في الشباك: أين نحن

ناصر درويش –

تابعت أمس الحفل السنوي لجوائز الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وكيف ذهبت الالقاب والجوائز للاتحادات الاسيوية التي تستحق هذه الالقاب في الوقت الذي غابت فيه الكرة العمانية حتى عن الجوائز الشرفية اكتفينا بالمشاركة والتصفيق للفائزين.

لا اعرف إلى متى سنظل بعيدا عن الواقع الاسيوي برغم اننا نملك من الامكانيات والقدرات التي تؤهلنا ان نكون مع فرق الصدارة لكن يظهر بانه مكتوب على الكرة العمانية ان تعيش الواقع الحالي في ظل اوضاع غير مستقرة لمنتخباتنا وانديتنا التي تعاني كثيرا لأسباب نعرفها جميعا. ولعل ما يطرح الآن من نقاش حول الهوية والاحتراف ما هو الا دليل اخر على الوضع القائم حيث إن الاحتراف الذي نعيش تفاصيله الغريبة والعجيبة لم يصلنا بعيدا في ظل التفكير القائم بأن يكون اللاعب (هاويا) ولكنه في الوقت نفسه يخضع للاحتراف من خلال عقود ملزمة (شكلا) لكن التطبيق امر مختلف تماما لان اللاعب في الاساس مرتبط بوظيفته برغم انه يتقاضى رواتب من خلال العقد الموقع مع ناديه.

مديرية الرياضة العسكرية كانت الجهة الوحيدة الواضحة في تعاملها مع واقع الاحتراف (الملزم اجباريا) من قبل انديتنا التي أرادت هذا الوضع وكانت التعليمات واضحة بين الوظيفة العسكرية أو الاحتراف مع ترك الاختيار لهم بالعودة لعملهم بعد انتهاء فترة احترافهم لكن هذا الوضع لم يطبق، وفضل اللاعبون البقاء في عملهم مع توقيع عقود احترافية مع انديتهم.

مطالبة الاندية بتفريغ لاعبيهم من جهة عملهم ليس له مايبرر وهم يدركون ذلك، وعليهم ان يتعاملوا مع الواقع او انهم يبحثون لهم عن لاعبين متفرغين لكرة القدم، وبما ان الاندية اردات هذا الواقع فعليها ان تتحمل تبعاتها خاصة وان الجميع يعلم بان وزارة الشؤون الرياضية ابلغت الاندية منذ فترة بأن ملف الاحتراف يدرس من جميع جوانبه وعليهم التريث قبل إقراره؛ لكن الاندية ارادت ان يطبق الاحتراف وعليها ان تتحمل مسؤولياتها

ادرك تماما ان ما ذكرته لن يعجب كثيرين؛ لأنهم لا يدركون الواقع وبعيدون عنه تماما واطالبهم ان يكونوا قريبين من المشهد ان يكون دورهم ايجابيا وفق الانظمة والقوانين المعتمدة وعدم التحايل عليها.

اذا اردنا ان نطور من منظومتنا علينا ان لا نقفز فوق الواقع وان نسير بخطوات مدروسة وعدم التسرع أو تقليد الآخرين انما الاستفادة منهم ومتى ما اخلصت النية وعرفت الاندية الدور المنوط بها سيتغير الحال.