سكولاري كثيرا لافتتاح التسجيل بعد ركلة ركنية من الجهة اليسرى نفذها نيمار فوصلت الى تياغو سيلفا الذي حولها برأسه نحو القائم الأيسر حيث دافيد لويز فحاول جونزالو خارا ان يقطع الكرة قبل وصولها الى المدافع الجديد لباريس سان جرمان الفرنسي لكنه حولها عن طريق الخطأ في مرمى فريقه (18).

واحتسب الهدف لدافيد لويز لان الكرة لامسته قبل أن تواصل طريقها الى الشباك.

وحصل نيمار على فرصة لتعزيز تقديم بلاده بهدف ثان بعد مجهود فردي بدأه من بعد منتصف الملعب بقليل ووصل الى داخل المنطقة التشيلية، لكنه سدد الكرة ضعيفة الى جانب القائم الأيسر (26).

وجاء الرد التشيلي مثمرا وبعد خطأ فادح من هولك على الجهة اليسرى لمنطقة فريقه حين مرر كرة خاطئة لدافيد لويز اثر رمية جانبية نفذها مارسيلو، فخطفها ادواردو فارغاس وتقدم بها قبل ان يمررها لاليكسيس سانشيس الذي اطلقها أرضية على يمين جوليو سيزار (32)، ليصبح أول لاعب يسجل في المرمى البرازيلي خلال الدور الثاني منذ نهائيات 1998، واللاعب الأخير الذي حقق ذلك في هذا الدور كان… مواطنه مارتشيلو سالاس (1-4).

وكانت البرازيل قريبة جدا من استعادة تقدمها بكرة رأسية لنيمار لكن الكرة ارتدت من المدافع ثم لامست القائم الأيسر وواصلت طريقها الى خارج المرمى (36).

وواصل «سيليساو» ضغطه وكان قريبا مرة أخرى من الوصول الى الشباك التشيلية بعد مجهود فردي من نيمار لكن الأخير بالغ في مراوغاته ما سمح للدفاع بإقفال الطريق عليه لكن الكرة سقطت امام فريد بعد تشتيت خاطئ من ارتورو فيدال إلا أنه تفاجأ بها وسددها فوق العارضة (41).

واتبعها داني الفيش هذه الفرصة بأخرى من كرة صاروخية اطلقها من خارج المنطقة لكن برافو تعملق وانقذ فريقه (43).

وكاد «اوريفيردي» ان يدفع ثمن هذه الفرص الضائعة في الوقت بدل الضائع من الشوط الاول عندما انسل تشارلز ارانغويس بين الدفاع اثر بعد تمريرة متقنة من سانشيس الذي استفاد من خطأ في التمرير من لويز غوستافو، قبل أن يسدد من زاوية ضيقة لكن دافيد لويز وفرنادينيو تدخلا في الوقت المناسب لقطع الطريق أمام الكرة قبل ان تجد طريقها بين الخشبات الثلاث.

وفي بداية الشوط الثاني حصلت البرازيل على فرصة للتقدم مجددا من تسديدة بعيدة لفرناندينيو لكن محاولة لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي مرت قريبة من القائم الأيمن (49).

واعتقد البرازيليون انهم استعادوا تقدمهم عندما وصلت الكرة الى هولك على الجهة اليمنى للمنطقة التشيلية فسيطر عليها قبل أن يسددها في الزاوية اليمنى، لكن الحكم الإنجليزي هاورد ويب ألغى الهدف بداعي ان مهاجم زينيت سان بطرسبورج الروسي لمس الكرة بيده خلال محاولته السيطرة عليها (55).

وانتقل الخطر الى الجهة المقابلة بفرصة رائعة لرجال سامباولي اثر لعبة جماعية وتمريرة رائعة من فيدال الى ماوريسيو ايسلا ثم من الأخير الى ارانغويس الذي اصطدم بتعملق الحارس جوليو سيزار (65).

وعاد المنتخب البرازيلي ليهدد مرمى برافو مجددا وهذه المرة اثر كرة عرضية من هولك وصلت الى القائم الأيسر حيث جو، بديل فريد، لكن مهاجم اتلتيكو مينيرو اخفق في إصابة الكرة بعد أن كان في موقع مثالي للتسجيل (74).

وواصل أصحاب الضيافة ضغطهم وحصلوا على فرصة أخرى من رأسية لنيمار اثر تمريرة طولية من داني الفيش لكن برافو تألق في صدها (81)، ثم تعملق الحارس التشيلي مجددا وهذه المرة بوجه هولك الذي قام بمجهود فردي مميز عند حدود المنطقة ثم توغل قبل أن يطلق كرة صاروخية إلا أن برافو كان لها بالمرصاد (84).

وبقيت النتيجة على حالها حتى صافرة نهاية الوقت الأصلي ليحتكم الطرفان الى التمديد الذي كان الأول لتشيلي في تاريخ مشاركاتها في كأس العالم (8 مع نهائيات البرازيل 2014).

وغابت الفرص الحقيقية عن بداية الشوط الإضافي الأول مع أفضلية ميدانية للبرازيل التي هددت مرمى برافو بكرة رأسية ضعيفة لأوسكار بعد عرضية من هولك (101) الذي اتبع هذه الفرصة بأخرى من تسديدة صاروخية اطلقها من خارج المنطقة لكنه اصطدم مجددا بالحارس المستقبلي لبرشلونة الأسباني (103).

وفي بداية الشوط الإضافي الثاني هدد البرازيليون مرمى برافو بكرة رأسية لجو اثر ركلة ركنية من نيمار لكن محاولة مهاجم اتلتيكو مينيرو علت العارضة (107) ثم غابت الفرص تماما عن المرميين حتى الدقيقة الأخيرة التي كادت أن تحمل معها هدفا تشيليا رائعا للبديل ماوريستيو بينيا الذي وصلته الكرة من سانشيس فاطلقها صاروخية لكن العارضة نابت عن جوليو سيزار وجنبت بلاده هدفا قاتلا الذي كاد ان يدخل في الجهة المقابلة من تسديدة لبديل اخر هو راميريش لكن محاولة لاعب وسط تشلسي الإنجليزي مرت قريبة من القائم الأيمن (2+120).

ثم احتكم بعدها الطرفان الى ركلات الترجيح الثالثة والعشرين في تاريخ النهائيات، أبرزها على الإطلاق في نهائي 1994 (فازت البرازيل على ايطاليا) و2006 (فازت ايطاليا على فرنسا)، وابتسم الحظ للبرازيليين بفضل تألق جوليو سيزار الذي صد ركلتي بينيا وسانشيس، فيما تكلف القائم بصد محاولة خارا وتعويض الركلة الترجيحية الهزيلة لويليان الذي سدد بجانب القائم الأيمن وتلك التي صدها الحارس برافو لهولك.