مقتل 20 في غارات تركية على حزب العمال الكردستاني.. واختطاف 18 تركيا في بغداد

عواصم- رويترز

قال الجيش التركي إن طائراته الحربية قصفت مواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا أمس بعد مقتل جندي في المنطقة فيما ذكرت وسائل إعلام حكومية أن 20 مسلحا قتلوا في الغارات الجوية.

وتندلع الاشتباكات يوميا بين القوات التركية والمتمردين -الذين توجد قواعد لهم في جبال شمال العراق المجاور- منذ انهيار وقف إطلاق النار بين الجانبين الشهر الماضي الأمر الذي يلقي بظلاله على مفاوضات السلام.

وقالت هيئة الأركان العامة التركية على موقعها على الإنترنت إن مقاتلي حزب العمال الكردستاني المسلحين ببنادق فتحوا النار في الصباح الباكر على القوات التي كانت تمشط طريقا في حي شمس الدين بإقليم هكاري قرب الحدود مع إيران والعراق.

وفي الاشتباك الذي وقع بعد ذلك قتل جندي وأصيب اثنان ونقلا جوا إلى المستشفى. وبعد ذلك دمرت طائرتان من طراز إف-16 مواقع قريبة لحزب العمال الكردستاني وجرى إرسال تعزيزات شملت طائرات هليكوبتر هجومية وطائرات بدون طيار وجنودا.

وقالت وكالة الأناضول للأنباء إنّ 20 مقاتلا من الحزب قتلوا في الغارات الجوية.

وقتل نحو 70 من أفراد قوات الأمن التركية منذ أن بدأ حزب العمال الكردستاني هجماته في أوائل يوليو. وتقول وكالة الأناضول للأنباء إن أكثر من 900 من مقاتلي حزب العمال الكردستاني قتلوا في جنوب شرق تركيا وفي العراق منذ 22 يوليو.

وأعاد القتال إلى الأذهان ذروة الصراع في تسعينيات القرن الماضي وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش يوم الأربعاء إنّ الشرطة التركية أساءت معاملة محتجزين في إطار ردها على تهديدات أمنية مزعومة.

وقال بنيامين وارد نائب مدير هيومن رايتس ووتش في أوروبا ووسط آسيا "المثير للقلق البالغ أن الشرطة في جنوب شرق تركيا يبدو أنها تعود إلى الأساليب المسيئة."

وشاب اضطرابات سجون ديار بكر أكبر مدينة في جنوب شرق البلاد وقالت مصادر أمنية إن 194 سجينا نقلوا إلى سجون على البحر الأسود خلال اليومين الماضيين بسبب التكدس.

وقال محامي صحفيين بريطانيين وآخر عراقي يعملون لدى قناة فايس نيوز الاخبارية إنهم نقلوا من ديار بكر إلى سجن في مدينة أضنة. ووجهت لهم اتهامات يوم الاثنين لصلاتهم بمنظمة إرهابية بعد أيام من احتجازهم اثناء تغطيتهم الصحفية في المنطقة.

وقال كيفين ساتكليف رئيس البرامج الإخبارية لأوروبا في قناة فايس في بيان "تبدو هذا الخطوة تعطيلا صارخا لعملية قانونية عادلة تعهدت تركيا مرارا بالتمسك بها. ندعو الحكومة التركية إلى الغاء هذه الاتهامات السخيفة وإطلاق سراح زملائنا على الفور."

وحمل حزب العمال الكردستاني السلاح عام 1984 وتصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أنه منظمة إرهابية.

وقتل أكثر من 40 ألفا منذ أن حمل الحزب السلاح إلا أن العنف توقف بعد أن بدأت أنقرة في 2012 محادثات مع عبد الله أوجلان زعيم الحزب المسجون.

وبدا أن تقدما يتحقق تجاه التوصل لاتفاق سلام إلا أن السياسات الداخلية وتدخل الأكراد في الحرب الأهلية في سوريا المجاوة أضعفا المحادثات قبل الانتخابات البرلمانية التركية التي جرت في يونيو.

وفي سياق آخر، قالت شركة نورول القابضة إن مسلحين يرتدون زيا عسكريا اختطفوا 18 عاملا تركيا من استاد رياضي كانوا يشيدونه بشمال شرق بغداد أمس، فيما قالت أنقرة إنه هجوم مستهدف فيما يبدو.وقال دبلوماسيون إن تركيا قد تتعرض لأعمال انتقامية بعد أن تخلت عن تحفظها الذي استمر لشهور إزاء شن ضربات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا المجاورة وفتح قواعدها للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال المتشددين السنة.

وقال العميد سعد معن الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية إن العمال اختطفوا في حي الحبيبية الذي تقطنه أغلبية شيعية بشمال شرق بغداد في حوالي الساعة الخامسة فجرا.ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الخطف على الفور لكن نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش قال إن السلطات في البلدين تتعاون في الأمر.

وقال أوجور دوجان الرئيس التنفيذي لنورول "اقتحم أشخاص يرتدون زيا عسكريا الباب في الساعة الثالثة فجرا، وخطفوا كل هؤلاء الناس."

وفي العام الماضي خطف متشددو تنظيم الدولة الإسلامية 46 تركيا في مدينة الموصل لكن أطلق سراحهم دون أذى بعد أكثر من ثلاثة أشهر على خطفهم.

وعادة ما تعلن الدولة الإسلامية شن هجمات انتحارية في بغداد لكن الفصائل الشيعية والجماعات المسلحة الأخرى تنشط هناك أيضا.

وكثفت الحكومة التي يقودها الشيعة في بغداد إجراءات الأمن في المدينة هذا الأسبوع قبيل خطط لتخفيف القيود على دخول المنطقة الخضراء المحصنة وإلغاء المناطق التي حظرت دخولها الفصائل المسلحة والأحزاب السياسية.

وقال مصدران من الشرطة إن المسلحين وصلوا في قافلة سيارات رياضية سوداء. ونفى معن تقارير بأن ما يصل إلى ثلاثة عراقيين خطفوا أيضا من المكان وقال إن عدد المختطفين 16.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية التركية إن الرعايا الأتراك اختطفوا بشكل مقصود على يد مهاجمين دون أن يذكر أي تفاصيل.

وكان تنظيم الدولة الإسلامية نشر تسجيلا مصورا الشهر الماضي اتهم فيه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بأنه "يبيع البلاد للصليبيين" وبالسماح للولايات المتحدة باستخدام القواعد التركية "لمجرد الاحتفاظ بمنصبه". وتقوم تركيا بدور في قتال متشددي التنظيم الذين يتقدمون عند حدودها الجنوبية.

وقال كورتولموش إن السلطات التركية لم تتمكن من إجراء اتصال مع جندي تركي فقد في وقت متأخر يوم الثلاثاء عقب إطلاق نار عبر الحدود من منطقة خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا مما أسفر عن مقتل جندي آخر.