"حفظ البيئة" ينظم يومًا توعويًّا ﻹزالة أشجار الغاف البحري من محمية الخوير الطبيعية


مسقط – الرؤية-


نظم مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني، يومًا توعويًّا مفتوحًا لتنظيف محمية الخوير الطبيعية من أشجار الغاف البحري؛ وذلك بمقر المحمية، تحت إشراف مباشر من مدير عام مكتب حفظ البيئة ومساعده، وبمشاركة عدد من طلاب مدرسة الخوير للتعليم الأساسي (9-10)؛ باعتبارها أقرب مدرسة لحدود المحمية، ومشاركة أيضًا عدد من الشركات الخاصة المجاورة للمحمية، والتي لدى بعضها أعمال داخل المحمية كشركة النفط العمانية للمصافي والصناعات البترولية، والشركة العمانية للغاز، وشركة مسقط لنقل الكهرباء، وشركة جلفار للهندسة والمقاولات، وشركة جي.بي.إس.


ويأتي هذا اليوم بهدف تعريف المشاركين باشجار الغاف البحري، وفي الوقت ذاته إزالته وإزالة بذوره من محمية الخوير الطبيعية، والتعريف بمخاطره في القضاء على التنوع الأحيائي؛ حيث إنها تتميز بقدرتها الهائلة على نشر جذورها تحت الأرض، والتي من الممكن أن تصل لمسافة 500 متر تحت سطح اﻷرض، كما يأتي اليوم لتعريف المشاركين بمحمية الخوير الطبيعية التي يجهل وجودها في قلب العاصمة مسقط الكثيرون، وهي أنشئت في العام 2004 بهدف الحفاظ على أشجار السمر (Acacia tortilis)، وتبلغ مساحتها حوالي 30 هكتارا، وتقبع وسط الزحف العمراني الكبير بولاية بوشر، كما تهدف الفعالية أيضا لتوطيد العلاقات مع المؤسسات الأخرى الحكومية منها والخاصة، والتي تشارك المكتب جنبا لجنب في الحفاظ على منظومة التوازن البيئي والحفاظ على ثرواتها الطبيعية في السلطنة, إضافة إلى نشر التوعية بالدرجة الاولى بما يهدد البيئة ويشكل قلقا عليها، إضافة إلى إشراك المجتمعات المحلية المحيطة بالمحميات كالمدارس والجمعيات الاهلية في عمليات الصون والحماية.


وبدأت الفعالية -في تمام التاسعة صباحًا بمقر محمية الخوير الطبيعية- بكلمة ترحيبية وتعريفية للضيوف عن المكتب ومهامه واختصاصاته ولمحة مقتضبة عن محمية الخوير الطبيعية والتحديات التي تتعرض لها في الوقت الحالي؛ أبرزها: انتشار أشجار الغاف البحري، ألقاها سالم بن نصير الربيعي إخصائي أول حياة برية بمكتب حفظ البيئة. تلاها عرض تعريفي من قبل المهندس هلال بن سعيد المعشري من شركة النفط العمانية للمصافي والصناعات البترولية حول خط أنابيب البترول في السلطنة التي تنفذها الشركة، مُتطرقا لأنبوب البترول الذي يمرُّ من وسط المحمية.. مؤكدا أن الشركة تراعي مسؤوليتها اتجاه المحمية فتحرص على عدم تأثرها بأية أعمال ملحة تقوم بها الشركة داخل المحمية كوجود مثل هذا الأنبوب، كما عرض المهندس إنجازات الشركة ومساهمتها الفاعلة مع المؤسسات الأخرى في السلطنة لبناء الوطن في القطاع النفطي بالتحديد.


وتلا ذلك حملة ضمَّت جميع المشاركين لتنظيف المحمية من أشجار وبذور الغاف البحري؛ مُتوزعين على خمس مجموعات كل مجموعة بقيادة إخصائي حياة البرية من مكتب حفظ البيئة، يُرشدهم، ويجيب عن أية استفسارات متعلقة، منتشرين داخل تخوم المحمية لتنظيفها من أشجار الغاف البحري والمخلفات الأخرى. وبعد انتهاء الحملة، قام مساعد المدير عام لمكتب حفظ البيئة عبدالمجيد بن صالح الدرمكي بتوزيع شهادات التقدير على المشاركين في الحملة من الشركات الخاصة ومدرسة الخوير للتعليم الاساسي (5-10)، شاكرا لهم جهودهم وتعاونهم على الحفاظ على المحمية.


وقال راشد الجابري مشرف ميداني على محمية الخوير الطبيعية: إن شجرة الغاف البحري وتسمى علميا بـ(Prosopis juliflora) هي شجرة شوكية دائمة الخضرة تنتمي للعائلة البقولية تنمو تحت ظروف بيئية واسعة تتحمل الجفاف وقحولة الأراضي، وتتميز بقدرتها الهائلة على نشر جذوعها تحت الأرض؛ حتى إن جذورها قد تنتشر إلى مسافة 500 متر تحت سطح اﻷرض، وقد تهاجم جذورها أنواع الأشجار والمحاصيل المتنافسة معها وتنمو بالقرب منها، إضافة لإمكانية وصولها في المدن لتدمير أنابيب المياه والصرف الصحي". وأضاف بأن أشجار الغاف البحري تمتاز بقدرة هائلة على المواءمة مع ظروف البيئة المحيطة وسهولة سرعة النمو من البذور مباشرة، كما أن بذورها غير قابلة للهضم وثمارها غير مُستساغة لأنواع الحيوانات، ولها قدرة فائقة على الانتشار الطبيعي، وهو الحال الذي مرت به محمية الخوير الطبيعية قبل هذه الحملة التي نعتبرها -ولله الحمد- باكرة لعدم تأثر التنوع الإحيائي في المحمية بعد بها".


وأشار إلى أن الأضرار الناجمة عن وجود الغاف البحري سواء في المحمية او خارجها، قائلا إن أشجار الغاف البحري تتمكن من القضاء على الأصناف المحلية من الأشجار والنباتات الأخرى والإضرار بالآليات الزراعية، حيث إنها تعيق تحضير الأرض وتزيد من تكلفة الإنتاج، كما أن لجذورها المقدرة الجبارة على مهاجمة أنابيب المياه والصرف الصحي، وهي أيضا لها المقدرة في إيواء وإكثار بعض الآفات الزراعية.


ويُشار إلى أن هذه الفعالية هي استمرار لأنشطة مكتب حفظ البيئة الإعلامية والتوعوية لنشر التوعية البيئية للمجتمع العماني وتوسيع أفق العلاقات الطيبة والمستمرة بين المكتب والمؤسسات الحكومية والخاصة والتي هي الأخرى كذلك معنية بالحفاظ على البيئة العمانية وتنوع ثرواتها ومصادرها الطبيعية.