رئيس جمعية إدارة الطوارئ: نهدف إلى تعزيز إمكانيات الدولة في مواجهة الكوارث


مسقط - الرؤية



قال الدكتور محمود بن ناصر بن منصور الرحبي، استشاري أول طب الطوارئ بمستشفى النهضة، ورئيس الجمعية العمانية لإدارة الكوارث والطوارئ قيد التأسيس، إن الجمعية تهدف إلى تعزيز إمكانيات الدولة في إدارة ومواجهة الكوارث والطوارئ والأزمات ووضع متطلبات ضمان استمرارية العمل خلالها والتعافي السريع منها عن طريق الاستعداد والتخطيط باستخدام كافة وسائل التنسيق والاتصال على جميع المستويات بهدف المحافظة على أرواح الناس وممتلكاتهم. وكذلك تعزيز التعاون الدولي في مجال الاستجابة السريعة للكوارث وعمليات الإنقاذ والإسعاف إضافة إلى الدراسات والبحوث العلمية في مجال إدارة الأزمات والكوارث .


وأوضح الرحبي أن فكرة الجمعية جاءت منذ عام 2013 وجاء الإعلان عنها أثناء انعقاد مؤتمر عمان الدولي لطب الطوارئ 2013، والذي عُقد في رحاب جامعة السلطان قابوس واجتمعنا مع الزملاء المشاركين في المؤتمر من أطباء وممرضين وجزء منهم إداريين من جميع المؤسسات سواء الطبية وغيرها، وتولدت لدينا فكرة أنه لابد أن تكون هناك مشاركة وتنظيم للعمل التطوعي خاصة في وقت الكوارث والطوارئ، بحيث يكون العمل منظمًا وفق أسس ومعايير قد تم التخطيط المسبق لها، وأن يكون الأفراد المشاركون في الإغاثة والإنقاذ على قدرٍ كافٍ من الوعي والتعليم والتدريب والجاهزية.


وأضاف الرحبي: أثناء وقوع الكوارث والأزمات يكون هناك الكثير من الفوضى والعديد ممن يريد أن يمدوا يد المساعدة ومن الصعب منع ورد المتطوعين حيث إنّهم في الغالب أول من يتواجد في موقع الكارثة قبل الجهات الأخرى، والشعب العماني بطبيعته شعب متعاون ومتكاتف الكل يريد أن يمد يد العون والمساعدة خاصة وسط هذه المحن والأزمات والكوارث، وهدفنا الأسمى هو مساعدة الناس وقت هذه النكبات وأيضًا توفير طاقم مدرب ومجهز للتطوع في هذه الأوقات وتنظيم هؤلاء المتطوعين وتوزيعهم وتنسيق الجهود مع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني.


كما تسعى الجمعية مستقبلاً بعد إشهارها بإذن الله تعالى على العمل على تعليم وتدريب الأعضاء المنتسبين لها على كيفية العمل أثناء الظروف الاستثنائية الصعبة وعمليات الإنقاذ والإسعاف ونقل المصابين إلى المؤسسات الصحية المختلفة. وأن يكون الأفراد المشاركون على قدرٍ من العلم والتدريب في مجال الإغاثة والإسعاف ونقل المصابين والجرحى بحيث يكون الإسعاف بشكل سليم من مكان الحدث إلى المؤسسات الصحية.


وحول رسالة الجمعية وشركائها من مختلف القطاعات، قال الرحبي: رسالتنا موجهة منّا كمواطنين ونوجهها إلى المواطنين وإلى إخواننا الذين لديهم القدرة على العمل التطوعي في وقت الأزمات لا قدر الله لكي يردوا جزءاً من الجميل لهذا الوطن الغالي وللقائد المفدى حفظه الله ورعاه. أما شركاؤنا فهم جميع الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة بالكوارث والطوارئ وعن الأسس التي من خلالها تؤدي الجمعية دورها في خدمة المجتمع، قال الرحبي إنّ الأساس الأول هو عملية التوعية والإعلام، ونشر ثقافة الإغاثة والإنقاذ في أثناء الكوارث والطوارئ. والأساس الثاني: تعليم وتدريب المواطن على مثل هذه الظروف عن طريق ورش عمل للإنقاذ، لأن الجمعية ليست جمعية مهنية، وإنما جمعية أهلية تطوعية تهدف إلى مشاركة جميع شرائح المجتمع مثل الأطباء والممرضين، والمهندسين، والمدرسين وطلبة المدارس والكليات، وغيرهم من مختلف شرائح المجتمع.


وأضاف رئيس الجمعية: الجمعية لم تأتِ فكرتها لتأخذ دور الجهات الحكومية الأخرى فالكل قائم بدوره على أكمل وجه، وإنما عملها تطوعياً وليس رسمياً، وهو مكمل للأعمال الحكومية والجهات الأخرى، بحيث نساعد في عمليات الإنقاذ وعمليات النقل، وفي الدعم، فليس هنالك أي ازدواجية وليس هنالك أي تغطية عمل، وإنما ستكون أدوار الجمعية مكملة لهذه المؤسسات ومساندة لها وفي الأخير كلنا نعمل يداً بيد مكملين لبعضنا البعض في سبيل خدمة مجتمعنا العماني العريق ولا نغفل الاهتمام السامي من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- والذي أولى اهتمامًا خاصاً بالعمل التطوعي وخصص جائزة لذلك تحمل اسمه أبقاه الله.


وتابع الرحبي: الحمد لله الفكرة متقبلة وانضمت لنا أعداد كبيرة من الشباب والفتيات من مختلف المحافظات ومن مختلف القطاعات الوظيفية والمهنية وقد شارك في الانضمام بعض من كبار رجال الدولة، والذي نعتبره إضافة حقيقية للجمعية لإيمانهم بمبدأ أهداف الجمعية وأهميتها في مجتمعنا العماني، وقد وصل عدد الأعضاء إلى 500 عضو أو أكثر، وجميعهم سيشاركون في الدورات المستقبلية بعد الإشهار لكي تؤهلهم لعمليات الإنقاذ، وأن يعملوا بجدٍ وتفانٍ في اللجان التي شكلتها الجمعية لتسيير مهامها، أو في عمليات الدعم والتنسيق والمجالات الأخرى في الجمعية.


وعن مصادر دعم وتمويل الجمعية، قال الرحبي: مصادر الدعم هي الدولة، تتضمن القطاع الحكومي، وأيضًا القطاع الخاص من مختلف الشركات المرتبطة بالقطاع الصحي أو قطاعات الكوارث والطوارئ، وأيضًا هناك دعم عن طريق تسجيل الأعضاء للجمعية حيث سيتم احتساب مبلغ رمزي، وبعد الإشهار إن شاء الله سيتم التنسيق في عمليات الدعم سواء من الحكومة أو القطاع الخاص.


وحول مدى تجاوب الجهات المختصة للتعاون مع الجمعية، قال الرحبي: نحن متفائلون، لأن الجمعية من الوطن وإلى الوطن، فنحن لا نسعى لعمل شخصي أو عمل من شأنه أن يتعارض مع القوانين المعمول بها في الدولة، أو يمس بالدولة، وإنما العمل الذي نقوم به لأجل الوطن. أما بخصوص تجاوب الجهات المختصة فالحمد لله نجد التجاوب من وزارة التنمية الاجتماعية وتقبل للفكرة من البداية على أنها فكرة تخدم المجتمع، وتخدم الدولة والمواطنين، وكان هنالك تقبل أيضا ودعم بكل السبل المتاحة من اللجنة الوطنية، ولم يتبق سوى الإشهار من وزير التنمية الموقر ونتمنى أن يكون قريبا بإذن الله.


واختتم الرحبي بقوله: نتمنى من الجميع أن يشاركونا فكرة الجمعية وأهدافها والمبادرة في التسجيل لهذه الجمعية، لأنها عمل وطني يهدف لخدمة عمان ولشعب عمان. أما رسالتي للجهات المختصة فنتمنى إشهار الجمعية في القريب العاجل حتى تقدم كل ما من شأنه خدمة هذا الوطن المعطاء، وأن يتبنوا الجمعية عن طريق العون والمساعدة، وكلنا نقدم رسالة شكر لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم - حفظه الله ورعاه- على ما يقدمه من دعم سامي للعمل التطوعي.