النصرة تصد هجوم «داعش» على مدينة البوكمال

استئناف عمليات نقل الأسلحة الكيماوية السورية -

بيروت- (أ ف ب) : صدت جبهة النصرة وكتائب اسلامية هجوم مسلحي الدولة الاسلامية في العراق والشام على مدينة البوكمال في شرق سوريا على الحدود مع العراق، اثر معارك ادت الى مقتل نحو 90 عنصرا من الطرفين، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان امس.


الى ذلك، تدور معارك عنيفة في شمال سوريا ووسطها بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة الذين يحاولون قطع خطوط امداد للنظام نحو مدينة حلب (شمال).

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس “صدت جبهة النصرة والكتائب الاسلامية المقاتلة هجوم الدولة الاسلامية في العراق والشام على مدينة البوكمال في دير الزور” الذي بدأ فجر امس الاول، وتمكن خلاله التنظيم من التقدم داخل المدينة.

واوضح ان النصرة والكتائب الاسلامية “استعادت السيطرة على كامل المدينة”، وانسحب عناصر الدولة الاسلامية الى “محطة -تي تو- النفطية” الواقعة في البادية (الصحراء)، على مسافة نحو 60 كلم الى الجنوب الغربي.

واشار الى ان مقاتلي الدولة الاسلامية سيطروا امس الاول على هذه المحطة الواقعة على احد انابيب النفط بين العراق وسوريا، ومحافظة دير الزور من المناطق السورية الغنية بالنفط والغاز.

واوضح عبد الرحمن ان جبهة النصرة “استقدمت تعزيزات الى البوكمال من مناطق اخرى في دير الزور”، ما مكنها من صد الهجوم.

وقال المرصد في حصيلة جديدة بعد ظهر امس، ان معارك امس الاول ادت الى مقتل 86 مقاتلا على الاقل، بينهم 60 عنصرا من جبهة النصرة والكتائب الاسلامية قتلوا خلال الاشتباكات، وسبعة اعدمتهم الدولة الاسلامية اثر سيطرتها على محطة “تي تو” النفطية، كما قتل 19 عنصرا من الدولة الاسلامية، بحسب المرصد.

وكانت عناصر داعش قد اقتحموا فجر امس الاول البوكمال وسيطروا على اجزاء منها، محاولين التقدم للسيطرة على المعبر الحدودي الذي يربط سوريا بمحافظة الانبار في غرب العراق، والتي تعد معقلا بارزا للدولة الاسلامية.

وفقد نظام الرئيس بشار الاسد السيطرة على البوكمال منذ نوفمبر 2012، وانسحب مقاتلو الدولة الاسلامية في 10 فبراير الماضي من كامل دير الزور بعد معارك مع مقاتلين اسلاميين بينهم عناصر جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة، وطردت النصرة والكتائب الاسلامية من البوكمال، اللواء الاسلامي المقاتل المبايع للدولة الاسلامية والذي كان يسيطر على المدينة، واتت الاشتباكات ضمن المعارك التي تدور منذ مطلع يناير بين التنظيم الجهادي وتشكيلات من المعارضة المسلحة.

في حماة (وسط)، افاد المرصد عن “مقتل 13 عنصرا من قوات الدفاع الوطني عقب هجوم من مقاتلي الكتائب الاسلامية المقاتلة صباح امس على حاجز مشترك للقوات النظامية وقوات الدفاع الوطني بين مدينة السلمية ومنطقة إثريا” في الريف الشرقي للمحافظة، وادى الهجوم كذلك الى مقتل اربعة مقاتلين معارضين على الاقل.

وفي مدينة حلب (شمال)، افاد المرصد عن مقتل 12 مقاتلا معارضا، وتسعة عناصر من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، في هجوم يشنه مقاتلون معارضون في منطقة الراموسة في جنوب المدينة.

واوضح عبد الرحمن ان الهجمات في جنوب حلب وشرق حماة “تهدف الى قطع طريق الامداد للقوات النظامية بين وسط سوريا وشمالها”.

ويسيطر مقاتلو المعارضة منذ اكتوبر 2012 على مدينة معرة النعمان في ريف ادلب (شمال غرب)، ما ادى الى قطع طريق امداد رئيسي للنظام بين دمشق وحماة، وحلب.

وتمكن نظام الرئيس بشار الاسد قبل اشهر من فتح طريق امداد بديل من حماة باتجاه السلمية، وصولا الى جنوب مدينة حلب.

وفي سياق آخر، اكد الناطق باسم القوة البحرية المكلفة نقل الاسلحة الكيماوية السورية ان عمليات اجلاء هذه الاسلحة استؤنفت، موضحا انه ما زال من الممكن احترام البرنامج الزمني المحدد لازالة هذه الترسانة.

وقال سايمن رودي مسؤول الشؤون العامة في رسالة الكترونية ان “العمليات استؤنفت بعد فترة توقف خلالها شحن مواد كيماوية من سوريا”. واضاف ان “الوضع الامني اعتبر جيدا بدرجة كافية” لاستئناف عمليات الشحن، مشيرا الى ان 14 حاوية تم تحميلها منذ الرابع من ابريل على السفينة الدنماركية ارك فوتورا في مرفأ اللاذقية غرب سوريا.

وتابع ان “هذا يعني ان العمليات مطابقة للبرنامج الزمني المحدد لكن الوضع الامني سيلعب دورا مهما في احترام المهل”.

وكان دبلوماسيون نقلوا في الثالث من ابريل عن سيغريد كاغ التي تنسق العملية المشتركة لتدمير السلاح الكيماوي في سوريا انه ما زال بامكان سوريا التقيد بالجدول الزمني لتدمير اسلحتها الكيماوية اذا ما استأنفت على الفور عمليات نقل هذه الاسلحة.

وكانت سيغريد كاغ التي تنسق هذه العملية مع منظمة حظر الاسلحة الكيماوية والامم المتحدة تعرض تقريرا امام مجلس الامن عبر نظام الدائرة المغلقة خلال مشاورات مغلقة. وقالت كما ذكر الدبلوماسيون انه “اذا ما استؤنفت العمليات على الفور، يمكن ان تنتهي في الوقت المحدد” اي في 30 يونيو، واوضحت ان 72 حاوية جاهزة لنقلها الى مرفأ اللاذقية في الشمال، ومنه الى خارج سوريا، مشيرة الى انه بعد عملية النقل هذه، تكون 90% من الاسلحة الكيماوية قد سحبت من سوريا.

وقالت كاغ ان السلطات السورية ما زالت قادرة على التقيد بالتزاماتها “لكن ذلك يزداد صعوبة”.

وكان مساعد المتحدث باسم الامم المتحدة فرحان حق ذكر ان 53,6% من الاسلحة او المكونات السامة تم نقلها من سوريا او تدميرها على الاراضي السورية، ولكن لم تسجل “اي حركة (للمواد السامة) منذ 30 مارس”. وفي اطار اتفاق روسي-امريكي اتاح تجنب توجيه ضربة عسكرية امريكية لسوريا، تعهدت دمشق بالتخلص من ترسانتها من الاسلحة الكيماوية قبل 30 يونيو المقبل، لكن هذه العملية تأخرت ولم يتم احترام العديد من المهل المحددة.

وبعد نقل الاسلحة الكيماوية من مرفأ اللاذقية، يتم تحميلها على سفينة امريكية من اجل تدميرها.