ساحات الأقصر تستعد لاستقبال آلاف الزوار خلال رمضان

الأقصر (مصر)-»د.ب.أ»: للساحات الصوفية والدينية في صعيد مصر سطوتها وحضورها وسحرها الذى يضفى مزيدا من الخصوصية على الأجواء الرمضانية في قرى ومدن الجنوب المصري، وهو سحر وسطوة وحضور يمتد الى خارج مصر.

وتستقبل تلك الساحات زوارا ومريدين من خارج البلاد، وترتبط هذه الساحات بطقوس خاصة جدا في شهر الصوم حيث تستقبل آلاف المريدين طوال أيام وليالي الشهر الكريم.

ومع اطلالة شهر رمضان استقبلت الساحة الجيلانية فى جنوب مدينة الأقصر التاريخية مجموعة من الطلاب المسلمين البالغ عددهم 400 طالب وطالبة من بلدان اسيا وأفريقيا وأوروبا، الذين وفدوا لزيارة الساحة، بجانب زيارة ساحة الشيخ الطيب في غرب الأقصر، حيث ولد وتربى فضيلة الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.

وللساحات الدينية في صعيد مصر بصفة عامة ومدينة الأقصر بصفة خاصة، طابع خاص فبجانب أنها مكان يمسح دمعة الباكي ويفك أزمة المأزومين وهم المهمومين ويفرج كرب المكروبين وينتصر للضعفاء والمظلومين، فان دورها الاجتماعي والديني يتعاظم بشكل خاص في شهر رمضان المبارك.

وتزدحم ساحة الشيخ الطيب والساحة الرضوانية والساحة الجيلانية وغيرها من الساحات بزوارها طوال أيام وليالي شهر الصوم وسط جو روحاني وصوفي ساحر، ففي ساحة الشيخ الطيب ينتظر الزوار والمريدون أول الشهر حيث يدخلون حلقات الذكر وكذلك الساحة الرضوانية.

وتتحول ساحة سيدي ابو الحجاج الاقصري إلى ساحة للذكر كل مساء، كما أن للساحات الصوفية في الأقصر دورا كبيرا في نشر مفاهيم الإسلام الصحيحة ومحاربة التطرف والغلو حيث تشهد الساحات بشكل دوري عشرات المحاضرات لكبار علماء الإسلام بجانب مجالس وحلقات الذكر الشرعي.

وتقوم هذه الساحات بمساعدة الفقراء ونصرة المظلومين وإتمام المصالحات بين المتخاصمين ووجود لجان مصالحات دائمة بها لفض أية نزاعات قبلية.

وتنتشر الساحات الدينية في قرى مصر وخاصة في الصعيد، وترتبط تلك الساحات بالطرق الصوفية التي تنتشر بدورها بصورة واسعة في البلاد فلا تخلو قرية مصرية من وجود طريقة صوفية بها منذ مئات السنين الأمر الذي يجعل لشهر رمضان بها طابعا خاصا جدا.

ويقال ان عدد الطرق الصوفية بلغ في مصر العثمانية 80 فرقة لكل منها فروع في القرى والمدن وكان لكل طريقة ومازال شعارها وأورادها الخاصة بها، ويحرص اتباع كل طريقة على ترديد الأوراد الخاصة بهم ويتلونها بشكل جماعي في وقت يحدده شيخ الطريقة.

وساعد ارتباط تلك الطرق بأسماء بعض المشايخ والأولياء في انتشارها سريعا في الريف وذلك مثل الطريقة الشاذلية نسبة إلي الشيخ أبو الحسن الشاذلي والطرق الاحمدية نسبة ألي احمد البدوي والطريقة الرفاعية نسبة إلي احمد الرفاعى.

كما يحرص المسلمون في الأقصر خلال الأعياد على زيارة الأضرحة الخاصة بالمشايخ والأولياء والعارفين والذي يعتقد الناس في كرامتهم وبركاتهم فيزورون أضرحتهم للدعاء أملا في أن يتقبل الله الدعاء ببركة هؤلاء المشايخ والأولياء.