عبدالله المعمري -
كان لحديثه معها بعض من الغرابة، حينما طرح عليها السؤال وأتبعه بتفصيل للإجابة، وقال لها : هل تعلمين بأني أعيش بك تفاصيل الرواية التي بوجودك فقط تكتمل فصولها، فروايتي معك تمثل أربعة فصول، بقدر تلك الكلمة التي ينبض بها قلبي بلا شريك لك بها، فصول ترسم خارطة النبض الذي يجمع مابين القلب والروح والجسد.
الفصل الأول منها هو ذاك الجمال الذي أعشق ملامحه بك، كأنه زهرة لافندر بنفسجية، تفوح منها عطور لايشتمها إلا أنا، بعبق الزمان، وإن فرقنا المكان، النظر لك يُسكن النفس في هدوء من ضجيج الوجوه الملطخة بتقاسيم الجذب الخادع.
فإن كانت اللؤلؤة تسكن في صدَفة في أعماق البحر، تحميها من صخوره وتقلبات أمواجه العميقة، فهكذا هي جمالية روحكِ التي تسكن وسط صدَفة الطيبة، تحميني بوجودكِ في أعماقي من عواصف الأيام، وأمواجها المتلاطمة على رمال شاطئ الأمان في وجداني .
أما فصل روايتكِ الثاني، فهاهو يفصح لي عن سمو الحس العاطفي، المختزل في نظرية عينيكِ، ومواقف تصنعها الأيام تباعا، مابين شدٍ وجذب في الحديث بمودة ورحمة، وعافية في الضمير، بنفس مطمئنة، فحينما أقطف من حديقة عاطفتكِ بعضا من ثمار التوت، والدراق، وأمزجهما معا، لأصنع شرابا، يفوق الشهد طعما، والزبد لونا، فأرتوي منه، فلن تعطش روحي حينها إلا لكِ، لكِ أنتِ فقط.
فيما يسرد لي فصل روايتكِ الثالث، عن ذاك الحنان المتواري بين سحب ماطرة، تسقي أرضي، فتنبت الزرع، الذي أحصد منه ما يكون لي سندا في هذه الحياة، وأعيش ملكا، حيزت لي الدنيا بما رحُبت، تأتيني به السعادة بالوجود الأزلي لوجودكِ في القلب، الذي لاتعرف كلمات السر للدخول إليه إلا أنتِ فقط، ولاينبض إلا بكِ ولكِ.
لتنهي فصول روايتكِ، في فصلها الرابع، ما لايمكن أن يكون مني إلا لكِ أنتِ فقط، دون سواكِ، عهد الوفاء، بالحب، بتلك اليد التي تصافح حنايا العاطفة الإنسانية، التي ترخي بظلالها عليكِ، عشقا، ودفئا في الشعور، وجمالية في المعنى الحقيقي لأن أكون بكِ سمو المعالي، بمملكة وجداني التي تحرسها أقمار كأقمار زحل، بتناغم أزلي.