حوارات – حامد أبو طالب : حب الشهرة والمتاجرة بالدين وراء ظهور الفتاوى المتناقضة مع الشريعة

لابد من قصر ها على المتخصصين -

نادر أبو الفتوح -

يستنكر الدكتور حامد أبو طالب عضو مجمع البحوث الإسلامية، الفتاوى التي تصدر من غير المتخصصين، ويرى أنها تنشر الفوضى في المجتمع، وشدد على أن يترك أمر الفتوى للعلماء المتخصصين في العلوم الشرعية والفقهية، مشيرا إلى أن حب الشهرة يعد أهم أسباب ظهور هذه الفتاوى، ولذلك لابد أن يكون هناك تشريع يقصر الفتوى على العلماء المتخصصين، وناشد وسائل الإعلام المختلفة بأن تقوم بدورها في مواجهة فوضى الفتاوى، وذلك من خلال استضافة العلماء والدعاة المتخصصين في البرامج الدينية، وذلك لمواجهة غير المتخصصين الذين يسعون لتصدر المشهد الدعوى، موضحا أن التصدي للفتوى له ضوابط وشروط تتمثل في الدراسة والتخصص في العلوم الشرعية والفقهية.. وإلى نص الحوار .


قضية تحتاج إلى مواجهة


*هناك بعض الفتاوى الغريبة تصدر فجأة وتثير جدلا في المجتمع، كيف يمكن مواجهة هذه الظاهرة ؟

**هذه قضية خطيرة جدا تحتاج إلى مواجهة لحماية المجتمع من هذه الأفكار الغريبة، ولا يمكن لعالم متخصص في العلوم الشرعية أن تصدر عنه مثل هذه الفتاوى، وكانت أغرب هذه الفتاوى التي أطلقها شخص غير متخصص، وقال فيها إن الرجل يترك زوجته التي تتعرض للاغتصاب، لو شعر أنه قد يتعرض للموت عند الدفاع عنها، وبدون الدخول في جدل حول هذه الفتوى الغريبة، نقول لماذا يتعمد غير المتخصصين التصدي للفتوى؟، وهل يمكن لشخص غير متخصص أن يتحدث في الطب مثلا أو الهندسة؟، فإذا كان الطبيب متخصصا في الطب والمهندس متخصص في الهندسة، فإن العالم والداعية متخصص في العلوم الشرعية، ولا يجوز لأحد أن يقتحم مجال الفتوى بدون تخصص وبدون علم، لأنه في هذه الحالة يؤدي لنشرأفكارغريبة لدى أفراد المجتمع، والمواجهة هنا تكون من خلال العلماء والدعاة بالرد على كل هذه الأمور، و بيان الأحكام الشرعية والفقهية تجاه القضايا التي تثار من جانب غير المتخصصين.


تتطلب معرفة الاسباب


*لكن ما هي أسباب ظهور هذه الفتاوى، ولماذا يكون التركيز دائما على قضايا غريبة على المجتمع وأحيانا تخالف العادات والتقاليد؟

**بالفعل دائما تركز هذه الفتاوى على قضايا غريبة، وتتناقض مع الأعراف والتقاليد والعادات التي عاش عليها المجتمع، فمثلا الفتوى التي تحدثنا عنها في البداية، تتنافى مع تقاليد وأعراف المجتمع، لأن الدفاع عن الأعراض والمروءة لا يمكن لأحد أن يتنازل عنهما، ومن يتعرض لمثل هذا الموقف سيدافع عن زوجته مهما كانت النتيجة، إذن هذا الأمر يحتاج بالفعل لمواجهة، والمواجهة هنا تتطلب أن نعرف أولا أسباب ظهور هذه الفتاوى الغريبة، لأنها في الغالب تكون بهدف الشهرة، وهناك فتاوى أخرى تصدر لخدمة جماعات أو أحزاب أو تيارات سياسية، وكل هذه الفتاوى تصدر من الدخلاء على الدعوة، ولذلك لابد أن يمنع هؤلاء من الفتوى، وتكون هناك وسائل لتنفيذ ذلك، بهدف الحفاظ علي القيم والمبادئ ومنع المتاجرة بالدين، لكن المشكلة هنا أن بعض وسائل الإعلام تستضيف الدخلاء على الدعوة وغير المتخصصين، وهؤلاء يحاولون تصدر المشهد الدعوى، من خلال الرد على استفسارات المشاهدين، وهنا تحدث المشكلة ونجد عشرات الفتاوى تصدر دون علم أو دراسة، والمشكلة هنا أن المشاهد العادي يعتقد أن المتحدث عالم متخصص.


لابد من التنسيق والتكامل


*كيف يمكن أن نمنع هذه الفتاوى من الانتشار في المجتمع، وهل الإعلام يلعب دورا سلبيا في هذه الحالة ؟

**لابد أن نعمل بشكل منظم لمنع انتشارهذه الفتاوى، لأنها تؤثرعلى أمن وسلامة المجتمع المسلم، والمواجهة هنا تتطلب أن يكون هناك تنسيق وتكامل بين الجهات المختلفة، سواء المؤسسات الدينية أو الإعلامية أو الثقافية، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام المختلفة تتحمل مسؤولية كبرى في هذا الأمر، من أجل تصحيح المفاهيم وعرض الحقائق، وذلك من خلال استضافة كبار العلماء والدعاة للرد على مثل هذه الفتاوى الغريبة، لكن دور الإعلام في الأساس يتمثل في منع غير المتخصصين من تصدر المشهد والقيام بالفتوى، لأن استضافة غير المتخصصين في القنوات الفضائية ووسائل الإعلام المختلفة، يجعل هذه الفتاوى تدخل جميع البيوت، وذلك نظرا لأن هناك إقبالا على وسائل الإعلام، وهنا نقول إن الإعلام يكون أحيانا جزءا من المشكلة عندما يستضيف غير المتخصصين، ويمنحهم الوقت والفرصة للرد على أسئلة المشاهدين، لكن الإعلام بالقطع يكون له دور كبير في المواجهة، من خلال تصحيح المفاهيم وتوعية المواطنين من خلال استضافة كبار العلماء المتخصصين.