سالم بن حمدان الحسيني -
مع قدوم فصل الصيف والذي عادة ما يبدأ من شهر ابريل إلى شهر سبتمبر من كل عام تتوافد إلى البلاد الأفواج السياحية من كل حدب وصوب، حيث تتقاطر مركبات السائحين عبر بوابتيها الشمالية والجنوبية اللتين تطل من خلالهما على العالم الخارجي، والبون شاسع في مؤشر الثرمومتر الحراري بينهما حيث لهيب البوابة الشمالية يتعدى الأربعين باستثناء جبل شمس والجبل الأخضر بينما نسيم بوابتها الجنوبية يلامس درجة العشرين وبين الحالتين تواءمت شجرتا النخيل والنارجيل.
في هذا الفصل من كل عام اعتادت الشرطة تكثيف دورياتها حفاظا على الأمن العام وتأمينا للسلامة المرورية على الطرقات من أجل ايجاد بيئة يتنسم من خلالها المواطنون والمصطافون والجموع الغفيرة القادمة من بلدان الجوار هربا من لهيب الصحراء إلى محافظة ظفار أرض الخصب والنماء.
وفي هذا الفصل بالذات ورغم تكثيف الحركة المرورية لشرطة عمان السلطانية إلا أن الحوادث المرورية في ازدياد مع ظاهرة تعطل الشاحنات وخاصة في طريقين رئيسيين الصحوة – بدبد وأدم – ثمريت لأنهما الأضعف في امتصاصهما الحركة المرورية الكثيفة، ولذا فهناك مطالبات كثيرة بتكثيف الرقابة على الشاحنات الثقيلة المحملة بالحمولة الزائدة حيث تنطلق بسرعات كبيرة الأمر الذي يؤدي بها إلى التدهور نتيجة السرعة أونتيجة لانفجار إطاراتها مما يتسبب في حوادث مؤلمة وتعطل لحركة السير.
إن أسباب تعطل تلك الشاحنات ليس بخاف على المعنيين بشرطة عمان السلطانية والتي يعزوها الكثير إلى تحايل قائدي تلك الشاحنات على القانون عند فحصها الدوري وهو الاعتماد إلى تغيير إطاراتها المتهالكة لفترة آنية حتى يتم اجازتها فنيا ومن ثم إرجاع الاطارات القديمة وهذه الطريقة متعارف عليها بين أصحاب الشاحنات تتم في الخفاء عبر منافع متبادلة فيما بينهم. من أجل ذلك وحتى يتم قطع هذا التحايل وسد هذا الطريق على تلك الفئة التي همها كسب المال دون اعتبار لأخلاقيات المهنة يطالب الكثير بتكثيف دوريات الفحص على إطارات الشاحنات خصوصا خلال هذه الفترة وتشديد العقوبة على المخالفين وإحالة من تثبت قيامه بالتحايل على القانون إلى عدالة المحاكم ليأخذ جزاءه المستحق على اقترافه هذا الجرم في حق الوطن والمواطن، فميزان الحق سبحانه في القرآن الكريم واضح جلي (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)، وأرقام الحوادث الناتجة جراء هذه الحوادث مخيفة والاحصائيات لدى شرطة عمان السلطانية.