بمشاركة عدد من المتحدثين الدوليين -
كتب ـ سرحان المحرزي -
افتتحت أمس فعاليات ندوة الإجادة في الخدمات الحكومية الإلكترونية والتي تنظمها هيئة تقنية المعلومات خلال الفترة من 21 إلى 23 أبريل الجاري في منتجع شانجريلا بر الجصة، حيث رعى حفل افتتاح الندوة سعادة طلال بن سليمان الرحبي نائب أمين عام المجلس الأعلى للتخطيط بمشاركة ممثلين عن مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة.
وقال سعادة طلال بن سليمان الرحبي نائب أمين عام المجلس الأعلى للتخطيط في تصريح له: إن ندوة الإجادة في الخدمات الحكومية الإلكترونية تأتي في وقت مهم وذلك في إطار استعداد الجهات الحكومية للمشاركة في جائزة السلطان قابوس للإجادة في الخدمات الحكومية الإلكترونية، مشيرا سعادته إلى أن المشاركين من عدد من الجهات الحكومية على مستوى عال، ونرجو أن تستمر الخطوات والإنجازات التي تمت في مجال الحكومة الإلكترونية.
وأضاف سعادته: إن الخطط وما يقدم الآن من خدمات إلكترونية للجمهور في تسارع، ونطمح إلى أن نجد مشروعات تشارك في جائزة السلطان قابوس لهذا العام بمستوى عال وتقدم خدمة جيدة للمواطنين والمقيمين.
تقديم الأفضل
وقال سعادة نائب أمين عام المجلس الأعلى للتخطيط متحدثا عن خطة التحول للحكومة الإلكترونية والمراحل التي وصلت إليها: إن الحكومة الإلكترونية ليست محصورة في كلمة الإلكترونية وإنما هي حول تطوير الأداء والشفافية وتبسيط وتقديم أفضل الخدمات لمتلقي الخدمات سواء كانوا مواطنين أو مقيمين أو قطاع الأعمال.
وأشار سعادته إلى أن مستوى الخدمات في تطور ملحوظ وربما أفضل مؤشر على قياس التطور وكذلك التحديات هو تقرير الأمم المتحدة، واستمعنا من خلال العرض الذي قدمه الخبير ريتشارد كيربي خبير الأمم المتحدة حول تقارير الأمم المتحدة في مجال قياس تقدم السلطنة مقارنة بدول مجلس التعاون الخليجي ودول العالم الأخرى والتطور الملحوظ لدول مجلس التعاون في مجال الحكومة الإلكترونية، وأكد سعادته أن التقرير القادم للأمم المتحدة والذي من المتوقع أن يتم إطلاقه منتصف العام الجاري سيوضح مدى التقدم الذي حققته السلطنة في هذا المجال ونأمل أن تكون النتائج طيبة.
جائزة في الخدمات
وضمن فعاليات الندوة ألقى الدكتور سالم بن سلطان الرزيقي كلمة هيئة تقنية المعلومات، حيث سلّط الضوء على أهمية تنظيم الندوة وتزامنها مع الإعلان عن تفاصيل النسخة الرابعة لجائزة السلطان قابوس للإجادة في الخدمات الحكومية الإلكترونية، والتي تعد أهم جائزة في مجالها على المستوى المحلي، كما أنها من الجوائز المرموقة على المستويين الإقليمي والدولي، لما تتمتع به من مصداقية وشفافية في التقييم والتحكيم، وكذلك لتطبيقها أفضل المعايير الدولية في تنظيم مثل هذا النوع من الجوائز.
كما حث الرزيقي المؤسسات الحكومية والخاصة على المشاركة في الجائزة والتي من المقرر أن تبدأ مرحلة التسجيل في شهر يوليو القادم، وذلك للاستفادة من جو التنافس الذي تتيحه الجائزة في ظل وجود كوكبة من المحكمين الدوليين والأكاديميين ومن المختصين داخل الهيئة والذين سيسخرون كافة الإمكانيات لتوجيه القائمين على تنفيذ وتطوير المشروعات المشاركة، بما يخدم مصلحة تلك المؤسسات على طريق الإجادة في تقديم الخدمات الحكومية الإلكترونية.
تعاون
وحول أهمية تعاون مؤسسات القطاعين العام والخاص يقول الرزيقي: «إننا في هيئة تقنية المعلومات نعمل مع مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمجتمع عمان الرقمي والحكومة الإلكترونية والتي تهدف إلى تعزيز وتفعيل سياسة الدولة للانتقال إلى اقتصاد مبني على تقنية المعلومات وتحقيق المنفعتين الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع العماني في إطار سياسة التنويع الاقتصادي والتنمية المستدامة.
ويضيف: «نحن واثقون بأن تحقيق تلك الغايات النبيلة لا يتحقق إلا بتضافر الجهود بين مختلف المؤسسات لتقديم خدمات تكاملية نخدم من خلالها أبناء المجتمع، ونساهم في تطوير وطننا في مختلف القطاعات والمجالات. ولعل الطريق الأمثل لإثبات ذلك التوجه هو من خلال الإجادة في تقديم خدمات إلكترونية متطورة، تعكس حجم الجهود المبذولة من قبل مؤسساتنا التي ننتمي إليها».
التحول الإلكتروني
بعدها تطرق الرزيقي إلى خطة التحول للحكومة الإلكترونية حيث يقول: «تقوم الهيئة وبالتعاون مع مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة بتكثيف الجهود للوصول إلى أهداف خطة التحول للحكومة الإلكترونية والتي نسعى من خلالها إلى الارتقاء بالسلطنة إلى مصاف الدول المتقدمة في مجال تقديم الخدمات الحكومية الإلكترونية، حيث دشنت الهيئة خلال الربع الأخير من عام 2013 البنية الأساسية للمفاتيح العامة أو ما يسمى PKI على شريحة الهاتف النقال، حيث أصبحت السلطنة أول دولة في المنطقة تطلق خدمات الهوية الإلكترونية على شريحة الهاتف المحمول، حيث تم البدء في استخدام الهوية الرقمية في كل من وزارة التجارة الصناعة وبلدية مسقط ووزارة القوى العاملة ووزارة العدل.
المحطة الواحدة
وأشار الرزيقي إلى أهمية تقديم خدمات إلكترونية متكاملة تقدم للمواطنين وقطاع الأعمال، حيث يقول: نعمل في هيئة تقنية المعلومات مع العديد من المؤسسات الحكومية في مشروعات رئيسية سيكون لها دور في تقديم خدمات إلكترونية متكاملة، فوزارة التجارة والصناعة تعمل في منظومة الخدمات التجارية المتكاملة في المرحلة الثالثة من مشروع المحطة الواحدة والتي ستتكامل خدماتها مع 8 مؤسسات رئيسية تعنى بتقديم الخدمات الإلكترونية، وتعمل شرطة عمان السلطانية في مشروعين مهمين هما منظومة الزائر والتي تسعى السلطنة من خلالها إلى تقديم الخدمات الإلكترونية لزائري السلطنة. كما يتم حاليا تنفيذ مشروع الجمارك والذي سيسهل على قطاع الأعمال إجماع الخدمات المعنية بالاستيراد. كما تقوم وزارة المالية بتنفيذ مشروع الضرائب».
المتحدثون
وقالت فاطمة بنت سالم الريامية (مديرة الإجادة التشغيلية) بهيئة تقنية المعلومات عن المتحدثين: لقد راعينا عند اختيارنا للمتحدثين أن يكونوا من أصحاب الخبرة ومن ذوي الاختصاص في مجال تطبيق الحكومة الإلكترونية حيث يشارك في تقديم أوراق العمل التي تتضمنها الندوة كل من بول ووكر وهو زميل أبحاث زائر بكلية برونل للأعمال في جامعة برونل – لندن وله اهتماماتٌ بحثية بالحكومة الإلكترونية ويشغل حاليًا منصب مدير المشاريع في المفوضية الأوروبية لدراسة الخدمات الاجتماعية بواسطة تقنية المعلومات والاتصالات، وكذلك ريتشارد كيربي ويشغل منصب المستشار الإقليمي للحكومة الإلكترونية بإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة، وكان مسؤولًا عن تنسيق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في إفريقيا وصياغته للمساعدة على تطوير القطاع الخاص في إفريقيا وقطاعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ويعمل حاليًا مستشارًا للقطاع الخاص وتكنولوجيا المعلومات بالمكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في إفريقيا.
وسيتناول كل من ريتشارد كيرببي وبول ووكر بعض الجوانب المتعلقة بالإجادة في الخدمات الحكومية الإلكترونية، كما سيركزان على تقرير الأمم المتحدة للحكومة الإلكترونية 2014 إلى جانب عرض أفضل منهجيات وتطبيقات الحكومة الإلكترونية، وتوجهاتها الدولية بما في ذلك بحث أحدث الابتكارات في مجال تقديم الخدمات الحكومية الإلكترونية وتقديم الخدمات عبر الهواتف النقالة.
وتضيف الريامية: كذلك يشارك معنا كل من: لويس بولفورد والتي عملت في منصب مدير «تبادل الابتكار الاجتماعي» (والمعروف بـSIX)، وهي مجموعة دولية مكونة من 5000 من الأفراد والمنظمات العاملة في مجال الابتكار الاجتماعي، وكانت مسؤولةً عن شبكة المنظمة في آخر أربع سنوات، وتدير لويس المجموعة الأوروبية التي تقود مشروع المفوضية الأوروبية الرائد «الابتكار الاجتماعي لأوروبا» وهي شبكة أوروبية للابتكار الاجتماعي. إلى جانب أندرو فيدامان والذي يعمل مديرًا تنفيذيًا وأحد مؤسسي «أعمال الشباب الدولية» وقد عمل أندرو سابقًا بمنصب مدير المنتدى الدولي لقادة رجال الأعمال من عام 1996 إلى عام 2008، كما أنه عضوٌ في اللجان الاستشارية لعدة منظمات تعنى بمهارات القيادة وتطوير المشروعات والمسؤولية الاجتماعية.
وستركز لويس بولفورد وفيدمان والدي على موضوع البرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر وتعزيز الثقافة والمعرفة بأهميتها، وذلك إلى جانب سبل تعزيز الوعي بين الشباب حول فرص وتحديات ريادة الأعمال، ودور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول.