سيف بن سالم الفضيلي -
العلم نور وطالبه بإخلاص يترقى فيه ويسعد به ويُسعد به وطنه ومجتمعه وأمته والعالم أجمع .. ولما للعلم من أهمية كبيرة في ديننا لنفي الجهل مصداقا لقوله تعالى (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) وقول نبينا عليه افضل الصلاة وأزكى السلام (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة) فإن من يسلك طريقه فعليه بالأمانة والصدق والجد في طلبه وفي تحصيله ليعمل به ويعلمه غيره..
لقد حكمت الظروف على بعض الطلبة والطالبات أن ينهلوا من معين العلم في بقاع مختلفة من هذه المعمورة خاصة أولئك الذين يدرسون بالخارج سواء على حسابهم الخاص أو على حساب الدولة التي تعمل جاهدة في سبيل توفير فرص التعليم لهؤلاء الساعين لطلب العلم بمختلف تخصصاته لأجل الحصول على الشهادات العليا فيها خدمة للدين والوطن والمجتمع والأمة.
ولما لهذا الموضوع من أهمية كبرى كون الطالب أو الطالبة سيعيشون في بلاد مختلفة لها طبيعتها وعاداتها وقوانينها ما قد يؤثر على حياة ذلكم الطالب أو تلكم الطالبة فإنه كان لزاما على من يتحملون الأمانة أن يكونوا على دراية بهؤلاء الطلبة وأحوالهم وأن يكونوا على تواصل مستمر معهم ومع الجهة التي يدرسون بها أولا بأول وكذلك مع أولياء الامور الذين يجدون صعوبة كبيرة في الوصول إلى أبنائهم والعمل على تنظيم أو تسهيل رحلة لأولياء الأمور الى تلك البلدان للوقوف على أحوال أبنائهم وبناتهم ولو مرة في العام حتى يكون التعاون بين الجهات المعنية وبين أولياء الأمور متكاملا، هذا من جهة الدارسين خارج السلطنة.
أما بالنسبة للدارسين داخل السلطنة فإن على أولياء الأمور أن يتابعوا بين الفينة والأخرى سير دراسة أبنائهم وبناتهم مرارا وتكرارا وكذلك معرفة أحوالهم في السكنات الداخلية والالتقاء بعمادة شؤون الطلبة في الجامعات والكليات والمعاهد المنتشرة في ربوع بلادنا الحبيبة.
كما ان على الجهات المعنية بجانب التعليم العالي ان تنظم لقاءات سنوية بوجود من يمثلها بين أولياء الأمور وابنائهم الطلبة والهيئات التدريسية بالصروح العلمية في هذا اللقاء يتدارسون فيه كل ما قد يطرأ أو يعيق مسيرة طالبي العلم ليعمل الجميع على تذليل الصعاب وحل المشاكل التي لا يمكن أن ينكرها أحد.
مثل هذا التنظيم سيساعد على طمأنة أولياء الأمور على أبنائهم من كافة الجوانب تعليمية كانت أو أخلاقية وستعطي الطلبة والجهات التي تدرسهم دافعا قويا لتحقيق الهدف الاسمى من التعليم كما أنها ستقوي العلاقة بين هذه الأطراف جميعها.
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفق ابناءنا الطلبة والطالبات لنيل العلم والرغبة فيه وأن يزيدهم فهما وعلما وأن يشرح صدورهم ويوفقهم ويحفظهم من كل سوء يتربص بهم .. إنه غفور شكور.