مسقط - خميس السعيدي
اختُتمتْ فعاليات المؤتمر الثامن عشر للرابطة العربية لجراحة العظام، بفندق قصر البستان، أمس، بمشاركة 400 استشاري وطبيب عظام وإخصائي علاج طبيعي وتأهيل وممرضين وفنيين وعاملين صحيين من السلطنة ودول مجلس التعاون والدول العربية ومختلف دول العالم.
واستكمل المؤتمر في يومه الختامي، أمس، باقي الجلسات والمحاضرات العلمية، وتضمَّن المؤتمر في يومه الأول جلسات عدة؛ من بينها: الجلسة العلمية حول إصابات الركب، ومن أوراق العمل المطروحة خلالها: إعادة ترميم تشوهات عظم الفخذ بالاستبدال الكلي لمفصل الورك، والممارسات والإستراتيجيات الحالية المتبعة في عملية الاستبدال الكلي لمفصل الورك للمرضى المصابين باحتشاء العظام.
وفي الجلسة المعنية بإصابات القدم والكاحل نوقشت بعض أوراق العمل؛ منها: جراحات القدم والكاحل ومقدمة القدم، والعلاج الجراحي لأعصاب مفاصل القدم والكاحل لدى المصابين بالسكري. أما جلسة الأورام، فسلطت الضوء على أورام العظام الحميدة المجهولة المصدر...وغيرها من المواضيع. ومن أوراق العمل التي تناولتها جلسة هشاشة العظام: تثبيت هشاشة العظام التي تصيب العمود الفقري. وكانتْ هناك كذلك جلسة الإصابات المعقدة لليد.
أما جلسات الجمعة، فدارت إحداها حول إصابات الركبة؛ ومن أوراق العمل التي ناقشتها: الالتهابات التي تصيب الركبة والاستبدال، علاج آلام التقويم الكلي لمفاصل الركبة، والعلاج الخوارزمي واختيار الزرع. وفي الجلسة المتعلقة بالطب الرياضي، تم تناول بعض أوراق العمل المطروحة؛ ومنها: الإصابات الرياضية عند الأطفال، والتقنيات الجديدة المستخدمة للتثبيت الوسطي لعظمة رأس الركبة، وتعديل الرباط الصليبي الأمامي.
وتضمَّنت الفعاليات جلسة حول الكتف والكوع استعرضت عدة أوراق عمل؛ من بينها: "الكسور.. من علاج الرضوض إلى جراحة الكتف"، وكسور الكوع المعقدة، والتقنيات الحديثة في جراحة استبدال الكتف، والتثبيت الجراحي لكسور الترقوة. إضافة إلى ذلك كانت هناك جلسة حول جراحة العظام لدى الأطفال، تناولت عدة أوراق عمل مهمة في هذا الخصوص كعلاج الورك لدى الأطفال المصابين بالشلل الدماغي، والتسمير في حالات الكسور لدى الأطفال، وإصابات العضلات والعظام لدى الأطفال في السلطنة.
وعقدتْ، أمس، جلسة عن تشوهات العمود الفقري يسلط من خلالها الضوء على تقييم وعلاج التشوه الخلقي في العمود الفقري، واعوجاج العمود الفقري لدى المراهقين لأسباب غير معروفة (التقييم والعلاج)، والأورام الحميدة في العمود الفقري ومواضيع أخرى. وكذلك جلسة تعنى بالحوض والحق تناقش علاج كسور الحوض في الحالات الطارئة، والعلاج الجراحي لكسور منطقة الحق...وغيرها من أوراق العمل. إلى جانب جلسة عن إعادة الترميم.. ومن أوراق العمل المطروحة فيها: إعادة ترميم العظام والأنسجة اللينة، وإعادة ترميم تشوهات العظام. فيما تناقش أوراق عمل جلسة إعادة التأهيل: إعادة تأهيل الكتف لدى المرضى الرياضيين، تقييم المرحلة الثانية من إعادة التأهيل بعد جراحة الاستبدال للفخذ والركبة....وغير ذلك من أوراق عمل.
وعلى هامش المؤتمر، عقدت الرابطة الخليجية لجراحة العظام يوم الخميس اجتماعا لها لتعيين أعضاء مجلس الإدارة الجديد، بحضور رؤساء الروابط الخليجية؛ حيث تم انتخاب الدكتور محمد حسن درويش رئيس الرابطة العربية لجراحة العظام رئيس الجمعية الخليجية لجراحة العظام رئيس الرابطة العمانية لجراحة العظام -للمرة الثانية- إضافة إلى تعيين أعضاء آخرين في المناصب الأخرى للرابطة. وتم خلال الاجتماع تحديد موعد تنظيم اجتماع الرابطة الجديد؛ حيث تقرر أنْ يكون في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة عام 2016.
وعقدت الرابطة العربية لجراحة العظام اجتماعا مشابها لتعيين أعضاء مجلس الإدارة الجديد، كما عقد المنظمون على هامش المؤتمر كذلك جلسة مع رؤساء الجمعيات التركية والإيرانية والهندية والبنجلادشية والباكستانية لبحث سبل التعاون مستقبلا بين هذه الروابط لتحسين الخدمة في مجال طب العظام.
وأوضح الدكتور عبدالله المالكي استشاري وأستاذ جراحة العظام في مستشفى السليمانية وجامعة الخليج العربي بمملكة البحرين، أنه شارك في المؤتمر بمحاضرة عن استبدال مفصل الركبة الصناعي؛ استعرض من خلالها الفارق بين استبدال مفصل الركبة الصناعي بين الدول العربية والغربية من حيث خصوصية المجتمعات العربية المسلمة المتعلقة بالجلوس لأداء الصلاة وأنماط تناول الطعام.. مؤكدا ضرورة أن يتم مراعاة ذلك لنجاح العملية ولسنوات طويلة. مشيرا إلى أنَّ هناك طرقًا لاستبدال المفصل كاستبدال نصف الركبة الداخلي وكاملا في الحالات الأكثر ضررا.
وأكد المالكي أن أهم ما في الموضوع أن يكون إجراء العملية مبنيًّا على صورة الأشعة حتى تتضح الرؤية لاحتمالية وجود تأثر وتغيرات في شكل الركبة وفي الضغط على الغضاريف فيها، نتيجة أوضاع الصلاة وأنماط الأكل في بعض المجتمعات العربية مما يحتم تقييم حالة المريض أولا وحجم مشكلته قبل إجراء التدخل الجراحي؛ وذلك لأن بعض الحالات البسيطة لا يحتاج إلى عملية، وإنما إلى بعض الأدوية، واتباع أنماط غذائية صحيحة وبعض الاستثناءات فيما يتعلق بأداء الصلاة التي رخص فيها الدين ويسر على المرضى.. مؤكدا من جانب آخر أهمية حفظ حق المريض كشريك في اتخاذ القرار من حيث إطلاعه على خلفية العلاج المقدم له إذا استدعى الأمر استبدال المفصل كحقه في معرفة أن المفصل الصناعي لا يدوم مثل المفصل الطبيعي بل عمره الافتراضي 15 عاما ويفشل، وبعدها يحتاج المريض إلى عملية أخرى تكون أكبر من سابقتها.
وأكد طبيب جراحة العظام بالمجلس العماني للاختصاصات الطبية المعتصم السعدي، أن أيَّ مشاركة علمية يحضرها الأطباء المتدربون بالمجلس تتيح لهم فرصة أكبر للاطلاع على أحدث التقنيات العلاجية في مجالات طب العظام.
وقال علي عبدواني طبيب جراحة العظام بالمجلس العماني للاختصاصات الطبية: إنَّ الخبرات العالمية في مجال العظام المشاركة في المؤتمر صقلت معارف ومهارات وخبرات المشاركين في تخصصاتهم المختلفة من خلال تجارب هذه الخبرات.. وأكد الطبيبان على أهمية أوراق العمل المطروحة في المؤتمر، مُشيدين بمدة عقد المؤتمر التي كانت مناسبة وملائمة وبأوراق العمل المدروسة التي تم انتقاؤها بعناية.
ويأتي المؤتمر بدعم من وزارة الصحة، ونظمته الرابطة العربية لجراحة العظام بالاشتراك مع الروابط العمانية والخليجية والتركية والإيرانية واليونانية لجراحة العظام. وحاضر خلاله 120 محاضرا من الخبراء الدوليين في مجال إصابات وأمراض وجراحات العظام من السلطنة ودول مجلس التعاون والدول العربية ومختلف دول العالم كل في تخصصه.
ويسعى المؤتمر إلى تحقيق العديد من الأهداف المرسومة؛ والتي منها: إثراء معارف وصقل مهارات المشاركين وخبراتهم وإطلاعهم على جديد طب العظام، والتواصل مع أطباء العظام في مختلف دول العالم والاستفادة من تجاربهم العلاجية في مختلف تخصصات العظام، وتعزيز التطور والتقدم في البحوث الأكاديمية والتعليم وخدمات تقويم العظام في المنطقة والعالم كافة.
واعتمد المجلس العماني للاختصاصات الطبية للمشاركين في المؤتمر 9 نقاط للحضور، و14 نقطة للمحاضرين، وللمنظمين 21 نقطة. وصاحب المؤتمر معرض يشتمل على منتجات الشركات الدولية المتخصصة في إنتاج المعدات والأجهزة والتقنيات الطبية الحديثة المستخدمة في علاج أمراض العظام وجراحاتها المختلفة.
ويُذكر أنَّ المؤتمر الثامن عشر للرابطة العربية لجراحة العظام، يُعتبر من المؤتمرات العالمية المهمة؛ حيث يُعد الأول من نوعه على مستوى منطقة الخليج والسلطنة الذي يجمع الرابطة العربية لجراحة العظام والروابط العمانية والخليجية والتركية والإيرانية واليونانية لجراحة العظام في حدث واحد.
