استعداد أمريكي للتعاون مع إيران وروسيا لإنهاء الحرب السورية شريطة استبعاد الأسد.. وروحاني: الأولوية هزيمة "المتشددين" لا إصلاح الحكومة

داود أوغلو: لا دور لبشار في "الفترة الانتقالية".. واجتماع محتمل لـ"مجموعة الاتصال" في أكتوبر-

عواصم - الوكالات-

قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس، إنَّ واشنطن مستعدة للعمل مع روسيا وإيران لإنهاء الحرب الدائرة منذ أكثر من أربعة أعوام في سوريا لكنه شدد على أنه لا يمكن العودة إلى الوضع القائم في ظل الرئيس السوري بشار الأسد.

ووصف أوباما في كلمته في الاجتماع السنوي لزعماء العالم في الأمم المتحدة الرئيس الأسد بأنه طاغية والجاني الرئيسي في الحرب التي قتل فيها زهاء 200 ألف شخص وتشريد الملايين من ديارهم في الداخل أو في الخارج كلاجئين.وقال أوباما "الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع أي دولة بما فيذلك روسيا وإيران لإيجاد حل للصراع ولكن يجب أن نقر بأنه لا يمكن العودة إلى الوضع القائم قبل الحرب بعد كل ما أريق من دماء وبعد كل هذا القتل". وبتعبيره عن الاستعداد للتعامل مع إيران وروسيا وهما من أشد أنصار الأسد يقر أوباما علانية بما لهما من نفوذ في سوريا.فقد قامت طهران بتسليح الحكومة السورية ومن خلال مساندتها لمقاتلي حزب الله اللبناني ساعدت الأسد في قتال المعارضين الساعين للإطاحة بحكمه. وقامت روسيا في الآونة الأخيرة بحشد عسكري في سوريا التي يوجد فيها لموسكو قاعدة بحرية تعتبر موطئ قدم لها في الشرق الأوسط.

إلى ذلك، نقلت صحيفة تركية عن رئيس الوزراء التركي قوله إن بلاده لا تزال تعارض أي انتقال سياسي في سوريا يكون فيه دور للرئيس بشار الأسد وجاءت تصريحاته موضحة موقف تركيا فيما يبدو.وتركيا أشد منتقدي الأسد منذ انزلاق سوريا إلى حرب أهلية في 2011 وتلومه على العنف الذي أودى بحياة مئات الألوف وشرد ملايين آخرين من السوريين وتصر على إزاحته.لكن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ردد في الأسبوع الماضي الفكرة التي تقول إن الأسد يمكن أن يكون جزءا من فترة انتقالية. وفي وقت لاحق قال إردوغان إن تصريحاته لا تمثل تغييرا في سياسة أنقرة.وقالت صحيفة حريت إن داود أوغلو الموجود في نيويورك لحضور دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة قال إن تركيا تقبل أي حل سياسي يوافق عليه السوريون لكن يجب ألا يكون الأسد جزءا منه.ونقلت عنه قوله "مقتنعون بأن بقاء الأسد في السلطة خلال الفترة الانتقالية لن يجعلها انتقالية. نعتقد أن هذا الوضع سيتحول إلى أمر واقع دائم. ما نقتنع به في هذا الشأن لم يتغير". وأصرت تركيا منذ وقت طويل على أن إزاحة الأسد ضرورية لحل الأزمة الإنسانية في سوريا. وفي تركيا أكبر تجمع للاجئين في العالم يزيد عدده على مليونين.وكانت صحف محلية نقلت عن إردوغان قوله الأسبوع الماضي إن "عملية انتقالية بدون الأسد أو بالأسد ممكنة." لكنه أشار إلى الموقف الذي تتخذه تركيا منذ وقت طويل قائلا "لا يمكن لأحد أن يتصور مستقبل سوريا مع الأسد. ليس ممكنا قبول شخص مسؤول عن قتل ما بين 300 ألف و350 ألف شخص.. (هو) دكتاتور". وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لقناة سكاي نيوز التلفزيونية يوم الأحد إن الأسد يمكن أن يكون جزءا من حكومة انتقالية لكن ينبغي ألا يكون جزءا من مستقبل سوريا على المدى الطويل.

ومن جهة أخرى، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله امس الاثنين إن مجموعة الاتصال الدولية بشأن سوريا والتي تضم روسيا وإيران والولايات المتحدة والسعودية وتركيا ومصر قد تجتمع في أكتوبر.

من جهته، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن قتال المتشددين المتطرفين مثل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا يمثل أهم أولوية وإنه إذا كانت ستتم هزيمتهم فحينئذ "لا يمكن إضعاف" حكومة الرئيس بشار الأسد.وقال روحاني لجمهور من المعاهد البحثية والصحفيين في الولايات المتحدة "هذا لا يعني إنه ليس هناك حاجة لإصلاح الحكومة السورية..بالطبع هناك حاجة". ولكنه أضاف أن استبعاد حليفه الأسد سيحول سوريا إلى ملاذ آمن للمتطرفين.من ناحية أخرى قالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية(ايرنا) إن روحاني سيقطع زيارته لنيويورك حيث يحضر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ويعود إلى طهران للمشاركة في تشييع جنازات الايرانيين الذين قتلوا خلال حادثة التدافع التي وقعت خلال الحج.ونقلت الوكالة عن مسؤول كبير في مكتب روحاني قوله إن "بعضا من اجتماعاته وبرامجه المقررة أُلغي وسيعود (إلى طهران) بعد ظهر الاثنين". وفي إشارة إلى الغارات الجوية التي يشنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا قال روحاني إن هزيمة المتشددين "غير ممكنة من خلال العمليات الجوية وحدها". وقال إن روسيا "مستعدة لمحاربة الإرهاب" وإن لديها نفس الرغبة في القضاء على خطر تنظيم الدولة الإسلامية.وقال روحاني "إذا لم تكن الأولوية لهزيمة الإرهاب فإننا نرتكب خطأ كبيرا". وأضاف إن مواقف روسيا وإيران بشأن سوريا "شبه متطابقة". وقالروحاني إن عدم معالجة مشكلة تنظيم الدولة الإسلامية بشكل سليم وتغيير الحكومة بالقوة سيؤدي إلى سيطرة هذا التنظيم على دمشق.