برامج بحثية لتحسين السلالات بمحطة البحوث الحيوانية بظفار

للنهوض بالثروة الحيوانية وتحقيق الأمن الغذائي -

صلالة – بخيت كيرداس الشحري -

يعتبر قطاع الثروة الحيوانية من أوائل القطاعات التي تلقى اهتماما كبيرا من قبل وزارة الزراعة والثروة السمكية وذلك لما له من أهمية كبرى في توفير اللحوم والألبان وكافة المنتجات الحيوانية المحلية وتقليل الإستيراد من الخارج حتى يمكن الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من تلك المنتجات في السنوات القريبة القادمة.

ولتحقيق ذلك فكان لابد من مواكبة التطور السريع في مجال البحث العلمي والخاص بالتحسين الوراثي للحيوانات المحلية وإنتاج سلالات محسنة من شأنها أن تزيد من إنتاج اللحوم والألبان والدواجن في السلطنة.

ومن هنا جاء دور المديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية والتي لا تدخر جهدا في توفير الدعم الكامل للبحوث والبرامج البحثية الجارية في كافة مجالات الثروة الحيوانية، ومن خلال هذا اللقاء نتعرف على تفاصيل أكثر عن محطة البحوث الحيوانية بصلالة.


أهمية وجود محطة البحوث


يقول المهندس عبدالله بن سالم بن عمر الرواس رئيس محطة البحوث الحيوانية بصلالة ان محطة البحوث الحيوانية بصلالة تعتبر من أهم المحطات البحثية التابعة للمديرية العامة للبحوث الزراعية والحيوانية وذلك لما لها من نشاط كبير في مجال البحوث الحيوانية حيث افتتحت في نوفمبر من عام 1990م، ومن أهدافها الرئيسية هو تحسين السلالات المحلية عن طريق الإنتخاب أو التهجين مع السلالات العالمية المتميزة في إنتاج اللحم والحليب والبيض، وبدأ العمل مع السلالات المحلية بكافة أنواعها (أبقار – ماعز – دواجن) حيث يوجد بالمحطة أربعة مختبرات بحثية هي مختبر بحوث الأبقار ومختبر بحوث الماعز والأغنام ومختبر بحوث الدواجن علاوة على مختبر بحوث الألبان.

كل هذه المختبرات عملت معا بهدف واحد هو خدمة المربين بالمحافظة وذلك عن طريق إنتاج سلالات محسنة وراثيا وذات كفاءة عالية في الإنتاج يتم توزيعها على المربين لتحسين السلالة لديهم مما يعود بزيادة الناتج المحلي من اللحوم والألبان والبيض وبالتالي توفير الأمن الغذائي في المحافظة.


برامج بحثية لتحسين السلالات

وحول البرامج البحثية في المحطة وعملية تحسين السلالات المحلية يوضح المهندس عبدالله الرواس أن السلالات المحلية تمتلك قدرات إنتاجية متفاوتة مما يعني أنه توجد إمكانية لتحسين هذه القدرات وراثياً ومن ثم نشر التراكيب الوراثية المحسنة على المربيين من أجل تحسين قطعانهم بحيث تزيد من إسهامها في مد السوق المحلي بالمنتجات الحيوانية، لذا تقوم المحطة حالياً بتنفيذ 3 برامج بحثية طويلة المدى منذ عام 1995م وهي برنامج التحسين الوراثي للأبقار المحلية بمحافظة ظفار بالإنتخاب، برنامج التحسين الوراثي للماعز الظفاري بالإنتخاب وبرنامج التحسين الوراثي للدجاج المحلي بالانتخاب، كما تم التجهيز للبدء ببرنامج للتحسين الوراثي للأغنام المحلية (الضآن) لإنتاج اللحم.

ويضيف الرواس أن هذه البرامج تهدف إلى دراسة القدرات الإنتاجية للسلالات المحلية من خلال اتباع الطرق الحديثة في مجال تربية الحيوان والتحسين الوراثي للصفات التناسلية والإنتاجية بالانتخاب في نفس السلالة بغية الوصول للقدرات الإنتاجية الفعلية لهذه السلالات، ومن ثم توزيع المخرجات المحسنة (الذكور) على المربين لتحسين قطعانهم، وحفظ وصيانة السلالات المحلية وإجراء دراسة للتوصيف الوراثي على المستوى الجزيئي لتلك السلالات لتحديد البصمة الوراثية لها لتوثيقها دولياً كسلالات عمانية أصيلة وضمان استدامتها.


السلالات المحسنة من الابقار المحلية


وفيما يتعلق ببحوث الأبقار وعمل برامج لتحسين سلالاتها يقول رئيس محطة البحوث الحيوانية بصلالة المهندس عبدالله الرواس انه تم في هذا المجال تكوين قطعان نواة متميزة ومحسنة وراثيا من أبقار ظفار المحلية حيث ركزت البحوث في هذا المجال على الحصول على سلالات محسنة وراثيا ذات كفاءة عالية في سرعة النمو وإنتاج الحليب، فانتخبت الأبقار لصفة النمو لثمانية مواسم كمرحلة أولى، وتنتخب حالياً كمرحلة ثانية لصفة إنتاج الحليب منذ ثلاثة مواسم، ويتم بشكل دوري إجراء اختبار النسل للطلائق (الذكور) المنتجة المحسنة وراثيا ومن ثم توزيعها على المربيين لتحسين السلالة والاستفادة من البحوث التي تجرى بالمحطات البحثية ونقل التكنولوجيا إليهم.

ويضيف الرواس أنه حالياً يتم استخدام التقنيات الحديثة في التلقيح حيث تم خلال الموسمين الأخيرين للبرنامج البدء بتلقيح الأبقار إصطناعياً بالسائل المنوي المجمع من الثيران المحلية المحسنة، وعند نجاح هذه التقنية سيتم من خلالها نشر التراكيب الوراثية المحسنة بشكل أوسع على قطعان المربيين، وقد انتهت البحوث المتميزة في مجال الأبقار الظفاري إلى تحسين وزن العجول ومعدلات النمو قبل وبعد الفطام حيث ارتفعت أوزان العجول عند عمر الميلاد والفطام وستة أشهر وسنة 25% (من 16 – 20 كجم)، 36% (من 74 – 101 كجم)، 53% (من 88 – 135 كجم)، 20% (من 145 – 174 كجم) على التوالي.

زيادة نسب الخصوبة 85% عند الماعز واما العمل البحثي في مجال الماعز الظفاري فقد بدأ في أوائل التسعينيات وذلك عن طريق إنشاء قطعان محلية نقية من هذه السلالة، وفي عام 1995م بدأ تنفيذ برنامج التحسين الوراثي للماعز الظفاري وكان الهدف الاساسى هو الحصول على ذكور محسنة وراثيا وذات كفاءة عالية في معدلات النمو والخصوبة ونسبة التوائم، يتم توزيعها على المربيين للاستفادة من نقل التطور في مجال البحوث إلى قطعانهم مما يعود على زيادة الناتج المحلى من الماعز وبالتالي يقلل من الاستيراد للحيوانات الأجنبية مما يعمل على تحقيق الأمن الغذائي بالمحافظة، وقد انتهت أحدث النتائج البحثية إلى زيادة نسب الخصوبة حيث وصلت 85% وكذلك ارتفاع معدل التوائم الي 135%.برامج لتحسين انتاجية الدجاج المحلي وحول البرنامج الانتخابي للدجاج المحلي يقول الرواس انه كان مواكبا للبرامج الانتخابية القائمة على الأبقار والماعز الظفاري وقد ركز أساسا على هدف رئيسي هو تحسين السلالة المحلية بالانتخاب في نفس السلالة ومن ثم توزيع الدجاج المحسن على المربين بالمحافظة لتحسين الإنتاج لديهم ونشر التراكيب الوراثية المتميزة للسلالة، حيث انتهى البرنامج الإنتخابي باستنباط ثلاثة خطوط للدجاج المحلي خلال الجيل السادس هي الدجاج الأسود والبني والأبيض، وتم خلال الجيل السابع الإنتهاء من مرحلة عمل التوصيف المظهري (الشكل والإنتاج) وانتهت النتائج البحثية بزيادة معدل إنتاج البيض من 88 بيضة إلى 143بيضة في السنة، كما زادت كفاءة التحويل الغذائي حيث قلت الاحتياجات العلفية من 8.81 كجم إلى 4.51 كجم لإنتاج كيلو جرام واحد من البيض.

تبع ذلك دراسة بحثية لمقارنة الصفات الإنتاجية والتناسلية للثلاث الخطوط الرئيسية المستنبطة حديثا من الدجاج المحلى المنتج للبيض، حيث أثبتت الدراسة تفوق السلالة ذات اللون الأبيض تليها ذات اللون البني في معظم الصفات المدروسة والخاصة بنسبة الفقس ووزن الدجاجة وكذلك إنتاج البيض.

وأخيراً يجدر بنا القول ان الثورة الجارية في مجال البحث العلمي لابد أن يصاحبها جهد وعمل مستمر من الباحثين في هذا المجال خاصة أن وزارة الزراعة والثروة السمكية متمثلة في المديرية للبحوث الزراعية والحيوانية لا تدخر جهدا في توفير الدعم الكامل للبحوث والبرامج البحثية الجارية في كافة مجالات الثروة الحيوانية وذلك للنهوض بالثروة الحيوانية وتحقيق الأمن الغذائي بالسلطنة.