خبراء دوليون: مشاركة المجتمع المحلي من أهم عوامل نجاح صناعة المؤتمرات -
كتبت – أمل رجب -
أكد خبراء واستشاريون دوليون في صناعة المؤتمرات أن السلطنة لديها مقومات كبيرة تؤهلها للبروز كوجهة عالمية للمؤتمرات لكن النجاح في تحقيق هذا الهدف يتطلب مساهمة فعالة من المجتمع المحلي وقال الخبراء: إنه من وجهة نظر الشركات فإن الفعاليات والمؤتمرات تعد بيئة سانحة للغاية لطرح واقتناص الفرص الجديدة والخيار الأول لهذه الشركات عند المشاركة في إحدى الفعاليات أو المؤتمرات هو الاتجاه إلى مقصد يقدم كافة التسهيلات التي تسهل إنجاز أهداف المشاركة في المؤتمر وإذا كان الأمر يتعلق بالجانب الاستثماري أي سياحة الأعمال فإن أحد المعايير الأساسية التي تشجع الشركات على المشاركة هي وجود الفعالية وما يرتبط بها من فرص في دولة تسهل أداء الأعمال.
جاء ذلك في أثناء الحلقة النقاشية التي تم عقدها أمس في ختام مؤتمر عمان الاستشاري الأول والذي نظمه مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض بالتعاون مع شركة عُمران.
وأوضح الخبراء أن أحد العوامل المهمة للجهات والشركات المنظمة للمؤتمرات عند اختيارهم إحدى الدول لتنظيم فعالية مهمة هو الجانب التجاري خاصة حسابات تكلفة المؤتمر التي ترتبط بأسعار الفنادق والخدمات وغير ذلك من العوامل وأوضح الخبراء أن المؤتمرات باعتبارها صناعة منظمة لابد أن تحقق هدفا رئيسيا من وراء تنظيم الفعاليات وهو تحقيق الأرباح وفي الوقت نفسه إمكانية تحديد مبالغ معقولة للمشاركين في المؤتمر.
وأشار بعض المشاركين إلى أن إحدى الملاحظات الأساسية عند تقييم السلطنة كوجهة محتملة للمؤتمرات وأن هناك الكثير من الفنادق الرائعة رفيعة المستوى لكن بعض المنظمات تحتاج فئة أخرى من الفنادق هي متوسطة التكلفة لتلائم نوعيات من المشاركين مثل الطلاب على سبيل المثال والذين لا يتحملون دفع كلفة عالية للمشاركة في المؤتمرات.
وفي مناقشات من قبل ممثلي الجمعيات الأهلية والمهنية المشاركين في الحلقة النقاشية أوضحوا أن ما تم عرضه من آراء في هذا المؤتمر قدم صورة واضحة للمتطلبات والحوافز المطلوبة لصناعة المؤتمرات في السلطنة لكن هناك أهمية كبيرة لتحديد جهة تكون مسؤولة عن تنسيق وإطلاق الجهود والسياسات التي تدعم صناعة المؤتمرات حتى لا تتوزع المسؤولية بين عدد من الجهات.
ورد منظمو الحلقة النقاشية أن صناع القرار في السلطنة على وعي بما ينبغي القيام به لتحقيق هذا الهدف ومن الملاحظ انه حتى الآن لم يتم استضافة مؤتمر أو فعالية عالمية في السلطنة نظرا لعدم وجود التسهيلات اللازمة لذلك وبالتالي فإن مشروع مركز عمان للمؤتمرات والمعارض سيحدث تغييرا جذريا في هذا الوضع وستمتلك السلطنة للمرة الأولى تسهيلات على مستوى عالٍ لإقامة المؤتمرات والفعاليات.
وأوضحت وزارة السياحة خلال مشاركتها في الحلقة النقاشية أن سياحة المؤتمرات والاجتماعات تعد أحد المكونات الأساسية في استراتيجية السياحة الجاري إعدادها حاليا وهذه الاستراتيجية تركز على الجودة وليس العدد وهناك إنجازات مهمة ينبغي الإشارة إليها عند الحديث عن التطور والتسهيلات في قطاع السياحة مثل المطارات الجديدة ومشروعات البنية الأساسية والفنادق الجديدة ومركز المؤتمرات وغير ذلك من مشروعات تمثل في النهاية مكونات تساهم في تحقيق نقلة جيدة في قطاع السياحة.
ويذكر أن مؤتمر عمان الاستشاري الأول تم تنظيمه بالتعاون مع الاتحاد المهني لإدارة المؤتمرات (PCMA) وجمع المؤتمر 15 خبيراً عالمياً في مجال صناعة وتنظيم المؤتمرات والمعارض لتعزيز استعداد السلطنة لتنظيم المؤتمرات والمعارض وجذب الجهات والمنظمات الدولية لإقامة فعالياتها في المركز المقرر افتتاحه في عام 2016. وبإشراف شيرف كرمات، الرئيس التنفيذي للعمليات بالاتحاد، قام الخبراء على مدى يومين بتسليط الضوء على العوامل الرئيسية التي تجذب المزيد من السياح للسلطنة، واستعراض المقومات التي تمتاز بها عُمان لتصبح وجهة عالمية مثالية لتنظيم المؤتمرات والمعارض.
كما شارك الخبراء بآرائهم ومقترحاتهم حول تعزيز نمو قطاع المؤتمرات والمعارض في السلطنة حيث أكّدوا للموردين المحليين على الخدمات والمنتجات التي يفضلها سياح الأعمال بشكل عام التي تتميز بها السلطنة من مناطق طبيعية وأماكن استجمام ومرافق ذات معايير عالمية، إضافة إلى الفرص المتاحة لتبادل المعارف والخبرات.
ومن المتوقع أن يستقطب مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض ما يقارب من 600 ألف زائر سنوياً وأن يصبح المنصة المثالية لسياحة الأعمال ويوفر فرصا استثمارية واعدة لقطاع الضيافة المحلي.
وعلى هامش المؤتمر، وفي خطوة للاستفادة من الفرص الاستثمارية المُتنوعة والشراكات التجارية والفعاليات السياحية التي سيُوفّرها المركز أمام المُؤسسات الصغيرة والمُتوسطة في صناعة الاجتماعات والمُؤتمرات بالسلطنة وتعزيز الشراكات مع أبرز الموردين المحليين وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، يُنظّم المركز ملتقى رواد الأعمال في فندق إنتركونتننتال مسقط اليوم بحضور لفيف من الشركات البارزة.