الشرطة الإسرائيلية تعتقل 13 فلسطينيا في القدس.. و"القسام" تحذر من انفجار لا يمكن تقدير تبعاته

-مواجهات عنيفة بالمدخل الشمالي لمدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة



-رام الله - الوكالات

حذرت كتائب عز الدين القسام، الذراع المسلح لحركة "حماس"، أمس، من أن المساس بالمسجد الأقصى سيؤدي إلى "انفجار لا يمكن تقدير قوته وتبعاته".

وقالت كتائب القسام، في تصريح مقتضب، إن "أي مساس بالمسجد الأقصى سيؤدي إلى انفجار لا أحد يمكن أن يُقدر قوته وتبعاته". ويسود التوتر مدينة القدس، بسبب اقتحامات المستوطنين والشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى، بشكل شبه يومي، وهو ما ينجم عنه اشتباكات بين المصلين المسلمين، وقوات الأمن. وتسعى إسرائيل بحسب الفلسطينيين، إلى تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا، بين المسلمين واليهود، وهو ما يرفضه المسلمون، ويرون فيه مساسا بحقهم الديني.

واعتقلت الشرطة الإسرائيلية 6 فلسطينيين في مدينة القدس، أمس، ليرتفع عدد الذين اعتقلتهم خلال الـ24 ساعة الماضية، إلى 13، بينهم 3 أطفال و3 نساء. وقالت لوبا السمري، المتحدثة بلسان الشرطة الإسرائيلية، في سلسلة تصريحات مكتوبة أرسلت نسخ منها لوكالة الأناضول للأنباء، إن عناصر الشرطة اعتقلوا مساء أمس، وصباح اليوم 13 فلسطينيا.

وذكرت أن بعضهم اعتقل خلال قيامه برشق الحجارة على قوات الشرطة. وأضافت إن قوات الأمن اعتقلت 3 قاصرين، اليوم بتهمة رشق الحجارة. كما ذكرت السمري، أن الشرطة اعتقلت 3 نساء فلسطينيات بشبهة "الاعتداء على يهود عابرين في أزقة البلدة القديمة في القدس". وكانت السمري، أشارت إلى أن قوات الشرطة الإسرائيلية اعتقلت 7 فلسطينيين خلال ساعات الليلة الماضية. وإصابة عشرات الفلسطينيين في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية.

وأُصيب عشرات الفلسطينيين، بجراح وبحالات اختناق، أمس، خلال تفريق الجيش الإسرائيلي لمسيرات متفرقة في الضفة الغربية، منددة بالممارسات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، بحسب مصادر طبية وشهود عيان. وفرّق الجيش مسيرة حاشدة انطلقت من وسط رام الله، باتجاه حاجز "بيت أيل"، العسكري شرقي المدينة، مستخدما المياه العادمة والرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع. وقال مسعفون ميدانيون لمراسل الأناضول للأنباء، إنهم "نقلوا خمسة مصابين بالرصاص الحي في الأطراف، لتلقي العلاج في المستشفيات، وقدموا العلاج ميدانيا لخمسة آخرين أصيبوا بالرصاص المطاطي، بالإضافة إلى عشرات المصابين بحالات اختناق اثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع". وقال شهود عيان، لمراسل وكالة الأناضول إن الجيش الإسرائيلي اعتقل شابا بعد إصابته بالرصاص الحي. وفي مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، اندلعت مواجهات بين عشرات الشبان وقوة عسكرية إسرائيلية، بمنطقة باب الزاوية وسط المدينة، عقب مسيرة نظمتها الفصائل منددة بالممارسات الإسرائيلية في المسجد الأقصى. واستخدم الجيش الإسرائيلي الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، لتفريق المتظاهرين، بحسب شهود عيان. وقال الشهود لمراسل وكالة الأناضول إن عشرات المتظاهرين "أصيبوا بحالات اختناق، تم معالجتهم ميدانيا".

واندلعت مواجهات أخرى على مدخل بلدة تقوع جنوب بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية، عقب رشق شبان موقعا عسكريا إسرائيليا بالحجارة، بحسب شهود عيان. وكان الفلسطينيون، قد نظموا اليوم الثلاثاء، مسيرات في مختلف محافظات الضفة الغربية، تنديدا بالاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى. ويسود التوتر مدينة القدس، بسبب اقتحامات المستوطنين والشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى، بشكل شبه يومي، وهو ما ينجم عنه اشتباكات بين المصلين المسلمين، وقوات الأمن.

وشهد المدخل الشمالي لمدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة مواجهات أمس بين القوات الإسرائيلية ومئات الفلسطينيين في أعقاب مسيرة دعت إليها القوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية. ورشق الشبان القوات الإسرائيلية بالحجارة والزجاجات الحارقة وردت القوات بإطلاق الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع. وقالت مصادر في الاسعاف الفلسطيني إنه جرى نقل ثلاث إصابات بالرصاص الحي إلى المستشفى بالإضافة إلى آخرين أصيبوا بالرصاص المطاطي وبالاختناق وتلقوا العلاج ميدانيا. واعتقلت القوات الاسرائيلية أحد المصابين بعد إنزاله من سيارة الإسعاف. واستخدمت القوات الإسرائيلية سيارات لرش المياه على المتظاهرين وإجبارهم على التراجع. وانطلقت المسيرة من وسط مدينة رام الله بمشاركة عدد من القيادات الفلسطينية تلبية لدعوة من القوى الوطنية والإسلامية لنصرة المسجد الأقصى.

ورفع المشاركون في المسيرة التي تحركت لأكثر من أربعة كيلومترات من وسط المدينة باتجاه مستوطنة بيت إيل بشمال رام الله الأعلام الفلسطينية وهم يرددون شعارات منها "بالروح بالدم نفديك يا أقصى" و"لبيك يا أقصى".

وشهد المسجد الأقصى على مدار الأيام الماضية مواجهات عنيفة بين القوات الإسرائيلية ومصلين. ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بمحاولة تقسيم المسجد الأقصى فيما تقول إسرائيل إنها لن تغير الوضع القائم. ويسمح الوضع القائم لليهود بالدخول الى ساحات المسجد الاقصى من باب المغاربة ولكن لا يسمح لهم الصلاة فيه. واستجاب التجار في عدد مدن الضفة الغربية اليوم الى نداء القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية بالاضراب التجاري الشامل لمدة ساعتين. وعلى خلاف المرات السابقة لم تتدخل قوى الأمن الفلسطينية لمنع المتظاهرين من الوصول إلى نقاط الاحتكاك مع القوات الإسرائيلية. ووجهت حركة فتح في بيانات لها دعوات لمواصلة التظاهر خلال الأيام القادمة في وقت ينتظر فيه الفلسطينيون ماذا سيقول الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته أمام الجمعية العامة في الأمم المتحدة يوم الأربعاء