الرئيس الصيني ينفي تحويل جزر صناعية إلى قواعد عسكرية في البحر الجنوبي

واشنطن - رويترز-

أبْلَغ الرئيسُ الأمريكي باراك أوباما الرئيس الصيني شي جين بينج قلقه من إضفاء الصين الطابع العسكري على جزر صناعية في بحر الصين الجنوبي، ولكنَّ شي نفى وجود أي خطة لإقامة قواعد عسكرية هناك. وقال أوباما إنَّ محادثاته مع شي تضمنت مناقشة"صريحة" بشأن الخلافات في منطقة آسيا والمحيط الهادي، وتركزت على التوترات المتزايدة في بحر الصين الجنوبي حيث يوجد للصين مطالب بالسيادة تتعارض مع مطالب عدة دول أخرى في جنوب شرق آسيا.

وقال أوباما: "نقلت للرئيس شي مخاوفنا الكبيرة بشأن استصلاح الأراضي والبناء وإضفاء الطابع العسكري على المناطق المتنازع عليها مما يُصعِّب على دول المنطقة حل خلافاتها سلميا". وتحدث أوباما -وقد وقف شي بجواره- في مؤتمر صحفي مشترك في حديقة الورود في البيت الأبيض. ويقوم الزعيم الصيني حاليا بأول زيارة رسمية للولايات المتحدة.

وقالت الصين مرارا إن تلك الجزر الصناعية التي بنتها على جزر مرجانية متنازع عليها ستستخدم من أجل الدفاع العسكري ويقول محللون إن صورا التقطتها الاقمار الصينية تظهر إنها انتهت من بناء مدرج عسكري للطائرات ويبدو أنها تعمل على إنشاء اثنين آخرين.وكان الأميرال هاري هاريس قائد القوات الأمريكية في المحيط الهادي قد قال أمام ندوة أسبين للأمن في يوليو تموز إن الصين تبني حظائر يبدو أنها لطائرات تكتيكية مقاتلة على إحدى الجزر وهي فايري كروس .ولكن شي نفى عسكرة تلك الجزر.

وقال شي -مستخدما الاسم الصيني لجزر سبراتلي المتنازع عليها- "عملية البناء التي تقوم بها الصين في جزر نانشا لا تستهدف أو تؤثر على أي بلد ولا توجد نية لاضفاء الطابع العسكري. وأردف قائلا: "الجزر الواقعة في بحر الصين الجنوبي أرض صينية منذ قديم الأزل. نملك الحق في الدفاع عن سيادتنا على أراضينا وحقوقنا ومصالحنا البحرية القانوية والمشروعة."وأكد شي التزام الصين بحرية الملاحة في البحر وحل الخلافات من خلال الحوار. وقال إن بكين وواشنطن لديهما مصلحة مشتركة في هذا الصدد.

ويقول محللون بواشنطن ومسؤولون أمريكيون إن عسكرة الجزر بدأت بالفعل وإن السؤال الوحيد هو حجم المعدات العسكرية التي ستنصبها الصين هناك.

ويقول خبراء أمريكيون إن الصور التي التقطتها الاقمار الصناعية من بداية هذا الشهر تظهر أيضا قيام الصين بعمليات حفر حول الجزر الصناعية وذلك بعد شهر من قولها إنها أوقفت تلك العمليات.وقال هاريس الأسبوع الماضي إن بناء الصين مدرج الطائرات والعمليات الأخرى لعسكرة تلك الجزر الصناعية تسبب"قلقا كبيرا" وتمثل تهديدا لكل الدول في المنطقة.

ونشرت مجلة جينز الدفاعية الأسبوعية صورا جديدة التقطتها الاقمار الصناعية لجزيرة فايري كروس في 20 سبتمبر قالت إنها أظهرت انتهاء الصين من انشاءالمدرج في الجزيرة وإنها اقتربت بشكل أكبر من تشغيله. وقالت المجلة إن الانتهاء من المدرج قد يسمح للصين بالتعجيل ببناء البنية الأساسية وبدء دوريات جوية فوق الجزر المتنازع عليها.

وقالت وزارة الخارجية الصينية بعد اجتماع قمة بين زعيمي الولايات المتحدة والصين إن البلدين سيحسنان التعاون فيما بينهما لمكافحة التشدد بما في ذلك تبادل معلومات المخابرات وسيعملان معا لإحلال السلام في أفغانستان.وتقول الصين إنها تواجه تهديدا خطيرا من المتشددين الإسلاميين في منطقة شينجيانغ الواقعة في أقصى غرب الصين حيث قُتل المئات في أعمال عنف في السنوات الأخيرة.

ولكن منفيين وجماعات حقوقية يقولون إن الصين لم تقدم مطلقا دليلا مقنعا على وجود جماعة متشددة متماسكة تقاتل الحكومة، وإنه يمكن إرجاع كثير من الاضطرابات للإحباط من القيود المفروضة على ثقافة ودين أقلية الويغور التي تعيش في شينجيانج.

وأدت أيضا المخاوف من انتهاكات حقوق الإنسان إلى عدم حصول الصين بشكل تقليدي على تعاون يذكر من الدول الغربية في معالجة هذه القضية.

وقالت وزارة الخارجية الصينية على موقعها على الانترنت إن الصين والولايات المتحدة أكدتا اعتراضهما على أي شكل من التشدد واتفقتا على تحسين التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف.وأضافت دون ذكر تفاصيل إن "كلا الجانبين يتطلع إلى زيادة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب بشكل واسع بما في ذلك كيفية مواجهة الارهابيين الأجانب عبر الحدود ووقف تمويل الإرهاب وزيادة تبادل معلومات المخابرات بشأن التهديدات الإرهابية".

وتقول الحكومة الصينية إن الويغور يقاتلون مع جماعات متطرفة في سوريا والعراق بعد فرارهم إلى هناك عن طريق جنوب شرق آسيا وتركيا.وتشعر الصين بقلق من إمكان أن يوفر عدم الاستقرار في أفغانستان التي لها حدود قصيرة مع شينجيانغ دعما للمتشددين من الويغور وتعزز وجودها الدبلوماسي هناك في محاولة لإحلال السلام.وقالت الوزارة إن الصين والولايات المتحدة ستواصلان الاتصالات والتعاون في أفغانستان وستدعمان الجهود الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار.